نشرت صحيفة “إزفيستيا” مقالًا سلّطت من خلاله الضوء على مصير إمدادات الوقود الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا، في ظل إستمرار الحرب، وبعد أن خفضت روسيا كمية الغاز التي تعتزم إرسالها لأوروبا عبر أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت زادت فيه وتيرة الهجمات بين روسيا وأوكرانيا على منشآت الطاقة لدى كل منهما، وبموجب إتفاق مدته 5 سنوات أبرمته موسكو مع كييف عام 2019، تصدّر روسيا الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا مقابل رسوم استخدام شبكة خطوط أنابيب.
وما زالت أوكرانيا طريقا مهما لتدفقات غاز شركة “غازبروم” إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من حرب روسيا وأوكرانيا.
وأعلنت الصحيفة أن إتفاق “الترانزيت” بين نفطوغاز الأوكرانية وغازبروم الروسية ينتهي في 31 كانون الأول2024.
وعلى مدى 2024، تُسمع تصريحات تعكس إلى حد كبير الرغبة في تمديد العبور إلى الإتحاد الأوروبي عبر أراضي أوكرانيا بشكل أو بآخر.
وإستشهدت الصحيقة بمقابلة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع “بلومبرغ”، حيث أكد أن العمل جارٍ حاليًا لإستكشاف إمكانية نقل الغاز الأذربيجاني عبر أراضي البلاد بعد إنتهاء الإتفاقية مع شركة غازبروم.
ورأت الصحيفة أن مثل هذا المخطط ممكن، فقد تم مد خط أنابيب الغاز باكو-نوفو-فيليا بقدرة 10 مليارات متر مكعب سنويًا بين روسيا وأذربيجان. ومن خلاله يمكن للوقود الأذربيجاني أن يدخل إلى منظومة نقل الغاز في روسيا، ومنها يمكن تصديره إلى الإتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا.
ما مدى فائدة مثل هذا المخطط لروسيا؟
لا تزال السوق الأوروبية ذات الإستيعاب الكبير محل إهتمام روسيا. ولهذا السبب، لا يمكن تجاهل إحتمال تمديد مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا حتى العام 2025.
ومن الممكن إتباع نهج جديد، حيث تدخل شركات الإتحاد الأوروبي في إتفاقية مباشرة مع شركة غازبروم وتتلقى الوقود على الحدود الروسية الأوكرانية. بحيث لا تكون هناك إتصالات بين الشركة الروسية ونفطوغاز الأوكرانية.
وفي هذا السيناريو، فإن إمكانات الإمدادات إلى الإتحاد الأوروبي لن تقتصر على 10 مليارات متر مكعب سنويا، كما هو الحال مع أذربيجان، بل سوف تستمر روسيا في بيع ما لا يقل عن 15-20 مليار متر مكعب من غازها لأوروبا.