ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع الكثير من الخطوط الحمر. ففي خطاب له في العام 2021، قال: “آمل ألا يفكر أحد في عبور الخط الأحمر مع روسيا… سنحدد الخط الأحمر بناء على كل حالة”. وكان أحد تلك الخطوط الحمر هو استخدام الأسلحة الأميركية للهجوم داخل الأراضي الروسية، حيث هدد ديمتري ميدفيديف بتسليح معارضي الولايات المتحدة في “مناطق لم يسمها” ردًا على ذلك. وبانتهاك هذا الخط الأحمر بدعم من الولايات المتحدة، اكتسبت أوكرانيا ميزة تكتيكية كبيرة”.
وبحسب الصحيفة فإن “المنطقة التي سمحت الولايات المتحدة باستهدافها محدودة، لكنها خفضت بشكل كبير الملاذ الأرضي لروسيا بنسبة تصل إلى 16%. قد تضرب أوكرانيا الآن أهدافًا عسكرية تقع ضمن نطاق صواريخ HIMARS التي تقدمها الولايات المتحدة في مناطق بيلغورود وكورسك وبريانسك الروسية. وعلى الرغم من أن معظم المناطق الخلفية الروسية لا تزال محمية من نيران نظام HIMARS من خلال الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأميركي جو بايدن، تشير التقارير الأولية إلى أن أوكرانيا ضربت بالفعل أنظمة الدفاع الجوي الروسية داخل هذه المناطق. وإلى جانب جهود أخرى، فقد أحدثت تحولاً ملموساً في ميزان القوى”.
وتابعت الصحيفة: “قد تبدو طائرة مقاتلة واحدة خسارة بسيطة، لكن طائرة SU-57 هي أحدث التطورات التكنولوجية في روسيا في التحديث الكبير لقواتها المسلحة منذ نهاية الحرب الباردة. ويعد فقدان إحدى المقاتلات الثقيلة بمثابة ضربة واضحة للقدرة القتالية الروسية، ولكنه أيضًا رسالة واضحة لروسيا: مناطقهم الخلفية لم تعد مناطق آمنة. سيتعين على روسيا الآن تعزيز الدفاعات الجوية في هذه المناطق للحماية من الضربات اللاحقة، مما قد يؤدي إلى إبعاد القدرة الحيوية عن الخطوط الأمامية الأوكرانية تمامًا كما أعلنت دول الناتو عن رفع القدرة الجوية الأوكرانية، مع إرسال الهولنديين لطائرات إف-16، وإرسال فرنسا مقاتلات ميراج 2000، وتتطلع أوكرانيا للحصول على طائرات “غريبن” من السويد”.
وأضافت الصحيفة، “في حرب يواجه فيها الجانبان قيوداً على الموارد، فإن حركات الشطرنج هذه هي الطريقة التي يتم بها تحقيق الاختراقات، ولا يستطيع الكرملين أن يتحمل المزيد من الإحراج الناجم عن خسارة المزيد من الأصول. إما أن يتم الدفاع عنها، مما يعني أنه يجب نقل الأصول من مكان آخر، أو سيتعين إبعادهم بعيدًا عن نطاق الطائرات من دون طيار أو نظام HIMARS. وهذا أمر إيجابي بالنسبة لأوكرانيا، ويعد إذلالاً إضافياً لبوتين بعد توقف هجوم خاركيف. وعلى الرغم من سقوط آلاف الضحايا الروس، والتكلفة الباهظة للعتاد، كان المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض يوم الجمعة واثقًا بما يكفي للإعلان عن توقف الهجوم ومن غير المرجح أن يتقدم أكثر”.
وختمت الصحيفة: “من خلال السماح بانتهاك هذا “الخط الأحمر” دون أي تصعيد أو انتقام، أظهر بوتين ضعفه. في حين ترغب أوكرانيا في أن تكون قادرة على فعل المزيد، فإن القدرة على الضرب داخل روسيا تمنحها ميزة تكتيكية كبيرة أبدت استعدادها لاستغلالها إلى أقصى حد”.