الدعاية الإسرائيليّة أمام مأزق.. ما هو واقعها وسط حرب غزّة؟

8 يوليو 2024
الدعاية الإسرائيليّة أمام مأزق.. ما هو واقعها وسط حرب غزّة؟

بالإضافة إلى أذرعها الضاغطة على مفاصل الإعلام حول العالم، أنفقت الوزارات في إسرائيل ملايين الدولارات على الترويج لمقاطع الدعاية الإسرائيلية عبر منشورات مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

ونقلت صحيفة جيروزالم بوست، عن مديرة دائرة الإعلان والتسويق والعلاقات العامة في وزارة التربية الإسرائيلية حاجيت كوهين، أنه “منذ بداية الحرب، أنفقت وزارة التربية والتعليم عشرة ملايين شيكل على الدعاية الإسرائيلية (الدولار الأميركي يساوي تقريباً 3.683 شيكلات)، 40 في المائة منها ذهبت للإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي”.

 

وأنفق قسم المبادرات في وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية 23 مليون شيكل منذ بداية الحرب على الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما نقلته الصحيفة عن رئيس القسم رون برومر.

 

وفي الوقت نفسه، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 37 ألف محتوى بلغات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى 4 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمديرة إدارة مكافحة معاداة السامية روث كوهين دار.

هل تحظر إسرائيل مواقع التواصل؟

رغم كل هذا الانتشار الواسع، اشتكت إسرائيل من رفض منصة تيك توك مشاركة محتوى حاولت الحكومة الإسرائيلية ترويجه، خصوصاً ذاك الذي يحمل شعار “معاً سننتصر” الذي تبنّته إسرائيل طيلة حرب الإبادة في قطاع غزة. ويرفض التطبيق أيضاً مشاركة أي محتوى يحمل رموزاً إسرائيلية بحسب الشكاوى.

وصرّح الرئيس التنفيذي لوكالة الإعلانات الحكومية الإسرائيلية موريا شالوم، خلال اجتماع لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات الإسرائيلية، بأن الوكالة نشرت مقطع فيديو على “تيك توك” يحمل شعار “معاً سننتصر”، لكن المنصة أزالته في غضون ثلاث دقائق، كما اتصلت به المؤسسات الخاصة بالوكالة للإبلاغ عن إزالة المحتوى الخاص بها باستمرار.

وخلال الاجتماع، انتقد رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات الإسرائيلية عضو الكنيست عوديد فورير الحكومة لعدم إحراز تقدم في مقترحات فرض عقوبات على منصات التواصل الاجتماعي التي تسمح بالمحتوى “المعادي للسامية” والذي يُقصد به كل محتوى ينتقد إسرائيل ويفضح جرائمها.

 

كذلك، دعت اللجنة ممثلين عن مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، لكن لم يحضر أي منهم إلى الاجتماع.

 

وقال فورير خلال المناقشة: “على إسرائيل أن تتبنى تشريعاً أوروبياً يتعلّق بفرض عقوبات على شبكات التواصل الاجتماعي. لقد قدّمتُ مشروع قانون في طريقه إلى لجنة وزارية لمنح الحكومة الأدوات المناسبة لمحاربة معاداة السامية على الشبكات الاجتماعية. أطلب من جميع أعضاء الكنيست دعم هذا الاقتراح”.

سبع خطط لفرض السردية الإسرائيلية

لكنّ الإنفاق على مواقع التواصل الاجتماعي للترويح لمقاطع الدعاية الإسرائيلية لم ياتِ بالنتائج المتوقعة، خصوصاً في ظل انحياز الشباب في الغرب بشكل كبير للفلسطنيين، مع تواصل المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.

 

وأمام هذا الواقع، انتشرت استراتيجية وضعها وروّجها خبير الاتصالات الاستراتيجية في ماساتشوستس الأميركية مارتن ألينتوك، مؤلّفة من أكثر من خطة، نشر تفصيلها في مقال رأي له في موقع ذا تايمز أوف إسرائيل. 

1- تنصّ الخطة الأولى على إنكار أرقام الشهداء والجرحى والتشكيك في صحتها، من خلال الادعاء بأنها صادرة عن “منظمة إرهابية” كما تسعى السردية الإسرائيلية للترويج له.

2- الخطة الثانية هي التركيز على تشويه سمعة الشهداء من المقاومة، بحيث تقدَّم لهم تعريفات وهويات تجعل الرأي العام يتفّهم سبب قتلهم واستهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

3- تتلخص الخطة الثالثة في زرع التسامح مع جرائم إسرائيل من خلال تركيز السردية الإسرائيلية على أن “الحرب ليست لعبة”، بحيث من الطبيعي أن تؤدي الحرب الإسرائيلية إلى قتل الأبرياء، وأن تدعي إسرائيل بأنها “لم تكن هي التي بدأت هذه الحرب”.

4- تقليد “مشروع لينكولن” فهو رابع خطط ألينتوك لدعم السردية الإسرائيلية وأكاذيبها. واستُخدم “مشروع لينكولن” في 2019 من قبل المحافظين المناهضين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وسيلةً للسخرية منه ومضايقته و”شرح” سبب عدم أهليته لمنصب الرئيس. ويقترح الخبير تطبيق نفس الفكرة لدعم السردية الإسرائيلية وبث الأكاذيب ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. ومن بين اقتراحته إنشاء مقاطع من 30 إلى 90 ثانية حول “تاريخ حماس في محاولة إرهاب وتدمير إسرائيل” و”تاريخ غزة ومن عاش فيها” وغيرها من الأكاذيب.

5- كخطة خامسة، يقترح المقال إنشاء مجالس علاقات عامة مؤيدة لإسرائيل في بلدان مختلفة للمساعدة في “ترويج” السردية الإسرائيلية.

6- الخطة السادسة فهي التنويع وإضافة متحدثين رسميين إضافيين يمكن للجمهور أن يتعاطف معهم، بعيداً عن القادة، مثل رئيس وزراء و/أو رئيس الدولة، بسبب سمعتهم السيئة أمام الرأي العالم العالمي. ويقترح أن “تفوض” إسرائيل مبعوثين أذكياء وفصحاء وعاطفيين ويعرفون كيفية الوصول إلى الناس.

7- الاستعانة بمحترفي اتصالات كبار للمساعدة سابع بنود الخطة، فبحسب المقال، “خارج الحكومة و/أو المؤسسة العسكرية، سيكون خبراء العلاقات العامة الذين لديهم وظائف ناجحة في إدارة الأزمات، وبيع المنتجات، وقيادة التصورات للشركات والعلامات التجارية المدرجة في قائمة فورتشن لأنجح 500 شركة، مكملاً مثالياً لممارسي العلاقات العامة الحكومية في إسرائيل”. (العربي الجديد)