على وجه العموم، فإن نظام الانتخابات الأميركي يعتمد على جمع الأموال وتمويل المرشحين مع زيادات ضخمة في كل موسم انتخابي، وهو ما تعمل لجنة الانتخابات الفيدرالية على تنظيمه للحد من تأثير المال على الانتخابات، والتي هي وكالة تنظيمية مستقلة مكلفة بإدارة وتنفيذ قانون تمويل الحملات الفيدرالية، وتتمتع بالولاية القضائية على تمويل الحملات الانتخابية لمجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة ونائب الرئيس في الولايات المتحدة.
وخلال انتخابات عام 2016، جمعت هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية، حوالي 563 مليون دولار. ووفقا لـ Open Secret، فإن ما يقرب من 53 في المئة من أموال حملة كلينتون التي تم جمعها كانت عبارة عن مساهمات فردية كبيرة.
وجمع بيرني ساندرز، الذي رفض دعم لجان العمل السياسي الكبرى، ما يقرب من 230 مليون دولار، وجاء 58 في المئة منها من مساهمات فردية صغيرة.
وفي المقابل، كان دونالد ترامب يعتمد على نفسه إلى حد كبير. وجمعت لجان العمل السياسي الكبرى لصالحه مبلغا زهيدا نسبيا بلغ 71 مليون دولار.
وفي الحملة الرئاسية لعام 2012، أنفق كل من باراك أوباما، ومنافسه ميت رومني، أكثر من مليار دولار، في أغلى انتخابات رئاسية على الإطلاق في ذلك الوقت.
وفي عام 2016، بلغت التكلفة الإجمالية للانتخابات أقل من 2.4 مليار دولار (مقابل إجمالي 2.6 مليار دولار لعام 2012).
ومع ذلك، فقد حطمت انتخابات 2020 جميع سجلات الإنفاق السابقة (14 مليار دولار). وبحسب موقع أوبن سيكريتس، لم تكن انتخابات عام 2020 تاريخية من حيث نسبة المشاركة فيها فحسب، بل كلفت أيضا الكثير من المال.
في ذلك الوقت، تم إنفاق بين 6.6 مليار دولار للسباق الرئاسي و7.2 مليار دولار لسباقات الكونغرس. و2.5 مليار دولار إضافية.
في 2020، أنفق الديمقراطيون أكثر من الجمهوريين على المستوى الفيدرالي، بإجمالي 6.9 مليار دولار. وفي الوقت نفسه أنفق الجمهوريون 3.8 مليار دولار.
وعلى النقيض من عام 2016 عندما قام ترامب بتمويل نفسه جزئيا، لم يضع في عام 2020 أيا من أمواله الخاصة في حملة إعادة انتخابه.
وفي السباق الرئاسي الحالي، تفوق بايدن على منافسه ترامب في جمع التبرعات للحملة، لكن هذا تغير قليلا مؤخرا، بعد أن حصل ترامب على مبالغ ضخمة بعد إدانته في قضية شراء الصمت.
وفي إشارة على أهمية المال في الحملات الانتخابية، قالت نيويورك تايمز إن بعض كبار قادة حملة بايدن أجروا اتصالات مكثفة بكبار المانحين لتهدئة مخاوفهم بعد أداء الرئيس في المناظرة.
وتؤكد حملة بايدن أن المناظرة لم تغير السباق بشكل كبير ، وتروج لـ 33 مليون دولار تم جمعها بين يوم المناظرة الخميس الماضي وحتى صباح الأحد.
ويقول آلان كيسلر، أحد المانحين للحزب الديمقراطي: “هذه الأموال المبكرة كانت مهمة لأنها سمحت لبايدن ببناء كل هذه المكاتب، التي كانت تتحرك باستمرار”.
ورغم أن ترامب، خلال حملته الانتخابية عام 2016، انتقد المانحين السياسيين الأثرياء باعتبارهم يفسدون العملية الديمقراطية، إلا أن هذا الأمر تغير في موسمي 2020 و2024.
وتقول نيويوك تايمز: “ترك بعض المانحين الجمهوريين الذين لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى ترامب بصمات لا لبس فيها على حملته”.
والعديد من المتنافسين الجمهوريين على نيل الترشح لمنصب نائب الرئيس يتفاخرون بالأموال التي يمكنهم جمعها مقابل مرافقة ترامب في سباق البيت الأبيض.
وأصبح السيناتور توم كوتون، من أركنسا، من أبرز المنافسين على ترشيح منصب نائب الرئيس بعد الضغط المستمر من ستيف وين، الملياردير وقطب الكازينوهات السابق المقرب من ترامب.
ولعب وين أيضا دورا في إقناع بعض المانحين الآخرين، مثل إيلون ماسك، ليكونوا أكثر دعما للحملة.
وحصلت حملة ترامب على تبرعات ضخمة، خلال الأيام الماضية، من بينها 50 مليون دولار حصلت عليها من تيموثي ميلون، المتبرع القديم للحزب الجمهوري. (الحرة)