تفاصيل مثيرة عن تاريخ المُسيرات ومفاجأة عن لبنان.. إقرأوا هذا التقرير!

9 يونيو 2024
تفاصيل مثيرة عن تاريخ المُسيرات ومفاجأة عن لبنان.. إقرأوا هذا التقرير!


من أوكرانيا وروسيا إلى السودان، ومرواً بمضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر والخليج وليبيا وتركيا وحتى غزة وجنوب لبنان وإسرائيل، باتت الطائرات المسيرة أداة أساسية في ميادين الصراع.

وعلى الرغم من أنها أصبحت اليوم تقنية شائعة نسبياً، إلا أنها كانت ذات يوم نادرة وخيالية، ورغم ارتباط تطورها بتطور الطيران والتكنولوجيا، إلا أن تاريخها يشير إلى بدايات بعيدة.

فماذا تقول المعلومات عن هذه الطائرات؟ متى بدأت وإلى أين وصلت؟

– الطائرات المسيرة يمكن أن تكون آلية (يو إيه في) أو تعمل عن طريق التحكم عن بعد (آر بي في)، أو بالوسيلتين معاً.

– هي تحمل أجهزة استشعار واستقبال إلكترونية وأجهزة إرسال وذخائر هجومية.

– تُستخدم للاستطلاع الاستراتيجي ومراقبة ساحة المعركة، كما يمكنها التدخل في ساحة المعركة إما بشكل غير مباشر عبر تحديد أهداف للذخائر الموجهة بدقة، أو بشكل مباشر عن طريق إسقاط أو إطلاق هذه الذخائر بنفسها. 

– لفترة وجيزة من الوقت، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل (التي لها باع طويل في صناعة طائرات مسيرة خاصة بها) البلدين الوحيدين القادرين على تنفيذ عمليات بالطائرات المُسيرة، وكانت تلك المرحلة الأولى من عصر الطائرة القتالية المسيرة، لكن الأوضاع تغيرت إلى حد بعيد حالياً.

– باتت جميع القوى العسكرية الكبرى وحتى بعض المجموعات المنظمة، تستخدم المسيرات لمراقبة ساحة المعركة لتوسيع نطاق رؤية القوات البرية والبحرية وتعزيز مدى ودقة نيرانها الداعمة. فعلى سبيل المثال، في صراعها مع إسرائيل، استخدم “حزب الله” اللبناني مسيرة أبابيل “السنونو” إيرانية الصنع التي يبلغ طول جناحيها 3.25 متر وتعمل بمروحة دافعة.

– الطائرات المُسيرة الأقدم والتي عُرفت بالمركبات الموجهة عن بعد (آر بي في) كانت طائرات صغيرة يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وقد استخدمت لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية كأهداف تدريبية للمدافع المضادة للطائرات.

– موقع متحف الحرب الإمبراطوري البريطاني يقول إنه تم تطوير أولى المُسيرات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى .

– تم اختبار الهدف الجوي البريطاني، وهو طائرة صغيرة يتم التحكم فيها عن بعد، لأول مرة في آذار من عام 1917 بينما طار الطوربيد الجوي الأميركي المعروف باسم “كيترينغ باغ” لأول مرة في تشرين الأول من عام 1918. وعلى الرغم من أنهما أظهرا نتائج واعدة في اختبارات الطيران، إلا أنه لم يتم استخدام أي منهما عملياً خلال الحرب.

– موقع “إكسون دوت كوم” يقول إن تاريخ ما يمكن أن نسميها اليوم المُسيرات بدأ خلال الحرب العالمية الأولى عند استخدام الطائرات الموجهة عن طريق الراديو لمهاجمة مناطيد زيبلين.

– لم يقف موقع “إكسون دوت كوم” عند هذا الحد بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ قال إن فكرة الطائرات المُسيرة أقدم مما هو متوقع وأكثر غرابة إذ ظهرت المركبات الجوية المُسيرة منذ أواخر القرن الثامن عشر، عندما رَفع الأخوان مونتغولفييه مجموعة متنوعة من الماشية عالياً في مناطيد.

– كذلك، استخدمت المناطيد المُسيرة لأول مرة كسلاح حرب في عام 1849 عندما أطلق الجيش النمساوي أسطولاً من المناطيد المُسيرة مُحملة بالمتفجرات فوق مدينة فينيسيا لمعاقبة مواطنيها على تمردهم.

– رغم أن أياً من تلك الحالات لم يُستخدم فيها ما نعتبره اليوم “تكنولوجيا ” الطائرات المُسيرة، إلا أن تلك الاستخدامات أشارت إلى اتجاه صوب نشر مركبات جوية غير مأهولة للقيام بأعمال لا يستطيع البشر القيام بها ــ أو لا يريدون ــ القيام بها.

– خلال فترة ما بين الحربين، استمر تطوير واختبار الطائرة المُسيرة. وفي عام 1935، أنتج البريطانيون عدداً من الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد لاستخدامها كأهداف لأغراض التدريب.

– يُعتقد أن مصطلح “درون” (طائرة مُسيرة)، قد بدأ استخدامه في هذا الوقت، وهو مُستوحى من اسم أحد هذه الطرازات، دي إتش بي 82 كوين بي. كذلك، جرى تصنيع طائرات بدون طيار يتم التحكم فيها عن بعد في الولايات المتحدة واستخدامها للتدريب على الأهداف.

– ونشرت طائرات الاستطلاع بدون طيار لأول مرة على نطاق واسع في حرب فيتنام، كما بدأ استخدام الطائرات بدون طيار في مجموعة من الأدوار الجديدة، مثل العمل كشراك خداعية في القتال، وإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة، وإسقاط منشورات للعمليات النفسية والتصوير الفوتوغرافي والاستطلاع.

– في تلك الفترة، ظهرت المُسيرة الأميركية فايربي التي صنعت إصدارات مختلفة منذ عام 1951 وقد حلقت لأول مرة في عام 1962، كما شهدت طائرة الاستطلاع فايربي خدمة واسعة النطاق في جنوب شرق آسيا خلال حرب فيتنام، كما استخدامت أيضاً للتجسّس على كوريا الشمالية والصين.

– كان حجم تلك المسيرات حوالى ثلث حجم المقاتلة النفاثة، وقد اخترقت المناطق المُحصنة على ارتفاعات منخفضة، والتقطت صوراً واضحة بشكل لافت للنظر. كذلك، جمعت مُسيرات فايربي المزودة بأجهزة استقبال معلومات حول صواريخ أرض-جو السوفيتية الصنع مما مكن المهندسين الأمريكيين من تصميم معدات الكشف والتشويش المناسبة.

– بعد حرب فيتنام بدأت دول أخرى خارج بريطانيا والولايات المتحدة في استكشاف اهذا المجال وأصبحت النماذج الجديدة أكثر تطورًا، مع تحسين القدرة على التحمل والقدرة على الحفاظ على ارتفاع أكبر.

– استمرت التجارب على الطائرات المُسيرة لتبلغ ذروتها في تطوير طائرات مُسيرة صغيرة وسريعة وسهلة التحكم في السبعينيات من القرن الماضي.

– استخدمت المُسيرة الإسرائيلية من طراز تاديران ماستيف خلال حرب لبنان عام 1982، وكانت قد دخلت الخدمة في عام 1975 وهي تشبه طائرة كبيرة وتزن ما يزيد قليلاً عن 90 كيلوغراماً، مع جسم يشبه الصندوق ومروحة دافعة.

– ظلت المزايا الكاملة للطائرات المُسيرة غير مستغلة على نطاق واسع حتى الثمانينيات من القرن الماضي، عندما تم الجمع بين إلكترونيات الطيران المصغرة والتطورات في أجهزة الاستشعار والذخائر الموجهة بدقة لزيادة قدراتها بشكل كبير.

– كان أحد التطورات الحاسمة هو وجود كاميرات تلفزيونية صغيرة عالية الدقة أسفل جسم المُسيرة.

– في التسعينيات من القرن الماضي، تضافرت التطورات في مجال الحوسبة واختراع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) لتجعل من الطائرة المُسيرة التي يتحكم فيها الإنسان طائرة صغيرة وخفيفة الوزن ودقيقة.

– بلغت هذه الموجة من الابتكارات ذروتها في صناعة مُسيرات مثل المٌسيرتين هانتر وبريديتور وتم استخدامهما خلال حرب الخليج الأولى. ومع نهاية القرن العشرين، كان الجيش الأميركي يستخدم الطائرات المُسيرة في مهام الاستطلاع والتشويش على رادارت العدو.

– في عام 1999 بدأت شركة نورثروب غرومان سلسلة الطائرات المُسيرة غلوبال هوك القادرة على حمل مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء والرادار، وتقلع من المدرج وتهبط عليه، ويمكنها أن تطير على ارتفاع 20 ألف متر، وهي محصنة بشكل فعال ضد الأنظمة الدفاعية بسبب حجمها الصغير نسبيًا، ومدى وصول أجهزة الاستشعار الخاصة بها، وقد استخدمت في زمن الحرب فوق أفغانستان في عام 2002 وفي العراق في عام 2003.

مستقبل المُسيرات

– من المتوقع أن يشهد مستقبل الطائرات العسكرية المسيرة تطورات أكبر، ومن المتوقع أن تؤدي التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إلى إحداث ثورة في عمليات المُسيرات حيث ستتمتع الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على القيام بمهام معقدة بشكل مستقل، وتحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، والتكيف مع ظروف ساحة المعركة الديناميكية.

– تعد تكنولوجيا السرب، التي تتضمن التشغيل المنسق لعدة طائرات مُسيرة تعمل معاً، بتعزيز فعالية مهام الطائرات بدون طيار.

– يمكن لأسراب من الطائرات المسيرة الصغيرة وغير المكلفة أن تطغى على دفاعات العدو، وتقوم بالاستطلاع، وتوجيه ضربات دقيقة بكفاءة غير مسبوقة.

– علاوة على ذلك، فإن دمج الطائرات بدون طيار مع الأنظمة العسكرية الأخرى، مثل الطائرات المأهولة والقوات البرية، سيمكن من تنفيذ عمليات أكثر سلاسة وتنسيقًا.

– من المرجح أن تكون الموجة التالية من تطوير الطائرات المُسيرة هي ما يسمى بالمركبات الجوية القتالية مثل بونيغ إكس 45 ونورثروب غرومان إكس 47 ، وقاذفات القنابل الشبح بي 2 سبرينت والتي من المتوقع أن تكمل أو حتى تحل محل القاذفات المقاتلة في الدور الهجومي في البيئات عالية التهديد.

– في السنوات الأخيرة، تم تطوير نماذج تستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية لمعالجة مشكلة تزويد الرحلات الطويلة بالوقود، وقد تم إطلاق مُسيرات كبيرة وخفيفة للغاية تعمل بالطاقة الشمسية من أجل اختبار جدوى مركبات الاتصالات والمراقبة التي يمكن أن تبقى على ارتفاعات عالية لأشهر أو حتى لسنوات. (BBC)