يقيم الرئيس جو بايدن مع مساعديه في كامب ديفيد منذ عدة أيام للاستعداد لمناظرة منافسه على منصب الرئاسة دونالد ترامب في حدث ستكون له أهمية بالغة لكل منهما.
ومن المقرر أن تعقد المناظرة في أتلانتا الساعة التاسعة مساء يوم الخميس بالتوقيت المحلي (الساعة 0100 يوم الجمعة بتوقيت غرينتش) الموافق 27 حزيران.
وتظهر استطلاعات الرأي منافسة قوية ومتقاربة بين بايدن (81 عاما) والرئيس السابق ترامب (78 عاما) مع وجود شريحة كبيرة من الناخبين لم تحسم رأيها بعد قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات التي ستجرى في الخامس من تشرين الثاني.
تباين صارخ بين بايدن وترامب
وستكشف المناظرة عن مدى التباين الصارخ بين الرجلين، وهما أكبر المرشحين سنا على الإطلاق لرئاسة الولايات المتحدة في وقت يشكك فيه ناخبون في كفاءتهما الذهنية وقدراتهما على إدارة شؤون البلاد في هذه السن.
وقال باتريك ستيوارت، أستاذ العلوم السياسية في “جامعة أركنساس”، والذي ألف كتابا عن المناظرات الرئاسية “إنه اختبار مذهل لمدى كفاءتهما الذهنية.. وهذه فرصتنا لنرى مدى تدهورها أو ما إذا كانت قد تدهورت”.
وذكر ستيوارت أنهما بحاجة إلى الاستعداد للأسئلة الصعبة وغير المريحة في ظل القيود الصارمة المفروضة في المناظرة على التحدث وإبداء الملاحظات بالإضافة إلى غياب الجمهور.
90 دقيقة حاسمة
وتستمر المناظرة 90 دقيقة على شبكة “سي إن إن” CNN.
وقال مسؤول في حملة الرئيس الأميركي لـ”رويترز” إن فريق بايدن سيركز على تعزيز الحجج ونقاط الانتقاد بشأن سياسات متطرفة ينتهجها ترامب بشأن الإجهاض وقضايا أخرى بالتأكيد على أنها تشكل خطرا على الديمقراطية وسببها مانحون أثرياء يحررون له الشيكات.
وذكر المسؤول أن بايدن لن يخجل من مهاجمة ترامب على تصرفاته السابقة، ومن بينها دوره في أعمال شغب شهدها الكونغرس يوم السادس من كانون الثاني 2021، لكنه يريد أيضا إظهار نفسه كزعيم حكيم ورصين على عكس تشتت ترامب وفوضويته.
وعلى الجانب الآخر، قال بريان هيوز كبير مستشاري حملة ترامب، إن معسكر الرئيس الأميركي السابق يريد أن يجعل بايدن في موقف دفاعي عن سجل إدارته فيما يتعلق بالهجرة والتضخم وطريقة تعامله مع “عالم مشتعل”، في إشارة إلى الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة وحرب روسيا في أوكرانيا.
لكن هناك سؤال يطرحه كثيرون في الولايات المتحدة وخارجها: هل يمكن للمناظرة فعلا أن تغير نتيجة الانتخابات، خصوصا في ظل تقارب استطلاعات الرأي بين بايدن وترمب؟
الإجابة من التاريخ هي أنه خلال 3 مرات حدث بالفعل التغيير في الانتخابات الأميركية عبر المناظرة.
حدث بالفعل.. 3 مرات
فقد غيرت المناظرات الرئاسية في أميركا النتيجة 3 مرات، لكن وقتها تم إجراء الانتخابات في غضون أيام أو أسابيع:
*مناظرة 1960 بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون.
جزء كبير ممن شاهدوا المناظرة تلفزيونيا مال إلى كينيدي، وقد فاز كينيدي بالانتخابات بفارق ضئيل للغاية.
*مناظرة 1976 بين جيمي كارتر وجيرالد فورد
كارتر جعل فورد ينكر وجود هيمنة سوفييتية على أوروبا الشرقية، وقد أدى هذا إلى نفور الناخبين في الولايات المتأرجحة من أصل بولندي وتشيكي، لتكون لحظة حاسمة فاز بعدها كارتر في الانتخابات.
*مناظرة 1980 بين جيمي كارتر ورونالد ريغان
كانت الاستطلاعات متقاربة وقتها، لكن حضور ريغان الهادئ أدى إلى تهدئة الشكوك حول أنه كان متعصبا وفي حالة تأهب ضد الاتحاد السوفييتي، ليفوز بعدها ريغان في الانتخابات.
لذا، فما على المتابعين للانتخابات الأميركية إلا الانتظار ليوم المناظرة الموعود بين ترامب وبايدن لبيان إلى أي كفةيميل ميزان الناخبين. (العربية)