فترة غير متوقعة.. هذا هو الوقت الذي تريده إسرائيل لـتدمير الأنفاق بين غزة ومصر!

28 يونيو 2024
فترة غير متوقعة.. هذا هو الوقت الذي تريده إسرائيل لـتدمير الأنفاق بين غزة ومصر!


نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقديرات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مفادها أنه يحتاج للتواجد في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر لمدة نصف عام أخرى تقريباً، بزعم تدمير الأنفاق المتواجدة في المنطقة، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تعلنان قريباً عن وقف الحرب المكثّفة من قطاع غزة، في محاولة للتوصّل إلى صفقة مع حركة حماس واتفاق مع حزب الله في لبنان، ودفع الأخير إلى تسوية تحت التهديد.

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن تل أبيب وواشنطن، تعملان على صياغة خطة للشهرين المقبلين، بحيث ينهي الاحتلال عملياته في رفح خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة قبل ذلك تعيد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ستعلن إسرائيل قريباً عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة، التي تعني نهاية الحرب المكثّفة في قطاع غزة، وفق الصحيفة.

وسيقول الجيش الإسرائيلي للجمهور والمستوى السياسي في تل أبيب، إنه فكك الأغلبية المطلقة من كتائب حماس، وأن التهديد العسكري الذي تشكّله حركة حماس على إسرائيل لم يعد موجوداً، وأن الصورة على الأرض تغيّرت تماماً، بحسب الصحيفة التي زعمت أن إسرائيل باتت تفرض سيطرة عسكرية فعّالة في معظم المناطق، بما في ذلك رفح.

وتقترح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إعلان وقف رسمي لإطلاق النار بعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة، تقود إلى أيام هادئة حقيقية، وذلك لسببين حاسمين، الأول يتعلّق بالشمال (الجبهة اللبنانية)، بحيث “يفترض أن يمنح الانتقال إلى المرحلة الثالثة ووقف إطلاق النار، سلّماً لحزب الله للنزول عن الشجرة، بادّعاء أن إسرائيل أوقفت الحرب”، وفق الصحيفة. وعليه، قد يقود هذا الأمر إلى تسوية، وفق التقديرات الإسرائيلية، وإلا الاستعداد لحرب أوسع على لبنان.

 

وبحسب التقديرات ذاتها، فإنّ “السلّم الأكثر نجاحاً، هو التوصّل إلى صفقة مع حماس، أي الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، ووقف فعلي لإطلاق النار، واتفاق ضمني على نهاية الحرب”.

6 أشهر أخرى في محور فيلادلفيا لتمدير الأنفاق

في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في منطقة رفح وقرب الحدود المصرية، وبضمنها البحث عن أنفاق وتدميرها. ورغم استخدامه آليات ضخمة للحفر وجرافات كبيرة، تواجه عملياته نوعاً من الضبابية والحذر الشديد، في ظل غياب معلومات استخباراتية كافية، ويقول إنه يحتاج إلى ستة أشهر أخرى لتدمير شبكة الأنفاق التي تشكّل “أنبوب الأكسجين لحركة حماس”.

ونقلت الصحيفة عن قادة في الجيش الإسرائيلية العاملة في رفح، قولهم إن “لواء رفح (كتائب حماس) قديم ومعروف بقدراته على التفخيخ، وقد قام بتفخيخ العديد من المباني وفتحات الأنفاق، لذلك نحن نتصرف هنا بحكمة وحذر، حتى لو بدا العمل بطيئاً، لضمان سلامة قواتنا”.

وأضافت أنه في الأشهر السبعة التي سبقت اجتياح جيش الاحتلال رفح، “تعلّمت كتيبة حماس المحلية الدروس. المتفجّرات الكثيرة، وبعضها من أنواع لم يصادفها الضباط والجنود في بقية أنحاء القطاع، مزروعة في فروع الأنفاق وفتحات في عمق الأرض”.

ويقول قادة الجيش الإسرائيلي في رفح إن “تدمير الأنفاق الـ25 التي تم العثور عليها حتى الآن في محور فيلادلفيا خلال الأسابيع الثمانية من العملية، وتحديد مواقع كل الأنفاق المتبقّية، سيستغرق مزيداً من الوقت. في تقديرنا، سيستمر هذا لمدة 6 أشهر أخرى على الأقل، وسيتطلب وجودنا الدائم في منطقة فيلادلفيا لأن هذه عملية بطيئة ومعقدة”.

تكثيف الجهود لاغتيال السنوار ودفع حزب الله إلى تسوية

وفي تقرير آخر، أشارت ذات الصحيفة، اليوم الجمعة، إلى تزايد التركيز في المؤسسة الأمنية على محاولة اغتيال يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، لأنه “دون ذلك سيظل كل شيء عالقاً”. وبشأن الجبهة اللبنانية، تقول الصحيفة إنه سيتوجّب على حزب الله اتخاذ قرار بشأن ما إذا اختار مواصلة التصعيد أو التهدئة عند دخول اللمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.

وأبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع، المسؤولين الأميركيين، أن إسرائيل لن تقبل بإبعاد سكانها من منطقة الحدود الشمالية، ولن يكون هناك “هدوء مقابل الهدوء” دون تسوية حقيقية وقابلة للتنفيذ.

ومن أجل دفع حزب الله نحو التسوية، قال غالانت للأميركيين، أنه على أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله الاقتناع بأن إسرائيل ستشن حرباً، وأن الولايات المتحدة ستقف معها، بما في ذلك إمدادها بالسلاح، مبرراً ذلك بأن الردع هو ما يقود إلى اتفاقيات في المنطقة، وليس قوى عُظمى تضغط على الأطراف للامتناع عن التصعيد. (العربي الجديد)