نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية تقريراً سلطت الضوء فيه على ما أسمته “الجرأة” التي أظهرها مسلحون فلسطينيون مؤخراً في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن هؤلاء أظهروا تكيفاً مع أنماط عمل الجيش الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذا الواقع يفرض على إسرائيل “العمل على قتل كل أفكار 7 تشرين الأول التي تتزايد في الضفة”.
وأوضحت “يسرائيل هيوم” في تحليل أعده مئير شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أن الهجوم الذي أودى بجنديين من الجيش الإسرائيلي وحوادث إطلاق النار وتحليق الطائرات بدون طيار باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من خط التماس، حوّل انتباه الجمهور مؤقتاً إلى مشهد الضفة الغربية المشتعل.
وبحسب شبات، فإنه على الرغم من أن هذا يتم تعريفه على أنه “ساحة ثانوية” في الحملة متعددة الساحات التي تواجه إسرائيل، إلا أن التهديدات الصادرة عنها لا تزال تشكل مصدر قلق للجيش الإسرائيلي والشاباك.
أسباب عدم تصاعد العنف
ورأت الصحيفة أنه حتى الآن هناك عاملان يقوّضان إلى حد ما احتمالات العنف في الضفة الغربية، الأول هو الصدمة والدهشة التي أصابت العناصر المسلحة والجمهور الفلسطيني في هذه المنطقة، بعد 7 تشرين الأول، والخوف من احتمال أن تفجر إسرائيل غضبها من هجوم حماس عليها العام الماضي على كل من يستفزها.
أما العامل الثاني، فهو النشاط المكثف للنظام الأمني الإسرائيلي، الذي اتسم بدرجة أكبر من العدوانية الاستباقية، وأدى إلى اعتقال الآلاف، وإحباط العديد من الهجمات المسلحة، وسحق بعض البنية التحتية المسلحة.
التكيف مع أنماط عمل الجيش الإسرائيلي
ووفقاً للصحيفة، فإن الجرأة التي أظهرتها العناصر المسلحة في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، ربما تشير إلى تلاشي تأثير العنصر الأول والتكيف مع أنماط العمل الحالية للجيش الإسرائيلي. وعلى هذه الخلفية، بدأت العناصر المسلحة في الضفة الغربية في تبني أسلوب شن هجمات ضد المستوطنات، ربما مستوحاة من هجوم حماس في 7 تشرين الأول.
واستطردت الصحيفة: “حتى لو كان أداؤهم في هذه اللحظة يبدو بعيداً عن أن يشبه نفس الهجوم، فإن نية تقليد هذا النمط، مع التعديلات اللازمة، في قطاع الضفة الغربية يجب أن يُنظر إليها بجدية”.
وشددت “يسرائيل هيوم” على ضرورة أن تتخذ المؤسسة الأمنية خطوات من شأنها أن تجعل هذا الاتجاه ميؤوساً منه وعديم الجدوى في نظر الفلسطينيين، كما ينبغي النظر في تحديد نظام خاص يشمل تعليمات إطلاق النار الخاصة بمنطقة التماس، وقمع أي منظمة أو محاولة للتصرف في هذا الاتجاه.
ارتباك إسرائيلي
وأشار شبات إلى أن هناك تراكماً كبيراً للأحداث في 7 ساحات جغرافية (قطاع غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، وقبل كل شيء إيران)، بالإضافة إلى الساحة القانونية الدولية (محاكم لاهاي) والساحة السياسية، موضحاً أن الحرب الطويلة، والأثمان المباشرة وغير المباشرة التي تم دفعها حتى الآن، والخلافات حول استمرارها، والجمود في قضية الرهائن، وعدم اليقين لدى سكان الشمال، الذين تم إجلاؤهم بشأن مستقبلهم، كل ذلك يزيد من الشعور بالارتباك.
وأضافت أن إيران وحزب الله وحماس يتابعون الأحداث في إسرائيل، ويأملون أن تؤدي إلى تآكل “القوة الوطنية”، مشيرة إلى أن فكرة الحرب متعددة الساحات مع إسرائيل كانت تستهدف هذا أيضاً.
وأوصى الكاتب أنه في المرحلة الراهنة، وفي ظل التحديات المقبلة “يجب على المستوى السياسي أن يستثمر في تعزيز الصمود الوطني، إلى جانب الجهود المتواصلة على المستويين العسكري والسياسي، ومن الصواب تقليل حالة عدم اليقين لدى الجمهور قدر الإمكان، وتعزيز الاستمرارية الاقتصادية، وتخفيف العبء الاقتصادي، وتجنب أو تأجيل التعامل مع القضايا المثيرة للجدل، والسعي للتوصل إلى اتفاقات واسعة النطاق”. (24)