واشنطن عاجزة عن لجم نتنياهو!
تزداد حدّة الاشتباكات بين “حزب الله” وقوات الاحتلال الاسرائيلية على الجبهة الجنوبية للبنان، الامر الذي بات يوحي بأن المعركة انتقلت الى مستويات خطيرة وغير مسبوقة أقلّه منذ بداية “طوفان الأقصى” قبل سبعة أشهر.
هذا الأمر يمكن ربطه بالتطورات الميدانية التي تفرض نفسها على قطاع غزّة خلال الأيام الفائتة، ووفق مصادر عسكرية مطّلعة فإنّ ما يحصل هو تصديق لمعادلة الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصر الله التي وضعها على الطاولة بداية المعركة، إذ قال أنّ التّصعيد في غزّة سيُقابله تصعيد في لبنان، واعتبر أنّ توسيع الحرب سيكون مقابل إمّا كسر الخطوط الحمراء في قطاع غزّة أو استهداف المدنيين في لبنان.
لكنّ الأخطر من كل الذي يحصل أن الولايات المتحدة الأميركية، الداعم الأكبر والمتحكّم الأوّل بالقرارات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، باتت عاجزة بإدارتها الحالية عن السيطرة على ردود فعل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يؤكّد مراراً وتكراراً بأنّ قوّاته مستعدة لممارسة كلّ أشكال التصعيد في المرحلة المُقبلة.
وتعتبر المصادر أنّ الوضع المُحرج الذي وجد نتنياهو نفسه فيه هو الذي قد يدفع به الى قرارات متهوّرة، خصوصاً أنّ أي خيار آخر غير التصعيد لا يبدو مُتاحاً بالنسبة له، بل على العكس سيكون مدخلاً لمحاسبته سياسياً وشعبياً وربما قضائياً في العديد من القضايا المُرتبطة بالأمن القومي الاسرائيلي والفساد.
وتعتقد المصادر أن عدم قدرة واشنطن على لجم نتنياهو قد يؤدي الى خطأ اسرائيلي ما في الحسابات وتوجيه ضربة لا يمكن ل”حزب الله” تجاوزها، لذلك فهو بدوره بدأ بعملية تصعيدية بهدف وضع حدود واضحة وتحقيق ردع كامل بوجه إسرائيل قبل قيام الاخيرة بخطوة غير محسوبة تدفع ثمنها المنطقة كاملة.