بايدن والسباق الرئاسي.. اجتماع الديمقراطيين هل حسم الجدل؟

10 يوليو 2024
بايدن والسباق الرئاسي.. اجتماع الديمقراطيين هل حسم الجدل؟

اجتمع المشرعون الديمقراطيون في مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، الثلاثاء، في لحظة حاسمة بالنسبة للرئيس جو بايدن وحزبهم، مع تصاعد التوترات حول مسألة إمكانية استمراره كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة أم لا.

 

ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، كان الموضوع يدور حول ما إذا كان يجب الاستمرار في دعم بايدن كمرشح أم دفعه إلى الانسحاب، وسط مخاوف بشأن قدرته على قيادتهم إلى النصر ضد مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل.

اللافت أن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين اجتمعوا دون هواتف محمولة، فلم تكن هناك أي تسريبات للاجتماع، الذي وصفه قادة الحزب بأنه مجرد مناقشة “عائلية”.

لكن أحد الديمقراطيين الذين شاركوا في الاجتماع، قال إن المزاج كان “قاسيا”، حيث ناقش المشرعون مسألة رفض بايدن، بشكل قاطع التنحي، وهو الذي ناشدهم في رسالة شديدة اللهجة، أمس الاثنين، أن يوجهوا تركيزهم أكثر على التهديد الذي يشكله ترامب.

وصف كريغ ميكس، النائب من نيويورك، الاجتماع، للصحفيين بأنه “جلسة استماع”. 

 

وقال النائب لويد دوغيت من تكساس، الذي أصبح أول مشرع ديمقراطي يدعو بايدن إلى التنحي الأسبوع الماضي، للصحفيين إنه طرح قضية بديل للرئيس في الاجتماع. 

وفي الوقت نفسه، أبدى عدد من المشرعين، بما في ذلك النواب ستيني هوير من ماريلاند، وهانك جونسون من جورجيا، وخوان فارغاس من كاليفورنيا، دعمهم للرئيس أثناء دخولهم وخروجهم من الاجتماع، وفق ما ذكرت شبكة “سي.بي.أس.نيوز”.

وأصدرت النائبة ديانا ديجيت (كولورادو)، رئيسة التجمع المؤيد لحق الاختيار في مجلس النواب، بيانًا قالت فيه إن بايدن “لا يزال قادرًا على القيام بالمهمة لولاية ثانية”.

تعليقا على ذلك، قال تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، الثلاثاء، إنه على الرغم من التحول في الأجواء “لا يزال هناك الكثير من الخلاف.. وقد يكون للديمقراطيين في مجلس الشيوخ آراء مختلفة”.

ضغط و”تمرد”

 

خلال الأيام التي أعقبت المناظرة، تزايدت الضغوطات و”التمرد” على بايدن، إذ ارتفعت الأصوات التي تدعوه إلى التنحي من السباق الرئاسي. 

ووفقا لشبكة “سي.أن.أن”، قام كبار النواب الديمقراطيين بإبلاغ زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز،  في مكالمة هاتفية الأحد، بضرورة تنحي بايدن عن السباق الرئاسي. 

وأجرى جيفريز هذه المكالمة للحصول على آراء كبار الأعضاء والقادة قبل عودتهم إلى مبنى الكابيتول.

وفقا لتقرير “سي.أن. أن”، يعارض استمرار بايدن كمرشح بعض النواب مثل: مارك تاكانو، وآدم سميث، وجيم هايمز، وجو موريل، وجيري نادلر، وسوزان وايلد. 

في المقابل، دافع النائبان ماكسين ووترز وبوبي سكوت عن استمرار بايدن كمرشح.

ويأتي هذا “التململ” في أعقاب أداء بايدن السيئ في أول مناظرة رئاسية، حيث أظهر استطلاع رأي حديث لصحيفة نيويورك تايمز أن الغالبية من الناخبين المسجلين – بما في ذلك 53% من الناخبين السود، و83% من الناخبين اللاتينيين، و84% من الناخبين الشباب، و59% من الديمقراطيين، و61% من أنصار بايدن – يرون أنه في سن متقدمة جدًا ليكون رئيسًا فعّالًا.

وفي استجابة لهذه الضغوطات، دعا عدد قليل من المسؤولين الديمقراطيين بايدن إلى التنحي، مؤكدين أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تمتلك فرصة أفضل للفوز على الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة في نوفمبر.

لذلك، يأتي اجتماع، الثلاثاء، ليضع الجميع في الصورة التي ترتسم شيئا فشيئا، وهي “الالتفاف الواضح حول بايدن كمرشح للحزب”، وفق إيريك هام، الباحث في الشؤون السياسية الأميركية.

هام، المعروف بقربه من الحزب الديمقراطي، لفت في اتصال مع موقع “الحرة” إلى أن اجتماع الثلاثاء سيعيد ترتيب أوراق الحزب لناحية تأكيد تزكية بايدن كمرشح للحزب.

وقال “أعتقد أن الأمر بدأ يصبح جليا بأن الحزب سيتمسك به مرشحا رغم بقاء هاجس قدراته الصحية وسنّه المتقدم، لدى البعض”.

وخلال الاجتماع، ظهر أنصار بايدن كقوة مقابل معارضيه، تؤكد وكالة أسوشيتد برس.

الوكالة لفتت إلى أن أحد الديمقراطيين الذين كانوا يرغبون في انسحاب بايدن عكس مساره، الثلاثاء، لدعم الرئيس علنًا “رغم أنه لم يكن هناك أي إجماع حقيقي في الأفق مع تزايد المعارضة”.

وقالت “عندما اجتمع الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعد ذلك، كان مستقبل بايدن السياسي، الأمر الأكثر إثارة للاهتماما بينهم”.

من جانبه، قال باولو فان شيراك، مدير معهد السياسات الدولية في واشنطن، إن القول بأن بايدن سينتهي بالانسحاب من الترشح لا يجد له أي قاعدة واقعية، خصوصا بعد اجتماع الثلاثاء. 

وأضاف في اتصال مع موقع “الحرة” أن تحديد مصير ترشحه بعد هذا الاجتماع يعتمد على ما قيل خلال الاجتماع نفسه.

ومضى “بحسب ما نقلت وسائل الإعلام يبدو أن أغلبية المشرعين يدعمونه”، مضيفا “ليس لأنه لا يعاني من أي نقص يتعلق بصحته أو سنه، بل لأن الوقت ليس في صالح أي تغيير”.

مغامرة؟
فان شيراك شدد في سياق حديثه على أن بقاء بايدن يبدو وكأنه “مغامرة لا بد منها” حيث أن المشرعين الذين اجتمعوا اليوم فهموا بأن الوقت لا يخدمهم”.

وأوضح المحلل أن بقاء بايدن “سيرهن حظوظ الحزب في الظفر بانتخابات الرئاسة أمام خصم شرس مثل ترامب، لكن الأمر أشبه بفرض أمر الواقع على الجميع”.

ولفت في سياق حديثه إلى رسالة بايدن للديمقراطيين، التي كشفت عنها وسائل الإعلام، الاثنين، والتي تعد بمثابة “فرض الأمر الواضع”، وفق تعبيره.

والاثنين، دعا بايدن، البرلمانيين الديمقراطيين المجتمعين في واشنطن في دورة برلمانية جديدة إلى “الاتحاد” خلف ترشحه الذي اهتز بعد مناظرته أمام ترامب قبل عشرة أيام.

وكتب الرئيس الأميركي “رغم التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، تصميمي ما زال قوياً للاستمرار في السباق” معتبرا في رسالة الى البرلمانيين أنه “آن الأوان للاتحاد وللمضي قدما كحزب موحد وإلحاق الهزيمة بدونالد ترامب”.

في مقابل قراءة فان شيراك، يرى إيريك هام، أن الأمر يتعلق بتوسع الفريق المؤيد لبايدن بين الديمقراطيين، وليس فرضا لأمر الواقع، ونوه بتغيير بعض النواب الذين كانوا يؤيدون فكرة انسحاب بايدن إلى تأييد ترشحه.

وقال “لديك النائب من نيوروك جيري نادلر، الذي دعا بايدن قبل يومين فقط إلى ترك الترشح، والآن غيّر رأيه”.

وأشار أيضا إلى النائب، جو مانشين، الذي دعا للانتظار لمدة أسبوع آخر، لمعرفة ما إذا كان ينبغي على بايدن الانسحاب أم لا، بعد أن كان ينوي إعلان دعمه لفكرة الانسحاب قبل نحو أسوبع، في إشارة إلى أن التغيير الحاصل يجري لصالح بقاء بايدن مرشحا.

في السياق، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الثلاثاء،  أنه وعلى الرغم من أن نادلر مثلا “لا يزال لديه مخاوف بشأن ترشيح الرئيس، إلا أن هذه المخاوف بدت بعد الاجتماع بعيدة “. (الحرة)