تخريب المفاوضات… خطّة نتنياهو تنطلق من خان يونس!

14 يوليو 2024
تخريب المفاوضات… خطّة نتنياهو تنطلق من خان يونس!


تسير المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزّة بين المقاومة الفلسطينية والعدوّ الاسرائيلي ضمن المسار الايجابي الذي تسوّق له الولايات المتحدة الاميركية عبر وسائل الاعلام في محاولة للكسب الشعبي في الانتخابات الرئاسية الاميركية المُقبلة. 

ولعلّ هذه المفاوضات، وفي حال وصلت الى خواتيمها، لن تتضمّن وقفاً نهائياً لاطلاق النار، بل وقف للمعركة ضمن مسار تسووي ومفاوضات كاملة، ما يعطي رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو زئبقية الخروج من هذه التسوية متى يريد بعد تحقيق عدّة أهداف سياسية وميدانية مرتبطة بغزّة. 
الامر الاول الذي سيحقّقه نتنياهو هو تسليف إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن جزءاً من المكسب، أي وقف إطلاق نار غير نهائي، بانتظار ما ستفرزه الانتخابات الاميركية المُرتقبة، وفي حال فوز بايدن مجدداً يصبح نتنياهو مُلزماً بوقف إطلاق نار نهائي، أما في حال وصول إدارة جديدة، فإنّه قد يتّجه الى إعادة فتح النار باتجاه القطاع. 

الامر الثاني الذي يسعى نتنياهو الى تحقيقه هو إراحة قوات الاحتلال الاسرائيلية من ضغط المعركة، ومن الاستنزاف الذي يتعرّض له سواء في غزّة أو على الجبهة الجنوبية للبنان ما من شأنه أن يمكّنه، وفق خطّته، من تسجيل بعض النقاط لصالحه من دون أن يتعرّض لنيران المقاومة التي تطال قواته في مختلف مدن القطاع وأحيائه، لذلك فهو سيعمل جاهداً على الاستفادة من أي تسوية وتكريسها لصالحه. 

في المقابل، لا يبدو أنّه من السهل على نتنياهو تحقيق آماله، إذ إن المقاومة مستعدّة جداً للمرحلة المقبلة ولديها خطّتها المحكمة حول شكل التفاوض على الأسرى الاسرائيليين، وقطع الطريق على رئيس حكومة الكيان من تحصيل أي مكسب فعلي يجعله قادراً بسهولة على المباغتة وفتح المعركة من جديد بعد أن يتمكّن من سلب المقاومة أوراق قوّتها المتمثلة بالأسرى وبالقدرة على تنفيذ العمليات النوعية والحفاظ على حياة القادة الاساسيين. 

من جهة أخرى، فإن التطورات التي حصلت في الساعات الاخيرة والتي تركّزت حول خبر اغتيال القائد العام لكتائب “القسام” – الجناح العسكري- محمد الضيف، واطلاق النار على الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب أثناء إلقاء كلمة في تجمّع انتخابي، من شأنها أن تعرقل مسار المفاوضات الذي كان يسلك طريق الايجابية في الايام الاخيرة، اذ اعتبرت مصادر ديبلوماسية مطّلعة أن عملية “خان يونس” أمس والمجزرة التي ارتكبها العدوّ الاسرائيلي سيكون لها تبعات خطيرة، حيث بات من الواضح أن نتنياهو لا يهدف من خلال ذلك الى ممارسة الضغط العسكري من أجل تحقيق مكاسب في المفاوضات وإرغام المقاومة على صفقة بشروط إسرائيلية، بل يريد تخريب المفاوضات بذاتها ونسف أي تسوية قد تنتج عنها، لأنّ اكثر ما يخشاه هو اليوم التالي بعد وقف اطلاق النار، ذلك لأنّ كل المعطيات تقول بأنّ أول استحقاق داخلي إسرائيلي، إذا ما تمّ الذهاب إلى صفقة، سوف يتمحور حول انتخابات مُبكّرة. 

وتُضيف المصادر أنّ ذريعة “الضيف” (القائد العسكري لـ”حماس” محمد الضيف)هي مناورة اسرائيلية لتبرير ارتكاب العدوّ لمجزرة خان يونس، لأنّ الرجل لم يكن الهدف أساساً، وما يؤكّد هذا الكلام هو ما ورد على لسان أحد القياديين في حماس والذي اعتبر أن “اغتيال الضيف كلام فارغ”.

 وعن حسم فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة وعودة ادارته الى الحكم بعد الحادثة الاخيرة، تقول المصادر أن هذا الكلام سابق لأوانه، لافتة الى أن عودة ترامب من المتوقّع أن تؤمّن وضع نتنياهو في الفترة المقبلة، مشيرة الى ان خطابات الرئيس الاميركي السابق والتي استعدى من خلالها رئيس حكومة الكيان لا تتعدّى كونها جزءا من عملية التجييش الجماهيري واستقطاب الرأي العام المتعاطف مع الفلسطينيين في سبيل الفوز في الانتخابات الرئاسية. 
وختم المصدر بأن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بانقشاع الرؤية واتضاح المشهد، مؤكداً أنه لا يرى بصيص نور في الملف الفلسطيني على المدى المنظور.