مساجد ومستشفيات غزّة تحت قصف إسرائيل.. أيّ حرب هذه؟

14 يوليو 2024
مساجد ومستشفيات غزّة تحت قصف إسرائيل.. أيّ حرب هذه؟

نشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً تحت عنوان: “إسرائيل تستهدف المستشفيات والمساجد والآمنين.. أي حرب هذه؟”، وجاء فيه: 

 

لا أحد يحب الحرب، هذا أمر تؤكده الغالبية الساحقة من الناس، لكن الواقع يقول إن الحروب والصراعات قديمة قدم وجود الإنسان نفسه على وجه الأرض.

الحرب إذن سنة كونية، أو ربما شر لا بد منه إن جاز التعبير، ولذلك حرص الإنسان مع تقدم مسيرته دينيا وأخلاقيا وحضاريا أن يضع قواعد لهذه الحروب، لعلها تضبط من إيقاعها وتضيق نطاقها وتخفف آثارها.

هذه القواعد كانت قديما مجرد أعراف وتقاليد تصم من يستهدف المدنيين أو الأطفال أو النساء أو دور العبادة وما إلى ذلك، ثم جاء الإسلام ليضع مبادئ وآدابا للقتال تلزم بتوخي الرحمة ومراعاة كبار السن والنساء والأطفال وتراعي دور العبادة.

ومع كثرة الحروب خلال القرنين الـ18 والـ19 خصوصا في أوروبا، بدأ البحث عن وسائل لتقييد الحروب والحد من آثارها، وبدأت القواعد العرفية تتحول تدريجيا إلى نوع من القواعد القانونية التي تطورت لاحقا إلى ما بات يعرف بالقانون الدولي.

لم يخل الأمر أبدا من انتهاكات لهذه القواعد رغم تشدق الساسة وحتى العسكريين بضرورة احترامها، حتى جاءت إسرائيل التي قامت على أرض فلسطين ابتداء من عام 1948 لتقدم نموذجا بالغ السوء في انتهاك القوانين والأعراف وفي ارتكاب جرائم الحرب.

فِعل الاحتلال لأراضي الغير كان الجريمة التي تمثل العنوان الرئيسي وتندرج تحته عشرات الجرائم والمجازر التي ارتكبت خلال حرب 1948 والتي شابها القتل العشوائي للمدنيين فضلا عن قتل أسرى الحرب.

بحر البقر

 

وفي حرب 1967 اتسع نطاق جرائم الجيش الإسرائيلي حيث قتل جنودا مصريين بعد أسرهم، كما قتل آخرين رغم إعلان استسلامهم، وبعد ذلك بـ3 سنوات سجل التاريخ فصلا أسودا جديدا عندما قصف الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية شمال مصر، وهذا ما أدى إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.

في العقدين الأخيرين، كان لقطاع غزة النصيب الأكبر من انتهاكات إسرائيل، فرغم أنها سحبت قواتها من القطاع عام 2005، لكنها حرصت دائما على محاصرته وممارسة العقاب الجماعي بحق سكانه.

لكن الحرب الأخيرة والمستمرة منذ تشرين الماضي على قطاع غزة شهدت ذهاب إسرائيل إلى مدى أبعد في انتهاك القوانين والأعراف، وهو ما أكدته منظمات دولية وحقوقية ناهيك عما ينطق به الوضع على أرض الواقع وسنحاول اختصاره في النقاط التالية:

بالنسبة للتطورات الأخيرة:

 

حتى اليوم السبت الموافق 13 تموز 2024 بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة 38 ألفا و443 وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى 88 ألفا و481 مصابا.

اللافت أن أغلبية الشهداء هم من الأطفال والنساء، حيث بلغت أعدادهم 16 ألفا و54 و10 آلاف و700 على التوالي.

آخر الضحايا سقطوا في مجزرتين نفذهما الجيش الإسرائيلي واستهدفت أولاهما خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع رغم أن المنطقة مصنفة من جانب إسرائيل بأنها منطقة آمنة، والثانية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

 

9 أشهر من العدوان

 

الاعتداء على دور العبادة كان سمة مميزة لهذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ حيث تشير أرقام مكتب الإعلام الحكومي الصادرة أمس الجمعة إلى أن عدد المساجد التي دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كلي وصل إلى 609 يضاف إليها 211 مسجدا تعرضت لتدمير جزئي، و3 كنائس تم استهدافها وتدميرها.

 

المدارس والجامعات أيضا كانت هدفا مستمرا للاحتلال الإسرائيلي حيث تم تدمير 115 مدرسة وجامعة بشكل كلي و328 بشكل جزئي.

 

المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني قال قبل 3 أيام إن ثلث مدارس الوكالة في قطاع غزة تعرضت للقصف، وإن المدارس في غزة تحولت إلى أماكن للبؤس والموت.
المستشفيات لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية بل كانت أيضا هدفا مقصودا، وهذا ما أدى إلى إخراج 34 مستشفى و66 مركزا صحيا من الخدمة، في حين بلغ عدد المؤسسات الصحية التي تم استهدافها 161، كما تم استهداف 131 سيارة إسعاف.

 

على الصعيد الصحي أيضا، بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 500 شهيد إضافة إلى 75 شهيدا من فرق الدفاع المدني، و310 معتقلين من الكوادر الصحية.

 

الحرمان من العلاج كان أيضا من مظاهر العدوان الإسرائيلي، حيث تشير الأرقام إلى وجود 12 ألف جريح يحتاجون إلى السفر للعلاج بالخارج، وكذلك 10 آلاف مريض بالسرطان و3 آلاف يعانون أمراضا أخرى ويحتاجون للعلاج في الخارج لكن الجيش الإسرائيلي يحول بينهم وبين ذلك.

 

استهداف الإعلام

 

كذلك،  تم استهداف القطاعات الطبية والتعليمية ومراكز الإيواء، فقد كان رجال الإعلام وناقلوا الحقيقة هدفا آخر للعدوان الإسرائيلي حيث ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 158 وفقا لأرقام مكتب الإعلام الحكومي الصادرة أمس.

لأكثر من مرة حذر المكتب ومؤسسات حقوقية من أن الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين لمنع نقل “الجرائم” التي يرتكبها بغزة.

 

تُظهر بيانات وإحصاءات “لجنة حماية الصحفيين” الدولية (غير حكومية مقرها نيويورك) أن الحرب على غزة أصبحت “الأكثر دموية للصحفيين” منذ بدء اللجنة في توثيق جرائم قتل الصحفيين حول العالم عام 1992.

 

أعلن “المركز الدولي للصحفيين” (غير حكومي مقره واشنطن) في فبراير/شباط الماضي، أن الحرب على غزة شهدت أعلى مستويات عنف ضد الصحفيين منذ 30 عاما، ودعا إسرائيل إلى وقف قتل الصحفيين والتحقيق في حوادث قتلهم على يد قواتها.

 

وبالإضافة إلى الشهداء من الصحفيين فقد تم إحصاء 23 صحفيا قام الجيش الإسرائيلي باعتقالهم.

 

المباني والمنشآت

 

– 150 ألف وحدة سكنية دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كلي تُضاف إليها 200 ألف وحدة سكنية تعرضت للدمار الجزئي ولم تعد صالحة للسكن.

 

– 197 مقرا حكوميا دمره الجيش الإسرائيلي.

 

– 206 آلاف موقع أثري وتراثي دمرها الجيش الإسرائيلي.

 

– 3030 كيلومترا من شبكات الكهرباء دمرها الجيش الإسرائيلي بالكامل. (الجزيرة نت)