كتب موقع “الحرة”: بدأت دول في حلف شمال الأطلسي “الناتو” في إرسال مقاتلات “إف-16” التي طالما انتظرتها أوكرانيا لمساعداتها في تعزيز دفاعاتها الجوية ضد روسيا.
وكشف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال قمة للناتو في العاصمة واشنطن أنه “يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات إف-16 من الدنمارك وهولندا”.
وتطالب أوكرانيا منذ فترة طويلة بطائرات غربية متقدمة. وأعطى الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أغسطس الماضي، الضوء الأخضر لإرسال طائرات “إف-16” أميركية الصنع إلى كييف رغم مخاوف سابقة بشأن المدة التي ستحتاج إليها كييف للتدريب على الطائرات.
ورحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بإعلان بلينكن، معتبرا أن المقاتلات “تقرب السلام العادل والدائم”.
ولفت بلينكن إلى أن إرسال الطائرات يجب أن يكون إشارة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، موضحا “يوجه ذلك ذهن بوتين نحو التركيز على أنه لن يصمد بعد أوكرانيا ولن يصمد بعدنا، وفي حال استمراره سيتعمّق الضرر الذي سيستمر في إلحاقه بروسيا ومصالحها”.
وتابع “إن أسرع طريقة للوصول إلى السلام هو عبر أوكرانيا قوية”.
وفي مقابلة مع قناة الحرة، على هامش اجتماعات الناتو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن “الولايات المتحدة حدثت سياساتها خلال الأسابيع الماضية لتتماشى مع الحقائق، أوكرانيا تتعرض لضربات من عبر الحدود، روسيا تستخدم المدفعية ومعدات أخرى”.
وأضاف أن “الأوكرانيين ليست لديهم القدرة للدفاع عن أنفسهم بدون المعدات الأميركية، غيرنا السياسة للسماح لهم بضرب أهداف عبر الحدود”.
وأكد ميلر أنه “ناقشنا دائما في السابق طلبات أخرى قدمتها أوكرانيا وطرق لتكييف سياساتنا كي تتناسب مع الأسلحة التي نقدمها”.
كيف ستؤثر طائرات “إف-16” على ساحة المعركة في أوكرانيا؟
توفير هذه الطائرات المقاتلة لكييف من دول الناتو، سيوفر للقوات المسلحة قدرات لوقف الهجوم الروسي، ويزيد من دمج أوكرانيا في “النظام البيئة الاقتصادي والدفاع الأميركي الأوروبي”، بحسب تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “سي إس آي إس” ومقره واشنطن.
ويوضح أن هذه الخطوة تعني بالضرورة “توفير دعما أفضل للقوة الجوية الأوكرانية، وتحسين أمن مجالها الجوي، وتزيده من قدرة كييف على تعريض المزيد من الأهداف الروسية للخطر”.
ويشير التقرير الذي نشر في حزيران الماضي إلى أن معرفة تأثير هذه الطائرات على العمليات القتالية قد يحتاج إلى “بعض الوقت”، وإذا ما تحقق “التفوق الجوي” ضمن النطاق المحلي، قد يليه تفوق جوي واسع النطاق، وهو ما يتطلب أن يكون هدفا طويل المدى.
وحدد التقرير خمسة أهداف استراتيجية يمكن تحقيقها من تزويد أوكرانيا بالطائرات: أولا: رسالة قوية بالتزام الولايات المتحدة وحلف الناتو بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها، وثانيا: إتاحة القدرة لأوكرانيا فرض مزيد من التهديد على الأهداف الروسية، ما يكسبها نفوذا في طاولة المفاوضات، ثالثا: دمج كييف في النظام الاقتصاد والدفاعي لدول الناتو، رابعا: الحفاظ على إمدادات المساعدات العسكرية، خامسا: تعزيز التفوق الجوي لأوكرانيا.
ويحث التقرير القوات الأوكرانية على بدء تنفيذ طلعات جوية قتالية بعد تدريب طياريها، بهدف اكتساب الخبرة في أسرع وقت.
كما يجب أن تكون هناك وحدات قادرة على صيانة وإصلاح الطائرات وتسريع تدريبهم لاكتساب الخبرات اللازمة.
وفور دخول هذه الطائرات في الخدمة الفعلية في أوكرانيا في ساحات المعارك، ستعمل على “تعزيز القدرات الجوية الأوكرانية”، والاستفادة من أنظمة الرادارات المتطورة، وباستخدام ذخائر متطورة سيتسع نطاق أهداف أوكرانيا لنحو 180 كلم، وفقا للتقرير ذاته.
ويعد هذا الأمر تحسنا للقوات الجوية التي تستخدم طائرات تعود للحقبة السوفيتية، وهو ما سيمنحها تفوقا على تعطيل مهام الدعم الجوي الروسي المباشر لساحات القتال.
وبتوسيع شريحة الطائرات التي تستخدمها أوكرانيا يمكنها التعامل بكفاءة ودقة أكبر ضد الصواريخ الروسية، وحتى الهجمات التي تنفذ بطائرات مسيرة.
وأعلن البيت الأبيض من جهته أن بلجيكا والنرويج التزمتا تقديم أجهزة أخرى لأوكرانيا التي تواجه وابلا متزايدا من الصواريخ الروسية.
وكشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا ما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة خصوصا في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية.
وتعهد قادة دول حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، منح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل “خلال العام المقبل” لمساعدتها في القتال ضد روسيا.
وجاء في إعلان صادر عن القمة أنه “من خلال مساهمات تناسبية، يعتزم الحلفاء تأمين تمويل أساسي بقيمة 40 مليار يورو بالحد الأدنى خلال العام المقبل، وتوفير مستويات مستدامة من المساعدة الأمنية لأوكرانيا لكي تنتصر”.