تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يظهر رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، وهو يصف الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل بأنها “شياطين” بحضور وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
لكن هذا الادعاء غير صحيح ومقتطع من سياقه، ورئيس الوزراء الألباني كان يصف موقف النظام الشيوعي السابق في بلده من هذه الدول الثلاث، وليس موقف بلده حاليا.
ويظهر في الفيديو رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، وهو يقف في ما يبدو أنه مؤتمر صحفي إلى جانب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
وجاء في التعليقات المرافقة على مواقع التواصل من فيسبوك وأكس أن إيدي راما قال أمام بلينكن “يوجد ثلاثة شياطين بالعالم، أميركا وروسيا وإسرائيل”.
ويأتي ظهور هذه المنشورات مع تواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الاول، حين شنت حركة حماس هجوماً مباغتا من داخل القطاع المحاصر إلى المناطق المحيطة به أسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وتحظى إسرائيل بدعم أميركي كبير سياسيا وعسكريا. وتعد واشنطن الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، لكن البيت الأبيض عبر في الآونة الأخيرة عن إحباطه إزاء ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة حيث تشن إسرائيل عمليات منذ أكثر من ثمانية أشهر خلفت أكثر من 37500 شهيد، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع.
حقيقة الفيديو
لكن هذا الفيديو مستخدم خارج سياقه، ورئيس الوزراء الألباني لم يكن يعبر عن رأيه الشخصي بوصفه الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا بأنها “شياطين”، بل كان يتحدث عن موقف النظام الشيوعي السابق في بلده بقيادة، أنور خوجة، من هذه الدول قبل أن تتحول ألبانيا نحو الغرب وتخرج من عزلتها بعد انقضاء عهد خوجة.
ويعود هذا الفيديو إلى شباط الماضي، حين زار وزير الخارجية الأميركي ألبانيا الحليف الأساسي لواشنطن في منطقة البلقان.
وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس، علقت حينها ملصقات في شوارع العاصمة الألبانية تيرانا، ترحب بوصول بلينكن.
وفي الفيديو المتداول، وبعدما تحدث بلينكن عن “الشراكة الاستثنائية” بين بلده وألبانيا، قال إيدي راما ردا على أحد الصحفيين “كانت ألبانيا محكومة من نظام شيوعي مستبد (..) وكان معاديا بقوة لـ(ما كان يراه) ثلاثة شياطين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وإسرائيل”.
وأضاف “في المقابل، كان بلدنا الوحيد (في أوروبا) الذي كان عدد اليهود فيه بعد الحرب العالمية الثانية أكثر مما قبل الحرب” حيث وجد اليهود الحماية من النازيين.
وكانت ألبانيا في عهد الديكتاتور الراحل على خلاف مع الجميع، أكان الغرب أو الاتحاد السوفياتي السابق أو يوغوسلافيا السابقة أو الصين.
وقد سقط نظامه نتيجة تمرد مسلح عام 1997. (الحرة)