هل تمكنت إسرائيل من ردع إيران؟ تقريرٌ يجيب

26 يونيو 2024
هل تمكنت إسرائيل من ردع إيران؟ تقريرٌ يجيب

 

استراتيجية القوة الجبرية

 

وأكد الكاتب أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتعلم من النهج الذي تتبعه إسرائيل، وخاصة الضربة التي شنتها في 19 نيسان داخل إيران، وأن تطبق – جنباً إلى جنبٍ مع إسرائيل – استراتيجية القوة الجبرية التي تستهدف تقييد النظام الإيراني وإضعافه، وفي النهاية انهياره.

ولم تتوصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تقدير هذا النهج إلا مؤخراً عندما قتلت قائداً بالوكالة الإيرانية رداً على هجوم الطائرات دون طيار الذي شنته إيران في 28 كانون الثاني، والذي أسفر عن مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية.

ومنذ ذلك الحين، يبدو أن إيران أوقفت الهجمات ضد القوات الأمريكية. وحتى تلك اللحظة، كانت الولايات المتحدة ترد على التصعيد الإيراني بالوكالة بضرب مستودعات أسلحة رمزية وقتل العسكريين الإيرانيين غير العدائيين من الرتب الدنيا، ووصفت كل رد بأنه “دفاع عن النفس”.

 

 

ومن غير المستغرب، حسب الكاتب، أن تشجع هذه الاستجابات التصعيد الإيراني، موضحاً أن أن المطلوب هو قوة عسكرية تتسم بالاستمرارية والقدرة على التدخل تجعل النظام الإيراني يعيد النظر في أفعاله الفورية وطويلة الأجل.

وقد يجبر مثل هذا النهج إيران على الامتناع عن مهاجمة القوات الأمريكية وشركائها، مما يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والسلام في المنطقة.

إحداث شلل في الدوائر الإيرانية

 

ولفت الكاتب النظر إلى أن إحداث شلل في التخطيط العسكري داخل دوائر القيادة الإيرانية هو جزء من حالة انهيار النظام النهائية، والتي ناقشها المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (جينسا) منذ عام 2020.

واستناداً إلى كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي، وصف رئيس معهد جينسا ومديره التنفيذي الدكتور مايكل ماكوفسكي “انهيار النظام” بوصفه محركاً “لعملية التحلل السياسي الجارية بالفعل في إيران، وعدم القيام بأي شيء لإبطائها، وتنفيذ حملة لتفاقم التناقضات الداخلية للنظام والتوترات المحلية حتى ينهار في النهاية من الداخل”.

 

واعتبر الكاتب الضربة الإسرائيلية في 19 نيسان التي عطلت نظام الرادار، في منشأة نطنز النووية في أصفهان، خطوة رئيسة في هذا النهج.

 

وقال إن على إيران التفكير في أن إسرائيل قادرة على اختراق دفاعاتها الجوية وإلحاق الضرر بالبنية الأساسية الحيوية داخل أراضيها – وهو أمر لا شك أنه سيُحبط الدوائر الداخلية بشأن ما يجب أن تفعله بعد ذلك.

 

يعكس تأثير القوة الجبرية هذا كيف استجابت إسرائيل للوكلاء المدعومين من إيران في جميع أنحاء المنطقة على مدى العقد الماضي، وبالتأكيد منذ 7 تشرين الأول.

 

ومن منظور هذه الحالة النهائية المتمثلة في تعزيز شلل التخطيط، يرى الكاتب أن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس في غزة لا يقضي فقط على تهديد أمني أساسي، بل ينقذها أيضاً من وكيل يربض على عتبة إسرائيل، وبالتالي يعقد جهود إيران لمهاجمة إسرائيل مع تقليص بصمة إيران في المنطقة.

الانقسامات وانهيار النظام

 

كذلك، يقول الكاتب إنه “كلما زادت احتمالات انهيار النظام، زاد انقسام المستشارين السياسيين والعسكريين وصناع القرار في إيران. ويعد استخدام القوة للتأثير على الحسابات الاستراتيجية الإيرانية إحدى الطرق لتعميق هذه الانقسامات، وبالتالي تغيير مسار صنع القرار في النظام الإيراني”.

 

واضاف: “اليوم، لابد وأن تكون هناك درجة متزايدة من الاحتكاك الداخلي داخل دوائر صنع القرار الإيراني. ومن المهم أن تكون إيران قد قررت، على الأقل في الوقت الحالي، عدم الرد على الضربة الإسرائيلية في 19 نيسان. ومن المرجح أن تزداد عملية صنع القرار تعقيدا بسبب الانتخابات الرئاسية غير المتوقعة ومسألة الخلافة ذات الصلة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني ووزير خارجيته”.

 

وأكمل: “يقول الملاكم مايك تايسون إن كل شخص لديه خطة حتى يتلقى لكمة في الفم. فعلياً، فإن إيران لا تستطيع تحديد موضع حلبة الملاكمة، بسبب نهج القوة الجبرية الإسرائيلي. ومن خلال إثارة الارتباك الداخلي، ساعدت إسرائيل النظام الإيراني على اتخاذ خطوات نحو تحلله السياسي، إن لم يكن انهياره”.

 

وختم: “لا بد وأن إيران تدرس خياراتها، بعد أن شعرت بالحرج في مواجهتها مع إسرائيل، وخسرت 3 من كبار الجنرالات في سوريا، وأكثر من 300 مقاتل من حزب الله والبنية الأساسية في لبنان. وسوف تخسر قريباً وكيلاً لها في غزة. التصعيد الإقليمي الوحيد الناجح جاء من جانب الحوثيين، الذين لم يكن لإيران سيطرة مباشرة عليهم”. (24)