ظهر الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أول مؤتمر صحفي منذ أشهر، ليؤكد على أنه الشخص المناسب لفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض، ويشدد على أن حالته الصحية جيدة، وأنه الخيار الأفضل “للحفاظ” على الديمقراطية الأميركية.
وطمأن بايدن في المؤتمر الصحفي الخميس، الذي عقده عقب اختتام قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي عقدت في واشنطن، الناخبين الأميركيين بأنه يحظى بدعم من الشخصيات الديمقراطية، وذلك في رده على دعوات لانسحابه من السباق الانتخابي.
وتركز حديث بايدن على عدة محاور: الجهود الأميركية لوقف الحرب في غزة، وأهمية حلف شمال الأطلسي، وما استطاعت إدارته تحقيقه في الاقتصاد الأميركي.
ويحظى المؤتمر الصحفي بأهمية كبيرة إذ أنه أول مؤتمر لبايدن له منذ مناظرته الكارثية ضد منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، في حدث قد يحدد مصير ترشحه للرئاسة، بحسب وكالة فرانس برس.
واتجهت أنظار العالم نحو الرئيس، البالغ 81 عاما، خلال القمة في واشنطن فيما يحاول تهدئة الدعوات المتزايدة من حزبه الديمقراطي إلى التنحي بسبب سنه وصحته.
طمأنة للناخبين وهفوتان في يوم
وقال الرئيس الأميركي: “أعتقد أنني الشخص الأكثر كفاءة للترشح للرئاسة. لقد هزمته (ترامب) مرة وسأهزمه مجددا. أنا لا أفعل ذلك من أجل الحفاظ على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأته”.
وتحدث عن اختباراته العصبية والتي تظهر أنه “بخير”، وقال الرئيس الأميركي: “خضعت لفحوص عصبية وأخضع يوميا لفحوصات عصبية بسبب المهام التي تقع على عاتقي”، منوها إلى أن “التقدم في العمر يزيد من الحكمة لدى الإنسان”.
وأوضح أنه “خضع لثلاثة فحوص عصبية مكثفة ومتواصلة” أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها “في فبراير” وتظهر “أنه في حالة جيدة”.
وأضاف “أنا بخير. قدراتي العصبية يجري اختبارها يوميا” من خلال “القرارات التي أتخذها كل يوم”.
وحول ماذا كانت نائبته، كامالا هاريس، مؤهلة لتسلم منصب رئاسة الولايات المتحدة، حيث تكرر اسمها مرارا في الآونة الأخيرة كمرشحة بديلة لبايدن، قال الرئيس الأميركي: “لم أكن لأختارها لتكون نائبة لي لو لم تكن مؤهلة لذلك”، وزاد أن “هاريس ممتازة، وهي مؤهلة لأن تكون رئيسة”.
وارتكب بايدن هفوته الثانية في المؤتمر الصحفي، الخميس، عندما تحدث عن نائبته كامالا هاريس باسم “ترامب”، في انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية.
وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلب على ترامب إذا قرر الرئيس الديمقراطي عدم الترشح مجددا، قال بايدن لمراسل رويترز “لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة لهذا السبب اخترتها”.
ولكنه عاد ليكرر أنه “من المهم تهدئة المخاوف” بشأن ترشيحه.
وقبل هفوته بالحديث عن “هاريس-ترامب”، زل بايدن في الحديث خلال المؤتمر الصحفي للناتو في واشنطن بتقديمه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أنه “الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين”، قبل أن يعود لمنصة الخطاب مباشرة ويصحح خطأه.
وقال مخاطبا الحاضرين في القمة: “والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيداتي، سادتي، إليكم الرئيس بوتين”. لكن سرعان ما صحح بايدن هفوته، قائلا “تركيزي منصب بشدة على هزيمة الرئيس بوتين”.
وأوضح بايدن في مؤتمره الصحفي عقب اجتماعات “الناتو” أنه “استدرك مباشرة” بالتصحيح عندما تحدث عن “زيلينسكي وبوتين” وأنه تمكّن من ذكر خمسة شخصيات أخرى بشكل صحيح لدى تقديمها للحاضرين، مشددا على أن قمة الناتو في واشنطن كانت “ناجحة بشكل لا يصدق”.
وأضاف أن الكثير من رؤساء الدول “قدموا الشكر له” لأنه “كان السبب في جمعهم معا”.
ودافع المستشار الألماني، أولاف شولتس، الخميس، عن بايدن وقال ردا على سؤال من الصحفيين عن الواقعة: “زلات اللسان تحدث، وإذا راقبت الجميع دائما، فستجد ما يكفي منها”.
وأضاف “لكن هذا لا يغير أي شيء مما قاله الرئيس الأميركي بوضوح شديد في خطابه”.
وأعاد بايدن التركيز على جهود إدارته، والتي ساهمت في الحفاظ على “أهم وأكبر اقتصاد في العالم”، مؤكدا أن “التضخم في الولايات المتحدة ينخفض وسيعمل على استمرار الخفض في الأسعار”.
وقال إنه “سيستمر في التحرك وإحراز تقدم كبير في الولايات المتحدة والطبقة العاملة التي تحتاج إلينا”.
وأكد بايدن أنه سيبقى مستعدا للتعامل مع الرئيسين الروسي، بوتين، والصيني، شي جينبينغ، حتى خلال فترة ولاية ثانية.
وقال بايدن: “أنا مستعد للتعامل معهما الآن وبعد ثلاث سنوات من الآن… لا يوجد أي زعيم عالمي لست مستعدا للتعامل معه”. (الحرة)