بعد الاعتراف بها دولياً.. ما هي الفوائد التي ستجنيها فلسطين؟

27 مايو 2024
بعد الاعتراف بها دولياً.. ما هي الفوائد التي ستجنيها فلسطين؟


تزايدت مؤخراً الدعوات التي تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، حيث ترى العديد من الدول الغربية أن تغيير وضع الفلسطينيين سوف يأتي كثمرة  لمفاوضات حل الدولتين، والذي سيعني أن تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن.

وتعترف غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بفلسطين وكان آخرها إسبانيا والنرويج وإيرلندا، التي أعلنت أواخر أيار الجاري الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين ودعت بقية الدول إلى المضي في ذات الاتجاه.

ويؤكد مراقبون أن الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه أن يمنح الفلسطينيين المزيد من السلطات السياسية والقانونية، فضلاً عن رمزية الخطوة، بما يمهد الطريق أمام اعتبار احتلال إسرائيل لأراض فلسطينية أو ضم بعضها إليها، قضية قانونية.

اعتراف 3 دول

 

بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت النرويج وإيرلندا وإسبانيا رسمياً، (22 أيار 2024)، الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك رغم تحذير إسرائيل من اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستوره، في حديثه لوسائل الإعلام: إن الاعتراف بدولة فلسطينية “يرسل رسالة قوية إلى الدول الأخرى كي تحذو حذو النرويج وعدد من البلدان الأوروبية”.

وأكد أن دخول هذا القرار حيز التنفيذ سيبدأ 28 أيار الجاري، مشيراً إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية “قد يؤدي إلى استئناف تحقيق حل الدولتين قريباً”.

من جانبه أعلن رئيس وزراء إيرلندا سيمون هاريس، اليوم الأربعاء، اعتراف بلاده رسمياً بالدولة الفلسطينية، وأكد ثقته بأن “مزيداً من الدول ستنضم إلينا في الأسابيع المقبلة”.

وأوضح أن “لا سلام بدون مساواة ومن المهم عدم تفسير قرارنا بشكل خاطئ على أنه عمل عدائي تجاه إسرائيل”.

بدوره، أعلن رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية، يوم 28 أيار الجاري، وقال: “سنواصل الضغط على المجتمع الدولي ونستمر في مساندة الفلسطينيين”.

11 دولة.. وغضب إسرائيلي

 

ولم يتأخر رد الفعل الإسرائيلي، حيث استدعت وزارة خارجية الاحتلال سفيريها في إيرلندا والنرويج للتشاور، كما أمر الوزير يسرائيل كاتس السفيرين الإسرائيليين في هاتين الدولتين بالعودة الفورية لإجراء مشاورات.

ونقل بيان للخارجية عن كاتس قوله: “اليوم أوجه رسالة حادة إلى إيرلندا والنرويج، مفادها أن إسرائيل لن تتجاهل هذا الأمر بصمت”، مدعياً أن “الخطوة المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة أخرى”.

وفي حين وصف كاتس قرار النرويج وإيرلندا بأنه “استعراض غباء”، شدد على أن “إسرائيل لن تتهاون مع من يقوض سيادتها ويعرّض أمنها للخطر”.

ودولة فلسطين اعترف بها 8 أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وقبرص والسويد، ومع انضمام الدول الثلاث الأوروبية يصبح عددها 11 دولة معترفة بدولة فلسطين.

وزن دبلوماسي

 

على الرغم من أن الخطوة التي قامت بها الدول الأوروبية الثلاث “ذات دلالات رمزية”، وفق ما يراه المحلل السياسي عزيز سالم، فإنها- برأيه- في الوقت ذاته  “تحمل وزناً دبلوماسياً من شأنه أن يزيد تمثيل الموقف الفلسطيني في أوروبا”.

ويؤكد أهمية الاعتراف سياسياً بدولة فلسطين، معتبراً أنها تتيح المجال “أمام إبراز حقوق الفلسطينيين ونضالهم ومعاناتهم، إضافة إلى حقهم في تقرير مصيرهم وأمنهم.

ويؤكد، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن هذه الخطوة وغيرها من الخطوات المشابهة لعدة دول، قد تساعد في “تثبيت الشخصية القانونية للشعب الفلسطيني، وتعزيز علاقاته الدولية وفقاً للقواعد القانونية مع المجتمع الدولي، وتشكيل عامل ضغط مهم لأنه يترجم حق الشعب الفلسطيني في أن يقرر مصيره”.

ويرى أيضاً أنها قد تشكل إجماعاً دولياً شاملاً “يساعد على نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”، لافتاً إلى أن هذا الأمر “قد يؤدي في المستقبل إلى إلزام مجلس الأمن بإصدار قرارات متعلقة بمفاوضات السلام، تلزم إسرائيل بإنهاء الاحتلال للمناطق التي احتلها عام 1967 والعمل على الانسحاب منها”.

أهمية الاعتراف

 

وحالياً يصبح عدد الدول التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين بعد الإعلان الأخير للدول الثلاث 147 دولة، ثلاث منها غير منضوية تحت راية الأمم المتحدة، فيما بلغ عدد الدول المعترفة بفلسطين 144 دولة من أصل 193 دولة.

يؤكد مراقبون أن الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه أن يمنح الفلسطينيين المزيد من السلطات السياسية والقانونية فضلاً عن رمزية الخطوة، بما يمهد الطريق أمام اعتبار احتلال إسرائيل لأراض فلسطينية أو ضم بعضها إليها، قضية قانونية.

في مقال بصحيفة “لوس أنجلس تايمز”، الشهر الماضي، كتب جوش بول، أحد كبار المسؤولين السابقين في الخارجية الأميركية، أن مثل هذا التغيير “من شأنه أن يساعد في الدفع صوب إجراء مفاوضات الوضع النهائي بين إسرائيل وفلسطين، لكن ليس في صورة تنازلات بين المحتل والطرف الواقع تحت الاحتلال، وإنما بين كيانين متساويين في نظر القانون الدولي”.

وكان بول يشغل منصب مدير الشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للخارجية الأميركية، قبل أن يقدم استقالته بسبب خلافات حول سياسة الولايات المتحدة بشأن غزة.

ويأتي اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين في وقت تشن فيه إسرائيل، منذ 7 تشرين الأولا لماضي، حرباً على غزة خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين شهيدت وجريح، معظمهم أطفال ونساء.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.

كذلك، تتجاهل إسرائيل قراراً من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة. (الخليج أونلاين)