تشكل حرب غزة عاملا مهما في تحديد اتجاهات الأصوات، خلال الانتخابات العامة في بريطانيا التي تجري الخميس، ويبدو حزب العمال في موقف حرج بسبب خيبة الأمل التي يشعر بها الناخبون من أداء الحزب تجاه القضية الفلسطينية.
وحزب العمال لا يزال في المعارضة، وبالتالي ليس له أي رأي في السياسة الخارجية البريطانية حتى انتخابات يوم الخميس على الأقل.
تخيم الحرب في غزة على كل شيء تقريبا في انتخابات بريطانيا، ويشعر الناخبون من اليسار والمجتمعات المسلمة بالغضب إزاء تأخر حزب العمال في المطالبة بوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل في قطاع غزة، ويبدو أنهم عازمون على جعل أصواتهم مسموعة.
وحسب صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، يدرك مسؤولو حزب العمال أنهم يواجهون معارك بشأن غزة في مقاعد متعددة بأنحاء المملكة المتحدة.
فقد وضعت حرب غزة الكثير من المرشحين في موقف حرج، مثل ناز شاه عضوة البرلمان عن حزب العمال في برادفورد ويست، التي كانت تتوقع تحقيق نجاح ساحق في هذه الانتخابات، لكنها تواجه معركة شرسة في ظل تخلي الكثير من أنصارها المسلمين عنها بسبب ما اعتبروه “خيانة تجاه قضية فسلطين”.
وتعتبر برادفورد ويست واحدة من الدوائر الانتخابية ذات الأغلبية المسلمة في إنكلترا، ونتيجة لهذا فإن شاه التي كانت من أبرز النواب المسلمين في البرلمان البريطاني، كانت لفترة طويلة مناصرة لحقوق الفلسطينيين، تجد نفسها الآن تتوسل إلى الناخبين ألا يسحبوا دعمهم.
وخرج متظاهرون في وقت سابق واتهموا شاه بدعم قتل الفلسطينيين، بسبب بقائها مرشحة لحزب العمال ودعمها لزعيمه كير ستارمر، الذي قال في وقت سابق إن لـ”إسرائيل الحق في قطع الكهرباء والمياه عن غزة”.
وفي دائرة بريستول سنترال الانتخابية، هناك ثانغام ديبونير وزيرة الثقافة في حكومة الظل بحزب العمال، ما يجعلها في قائمة المرشحين لمنصب وزاري إذا فاز حزب العمال في انتخابات الخميس، لكنها قد تواجه نفس أزمة شاه بسبب القضية الفلسطينية.
في روشدايل، وهي بلدة في شمال غرب إنجلترا بها مجتمع مسلم كبير، اضطر حزب العمال إلى سحب دعمه لمرشحه البرلماني في انتخابات فرعية في فبراير الماضي، عندما تم تصويره في مقطع فيديو يشير إلى أن إسرائيل سمحت بهجوم حماس.
نتيجة لذلك، ارتفعت أسهم جورج غالوي، وهو ناشط يساري مؤيد لفلسطين وله تاريخ في إحداث الاضطرابات بحزب العمال، ويتوقع له تحقيق النصر بأغلبية ساحقة.
كذلك تواجه شبانة محمود، واحدة من أكثر حلفاء ستارمر ثقة، التي من المقرر أن تصبح وزيرة للعدل، ضغوطا حقيقية في دائرتها الانتخابية برمنغهام ليدي وود، في ثاني أكبر مدينة في بريطانيا، بسبب الأمر ذاته.
ويتركز الاهتمام أيضا على إزلنجتون نورث في لندن، حيث يحاول مئات الناشطين اليساريين مساعدة المرشح والزعيم السابق لحزب العمال جيريمي كوربين في الاحتفاظ بمقعده الذي شغله لأكثر من 40 عاما.
ونقلت “بوليتيكو” عن مسؤول بريطاني في حزب العمال قوله: “من الواضح أن هناك إعادة بناء يجب القيام بها بين حزب العمال والناخبين المسلمين. إن الطريقة التي يحكم بها حزب العمال، بحيث يكون لها تأثير على المقاعد المهددة، ستكون مهمة”.
ورغم توقع تقدم ستارمر في الانتخابات وفقا لاستطلاعات الرأي، لكنه بالتأكيد سيتلقى رسالة واضحة بشأن القضية الفلسطينية بغض النظر عن نتيجة الانتخابات. (سكاي نيوز عربية)