كتب موقع “العربية”: بينما ارتفعت أصوات في الحزب الديمقراطي الأميركي تطالب الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي بعد أدائه الذي وصف بـ”الكارثي” خلال المناظرة التي جمعته مع منافسه مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، لم تقف الأمور عند هذا الحد.
يهرب من الصحافة؟
فمنذ المناظرة وحتى اليوم، تعددت الأخبار حول اعتزام الرئيس الانسحاب من السباق الانتخابي بسبب الضغوطات، وبين إصراره على إتمام الرحلة.
أمام هذه التطورات، كشفت تقارير جديدة أن بايدن قد تغيّب عن التواصل مع وسائل الإعلام إلى حد كبير، وفق موقع “أكسيوس”.
وأوضح التقرير أن الرئيس الأميركي شارك في مؤتمرات صحافية ومقابلات إعلامية أقل من أي من الرؤساء السبعة السابقين في هذه المرحلة من ولاياتهم، وفقًا لتحليل من الباحثة الرئاسية مارثا جوينت كومار.
وتناقض مشاركة بايدن هذه في وسائل الإعلام بشكل خاص مشاركة الرئيس السابق ترامب، الذي على الرغم من شيطنته للصحافة، كان على استعداد للحديث في كثير من الأحيان.
وقام كومار، الأستاذ الفخري في جامعة تاوسون، بتتبع المؤتمرات الصحافية والمقابلات الإعلامية وجلسات الأسئلة والأجوبة غير الرسمية بين الرؤساء ومجموعات صغيرة من المراسلين.
ليتضح أن بايدن شارك في 36 مؤتمرا صحافيا فقط طوال فترة ولايته، إما بمفرده أو مع قادة حكوميين أو أجانب آخرين.
ومن بين الرؤساء السبعة الأكثر حداثة، كان رونالد ريغان هو الوحيد الذي شارك في عدد أقل من المؤتمرات الصحافية، حيث شارك في 25 مؤتمرا.
كما أجرى بايدن عددًا أقل من المقابلات الإعلامية من أي رئيس آخر منذ ريغان على الأقل، حيث أجرى 125 مقابلة فقط.
في حين كان لدى جورج دبليو بوش ثاني أقل عدد من المقابلات بواقع 166 مقابلة.
وتتضمن فئة المقابلات أشكالاً مختلفة من المحادثات المباشرة مع المراسلين، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والوجبات غير الرسمية.
رغم ذلك، كان بايدن أكثر نشاطًا في جلسات الأسئلة والأجوبة الأقل رسمية مع “مجموعات” صغيرة مختارة من المراسلين، وشارك بهذه الطريقة أكثر من أي رئيس آخر في الآونة الأخيرة باستثناء ترامب.
أيضاً أحصى كومار 588 جلسة من هذا القبيل لبايدن مقابل 664 لترامب، بينما كان لدى باراك أوباما 103 أمثلة فقط على هذا النوع من المشاركة الصحافية.
أما المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس فأوضح لـ”أكسيوس”، أن بايدن أجرى 45 مقابلة هذا العام، بما في ذلك مع شبكة سي إن إن، وإيه بي سي نيوز، وتايم، ويونيفيجن، وشارك في 588 جلسة أسئلة وأجوبة مع هيئة الصحافة في البيت الأبيض خلال فترة ولايته.
وقال بايتس إن بايدن يلتقي أيضا بالأميركيين حيث هم من خلال استراتيجيات رقمية مبتكرة ووسائل إعلام محلية ودوائر انتخابية.
وضع صعب
يذكر أن الرئيس جو بايدن كان تعهد، الأربعاء، بمواصلة الترشح لإعادة انتخابه، رافضاً الضغوط المتزايدة من الديمقراطيين للانسحاب بعد أن لم يكن مرضياً في مناظرة أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب أثارت تساؤلات حول مدى استعداده للاستمرار في السباق وتولي الرئاسة.
وقال الرئيس: “أنا مرشح.. أنا زعيم الحزب الديمقراطي.. لا أحد يدفعني للرحيل”، في اتصال مع موظفي حملة إعادة انتخابه، وفق ما ذكر أحد كبار مساعديه عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”.
كما استخدم بايدن كل الوسائل الممكنة لمحاولة إنقاذ حملة إعادة انتخابه، فتحدث إلى كبار المشرعين، وعزز طاقم حملته، واجتمع في وقت لاحق من اليوم مع الحكام الديمقراطيين قبل رحلة مخططة في نهاية الأسبوع، ومقابلة تلفزيونية.
إلا أن دلائل كثيرة كانت أشارت إلى أن الدعم لبايدن يتآكل بسرعة بين الديمقراطيين في الكابيتول.