تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن الهجمات التي نفذها “حزب الله” مؤخراً ضد منطقة الجولان المحتل وما نتج عن ذلك من مقتل شخصين إسرائيليين نتيجة صواريخ أطلقها “حزب الله”.
وأشارت التقارير إلى أنّ هناك سخطٌ إسرائيلي بسبب ما تم اعتباره “افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى استراتيجية وخطة تعني شمال إسرائيل المحاذي للبنان”، وذلك وسط مطالبات بـ”تحرك فعّال” ضدَّ “حزب الله”.
وفي مقابلةٍ له عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت” ترجمها “لبنان24″، تحدّث أوري كيلنر، رئيس المجلس الإقليمي للجولان عن الساعات الصعبة التي عاشتها المنطقة جراء هجمات “حزب الله”، لكنه أكد أنه لن يتم ترك الجولان وسيبقى المستوطنون هناك.
في المُقابل، دعا كيلنر الحكومة الإسرائيلية إلى “حماية سكان الجولان ووقف الاعتداءات التي تطالهُ”، مطالباً بـ”مهاجمة حزب الله وإعادة الأمن لسكان المستوطنات الشمالية المُحاذية للبنان والجولان”.
وأكمل: “لن نقبل الوضع الذي يتعرض فيه المدنيون لتهديد يومي. إننا نُطالب باتخاذ إجراءات فورية وحازمة لردع العدو الذي يحاول إيذاءنا، وبالتالي نقل المعركة والحرب والهجمات إلى أراضي العدو”.
وكشف كيلنر أنه “نظراً لتعقيد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لا يوجد إنذار في كل مكان ضمن الجولان”، مشيراً إلى أنه من الممكن لكثير من الأشخاص عدم سماع التحذيرات أو صافرات الإنذار، ويتابع: “قيادة الجبهة الداخلية أصدرت توجيهات تقول إنه عند استخدام التطبيق، يُنصح كل شخص بتحديد منطقة إقامته أو تلك التي يمكن أن ينتقل إليها وذلك من أجل تلقي تنبيه وفقاً للمناطق ذات الاهتمام، حتى في ظل تداخل نظام تحديد المواقع العالمي GPS في المنطقة”.
مع ذلك، يقولُ التقرير إنَّ “سكان الجولان يعلمون أن التنقل بجوار قواعد الجيش المُنتشرة في المنطقة هو بمثابة رهانٍ على حياتهم، ويضيف: “في الأشهر الأخيرة، أطلق حزب الله الصواريخ بشكل متكرر على المواقع والقواعد في الجولان وأطلق طائرات من دون طيار باتجاهها. حينما يتم إطلاق صافرات الإنذار، وحتى إن لاحظ المستوطنون التنبيهات من إطلاق الصواريخ، فإن الركاب على الطرقات ليس لديهم مكانٌ آمن يهربون إليه أو يحتمون به”.
هنا، يقولُ ليلاخ، وهو أحد سكان الجولان: “في كل مرة أمر فيها بقواعد الجيش في الجولان، أشعر بالخوف. ما جرى مؤخراً هو أن صواريخ حزب الله قتلت إثنين من السكان كانا على متن سيارتهما”.
من جهته، قال يهودا دوا، رئيس مجلس مستوطنة كتسرين في الجولان إنه يطالب بتغيير الوضع في الشمال، مُطالباً باعتماد القوة ضد “حزب الله”، وأضاف: “على الدولة أن تختار ما إذا كان الشريط الأمني لإسرائيل هو شمال إسرائيل أو جنوب لبنان. في الوقت الحالي، يبدو أن خيار تل أبيب هو بقاء الشريط الأمني في شمال إسرائيل، وهذا واقع لن نقبله”.
إلى ذلك، تقول “يديعوت” إنّ الكثير من مستوطني الشمال الذين تم إجلاؤهم من منازلهم عند الحدود مع لبنان، يعتبرون أن “حزب الله” تجاوز الخطوط الحمراء، بينما لا أحد في القيادة الإسرائيلية يهتمّ بذلك.
واعتبر مستوطنون أنه بات مُلحاً “خوض حرب ضد حزب الله في لبنان”، مُشيرين إلى أن هناك فرصة لذلك ولا ينبغي تفويتها من أجل اتخاذ قرار حقيقي وليس هجمات لمرة واحدة لا توفر ذرة ردع”.
بدوره، يقول رافائيل سلاب، وهو من مستوطنة كريات شمونة: “لا يجب الاتفاق مع حزب الله، بل على إسرائيل اخضاعه وهزيمته، وعلى لبنان أن يدفع ثمناً باهِظاً”.