اعتبر موقع “واللا” الإسرائيلي، الأحد، أنّ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت مجرد مسألة وقت، مشيراً إلى أن “تلك المحاولة هي إلى حد كبير نبوءة وتحققت”.
وحذر التقرير من أن السباق الانتخابي الأميركي أصبح في غاية الخطورة، بعد تعرض المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، وأضاف: “السؤال بشأن اندلاع أعمال عنف على خلفية سياسية، خلال المعركة الانتخابية الأميركية، لم يكن هل ستندلع؟ لكن السؤال الصحيح المطروح كان متى ستندلع؟، أي أنها كانت مسألة وقت”.
فقدان توازن
وذكر التقرير أنّ “محاولة الاغتيال ستعني تصعيد الأزمة السياسية في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن سُفكت دماء أحد المرشحين، وبات من الصعب تصديق أن دماء أخرى لن تسيل من الآن وحتى تشرين الثاني 2024” (موعد الانتخابات الرئاسية).
وأشار الموقع إلى صدمة الأميركيين عقب محاولة الاغتيال الفاشلة، وكيف أنها أدخلت المنظومة السياسية الأميركية إلى حالة من فقدان التوازن أكثر مما كانت عليه، وقال: “إن الديمقراطية الأكبر في العالم أمام أزمة عميقة لا تعرضها وحدها للخطر، إنما تضع العالم بأسره أمام هذا الخطر”.
صورة النصر
وأشار الموقع إلى أن محاولة الاغتيال كانت نبوءة وتحققت من زاوية أنها مسبوقة بتوقعات كثيرة بأن أحداث عنف ستندلع، لكن أغلب التوقعات كانت ترجح حدوث ذلك عقب ظهور نتائج الانتخابات، وأنها ستصدر عن أنصار ترامب.
وعلى الرغم من عدم معرفة دوافع مطلق الرصاص، توماس ماثيو كروكس (20 عامًا) حتى الآن، والذي قتل بواسطة عناصر الخدمات السرية، فإن الاعتقاد السائد أنه من المعسكر الذي يعادي ترامب، وفق الموقع، وأن التحقيقات ستركز على محاولة فهم الدوافع.
وبيَّن الموقع أن صورة ترامب الذي ينزف، وهو محاط بعناصر الحراسة السرية، ويشير إلى أنصاره ستترسخ في التاريخ الأميركي، مشيراً إلى أن “ترامب، بحسه السياسي الحاد، نجح في اختيار اللحظة التي سُمع خلالها صوته، بينما يطلب من حراسه التوقف لثوان، للإشارة إلى أنصاره”.
وقال الموقع إنه لو نجح ترامب في انتخابات 5 تشرين الثاني المقبل، سيتبين أن تلك اللحظات (التي لوح فيها لجمهوره عقب محاولة اغتياله) هي صورة انتصاره.
دماء أخرى ستسيل
واعتبر “واللا” أن محاولة الاغتيال ستفاقم الأزمة السياسية في الولايات المتحدة بشكل درامي، وستعمق العداء والشكوك بين قسمي الجمهوريين والديموقراطيين.
كذلك، رأى أن “عملية انتقامية محتملة من جانب أحد أنصار ترامب بحق سياسي ديمقراطي تعد حاليًا السيناريو الأساسي الذي يتحسب له جهاز الخدمات السرية ومكتب التحقيقات الفدرالي”.
ورطة بايدن
ووفق الموقع، تضع محاولة الاغتيال الرئيس جو بايدن في ورطة سياسية كبرى، أكبر من تلك التي يواجهها في الأيام الأخيرة عقب خسارته في المناظرة الرئاسية، والدعوات المتصاعدة من داخل الحزب الديمقراطي لسحب ترشحه.
وأوضح “واللا” أن بايدن أشار إلى ترامب في كل خطاباته “كعدو للديمقراطية الأمريكية”، وأكد أن الانتخابات “ستكون من أجل روح الأمة الأمريكية”.
وتابع أنه لو اتضح أن مطلق الرصاص شخص ليبرالي أمريكي أراد اغتيال ترامب لكي يمنع الخطر الذي حذر منه بايدن، وقتها سيظهر الأخير على أنه المسؤول والمحرض على العنف، حتى لو لم يكن يقصد ذلك.
وختم: “من الصعب حاليًا معرفة كيف ستؤثر محاولة الاغتيال على الانتخابات الرئاسية، وأن الاستطلاعات التي ستُجرى في الأيام المقبلة، ستظهر ما إذا كان الناخبون الجمهوريون والمستقلون الذين لم يعتزموا التصويت لترامب سيغيرون موقفهم أما لا”. (إرم نيوز)