قبيل المناظرة المنتظرة.. قضايا قد تحسم قرار الناخب الأميركي

23 مايو 2024
قبيل المناظرة المنتظرة.. قضايا قد تحسم قرار الناخب الأميركي


يغلب تأثير القضايا الداخلية الأميركية على اتجاهات الناخب الأميركي في الانتخابات الرئاسية، ويكون لقضايا السياسة الخارجية تأثير أقل عادة. لكن هل هذا ما سيحصل في انتخابات 2024؟

يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، انتقادات واسعة بسبب دعمه لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، والتي قتلت أكثر من 35 ألف فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء، كرد على هجوم نفذته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي غالبيتهم مدنيون.

الجامعات الأميركية خرجت في تظاهرات وشهدت ساحاتها مواجهات مع الشرطة. وارتفعت أصوات أميركيين وخاصة بين العرب والمسلمين تطالب بعدم التصويت لبايدن بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل.

الأخطر أن التقارير تشير إلى ارتفاع وتيرة معاداة السامية والإسلاموفوبيا في البلاد بعد هجوم السابع من تشرين الأول على إسرائيل التي ردت بحرب مدمرة على قطاع غزة.

فهل سيكون لهذه الملفات تأثير أكبر من المعتاد على مواقف الناخبين الأميركيين، الذين سيختارون التمديد للرئيس الحالي بايدن، أو إعادة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

هل سيكون لحرب غزة ثقل؟
بايدن دعم إسرائيل بشدة في بعد هجوم السابع من تشرين الأول، وقدم مساعدات على شكل أسلحة وأموال لدعم حكومة، بنيامين نتانياهو، التي أعلنت الحرب للقضاء على حماس. 

لكن النتائج غير الإيجابية للحرب، والعدد الكبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين دفع بايدن إلى تغيير نبرته تجاه إسرائيل، وصولا لتهديدها بوقف توريد أسلحة، وأوقف بالفعل تحويل شحنة أسلحة إلى إسرائيل ردا على هجوم رفح.

إدارة بايدن شددت على أهمية القضاء على حماس، لكنها أكدت في الوقت ذاته على حل الدولتين كسبيل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما يرفضه نتانياهو.

لكن ترامب الذي كان قد قال إن إسرائيل تخسر معركة العلاقات العامة، وأظهر ميله نحو ضرورة انتهاء الحرب، اتهم بايدن بالتخلي عن إسرائيل الحليف الرئيسي لأميركا.

عندما سألت كايتلان كولينز، مراسلة شبكة “سي أن أن”، السيناتور، بيرني ساندرز، عما إذا كان بايدن سيخسر في انتخابات نوفمبر المقبلة بسبب الحرب على غزة، خاصة أصوات الناخبين الشباب التقدميين، قال ساندرز: “هذا ما يقلقني”.

لكن ساندرز قال “إن بايدن لا ينافس المرشح المثالي. إنه يخوض الانتخابات ضد رجل يدعى دونالد ترامب، أخطر رئيس في تاريخ هذا البلد”.

وشهدت الانتخابات الأميركية على مدى تاريخها قضايا حساسة ترتبط بالسياسة الخارجية، وهيمنت على عناوين الأخبار وحتى على المناقشات الانتخابية، ولكنها في نهاية المطاف لم تكن في مقدمة اهتمامات الناخبين الأميركيين الذين يميلون أكثر لقضاياهم الداخلية.

لكن يحاول الخبراء والمحللون حاليا معرفة ما إذا كانت الحرب على غزة ستغير المعادلة في سباق 2024. 

ويشير تقرير لشبكة “آي بي سي” نيوز الأميركية إلى أن مقابلات أجريت مع أكثر من 12 ناشطا ديمقراطيا وناخبين كشفت عن “حالة عدم اليقين” بشأن ما إذا كانت الحرب في غزة، وهي بالفعل الأطول في تاريخ إسرائيل، قد أحدثت تحولا كبيرا في الولاءات السياسية في الولايات المتحدة من خلال إبعاد الناخبين الذين كانوا سيدعمون الرئيس بايدن، أو إذا انقسم المنتقدون بين الناخبين الذين إما سيعودون إلى الرئيس في تشرين الثاني أو سيجدون سببا لعدم دعمه بغض النظر.

السياسة الخارجية  
هناك ملفات أخرى مرتبطة بالسياسية الخارجية أيضا قد يكون لها تأثير على الانتخابات المقبلة، وتظهر في مواقف المتنافسين المحتملين بايدن وترامب.

يدعم بايدن المساعدات لأوكرانيا، في حين يشكك ترامب في ذلك، ويدعم بايدن حلف شمال الأطلسي والنظرة التقليدية للقوة الأميركية في العالم، بينما انتقد ترامب حلف شمال الأطلسي وعبر عن بعض وجهات النظر الانعزالية.

وتعاني أوكرانيا من نقص في الذخيرة، وتقول إنها تحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة لمواصلة صد العدوان الروسي. 

وبايدن من أشد المؤيدين لمساعدة أوكرانيا، في حين عرقل ترامب المساعدات الأميركية لأوكرانيا، ونجح في الضغط على الجمهوريين في مجلس النواب لمنعها منذ أن حصلوا على الأغلبية في كانون الثاني 2023.

ويشير هذا إلى انقسام أعمق. فبايدن مؤيد صريح لحلف شمال الأطلسي باعتباره حصنا ضد خصوم مثل روسيا والصين، وللحفاظ على نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية. 

لكن ترامب كثف انتقاداته لحلف شمال الأطلسي، وانحاز إلى الجناح الانعزالي المتنامي في الولايات المتحدة، الذي يريد أن يكون أقل انخراطا في الشؤون العالمية. 

وقال ترامب مؤخرا إنه كرئيس، “سيشجع” روسيا “على فعل ما تشاء” تجاه الدول الأعضاء “المتأخرة” في سداد مستحقاتها.

القضايا الداخلية
يعتقد خبراء أن الناخب الأميركي يتأثر بالقضايا الخارجية بشكل عام، وقد يكون لحرب إسرائيل على قطاع غزة أثر ملموس، لكن ذلك لن يتحدد إلا لحظة الإدلاء بالأصوات، لأن الأميركيين لديهم قضايا داخلية شائكة قد تنتصر في آخر لحظة على أي اعتبارات خارجية.

الإجهاض
يدعم بايدن الحماية الفيدرالية القانونية لحق المرأة في الإجهاض، ويعارض ترامب الأمر. لكل منهما حجته التي تبرر موقفه. لكن يبدو أن هناك تيارات واسعا من الأميركيين يؤيد حق المرأة في الإجهاض. 

ترامب كان قد دعم القيود على على الإجهاض على المستوى الفيدرالي حينما كان في البيت الأبيض، لكن يبدو أنه يعيد حساباته ويقلل من الحاجة إلى فرض حظر فيدرالي، حيث ينقسم الجمهوريون حول هذه القضية.