قالت شبكة (NBC) الأميركية، إنّ محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، من شأنها أن توقف أي جهود لإجبار الرئيس جو بايدن على الانسحاب من السباق الانتخابي، على الأقل في الوقت الحالي.
وتعليقاً على ما حصل، قال أحد حلفاء بايدن: “أعتقد أن الأمر قد انتهى، لقد خسرنا كل الزخم”، بحسب الشبكة.
كذلك، تقول الشبكة في تقريرها إن بايدن كان في جولة انتخابية يحاول تقليل الأضرار، في أعقاب المناظرة الرئاسية الكارثية مع ترامب، قبل أن يتعرض الأخير لمحاولة اغتيال فاشلة.
ويشير التقرير إلى أنه وسط رفض بايدن للمطالبات بانسحابه، صعد إلى المنصة كرئيس، وخاطب الأميركيين عبر التلفاز، وأدان محاولة اغتيال ترامب، مؤكداً رفضه للعنف السياسي.
وفي أعقاب الحادثة، عملت حملة بايدن على وقف الحملات الإعلانية، وأوقفت الهجمات على ترامب.
كذلك، حملة بايدن أيضاً من الموظفين “الامتناع عن إصدار أي تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في الأماكن العامة”، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني حصلت عليها الشبكة.
ورجّح حلفاء لبايدن “انتهاء الجهود الرامية إلى إزاحته”، مشيرين إلى أن الرئيس أظهر أنه “سيقاتل”.
ويأتي ذلك على خلفية دعوات متزايدة لإجبار الرئيس الديمقراطي على التنحي، وصلت إلى وقف حلفائه التبرعات للحملة الانتخابية.
وفجر الأحد، تعرض ترامب في إطلاق نار أثناء إلقائه كلمة بتجمع انتخابي في بنسلفانيا. وعقب تلك الحادثة، قال ترامب: “أنا بخير وأخضع لفحوصات طبية”.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (FBI)، أن الشخص الذي نفذ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، هو توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاماً، بينما ذكرت مصادر متعددة من جهات إنفاذ القانون الأميركي أن “المسلح مات”، بحسب شبكة “سي إن إن”.
في المقابل، قال تقريرٌ لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنه من المؤكد أنَّ “الفوضى الصارخة” التي شهدتها منقطة غرب بنسلفانيا بعد محاولة اغتيال ترامب، ستغير معالم الحملة حيث يمكن أن تكون التحولات الصغيرة في الناخبين حاسمة.
صخب الجمهوريين
ومع اجتماع المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري والاستعدادات في ميلووكي، أصبح أنصار الرئيس السابق أكثر صخباً من أي وقت مضى في إدانة الهجمات السياسية ضده، قائلين إنه تلقى رصاصة من أجل الشعب الأميركي.
ويبدو أن الجمهوريين الذين احتشدوا خلف ترامب مع تراكم لوائح الاتهام الجنائية، أصبحوا أكثر حماسة في دعمهم في الساعات التي تلت إطلاق النار.
وكان الديمقراطيون متحفظين في الغالب، ولم يكن هناك إلا القليل من الإدانة لإطلاق النار على ترامب والدعوة إلى الهدوء.
ومع محاولة الاغتيال، أصبحت فرص إعادة انتخاب جو بايدن ضئيلة، وقد أكد مسؤول استطلاعات الرأي الجمهوري ويت أيريس، أن هذه الفرص أصبحت معدومة تقريباً بعد السبت، مشيراً إلى أن الديمقراطيين من المرجح أن يركزوا بدلاً من ذلك على الحفاظ على بعض السيطرة في الكونغرس.
وقال الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري ديف كارني، إن الهجوم على ترامب “سينشط قاعدته والناخبين العاديين”.
وذكرت الصحيفة، أن منظم استطلاعات الرأي الديمقراطي مايك لوكس، لم يرى الأمر بهذه الطريقة قائلاً: “لا أرى أن هذا سيغير أساسيات السباق. سيكون من اللطيف لو كان ذلك يعني أن الجميع سيهدأون من لهجتهم”، بالإشارة لحالة الانقسام التي تشهدها أمريكا مع اقتراب الانتخابات.
وعلى مواقع التواصل، لجأ العديد من ممثلي حملة ترامب إلى دعوة بايدن وآخرين إلى خفض درجة الحرارة السياسية حتى مع سعي بعض الجمهوريين إلى إلقاء اللوم على الديمقراطيين في المأساة، واقترحوا على بايدن إسقاط جميع التهم الجنائية الفيدرالية ضد ترامب كوسيلة للقيام بذلك.
دعوات الوحدة
من جانبه قال ترامب، الأحد، إن “الله وحده” هو الذي أنقذه، داعياً إلى الوحدة، وأضاف: “في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين، وأن نظهر شخصيتنا الحقيقية كأمريكيين، وأن نبقى أقوياء ومصممين، ولا نسمح للشر بالانتصار”.
وترى الصحيفة أنه في حين أن السباق لا يزال متقارباً على المستوى الوطني، لكن ترامب (78 عاماً) تقدم في معظم استطلاعات الرأي الحاسمة في الولايات، وسط دعوات لبايدن للنظر في التنحي والسماح لشخص آخر بقيادة الديمقراطيين بعد “أدائه المهتز” في المناظرة الأولى الكارثية له مع ترامب في 27 يونيو (حزيران).
وعلقت حملة بايدن الإعلانات السياسية بعد وقت قصير من إطلاق النار على ترامب وكان الرئيس جو بايدن يحضر قداساً في كنيسة في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، عندما سمع عن محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي، وخاطب الصحافيين المسافرين معه لفترة وجيزة، السبت، داعياً إلى الوحدة وقطع خططه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على الشاطئ، وعاد إلى البيت الأبيض في وقت متأخر بعد ساعات من الحادثة.
وأدلى بايدن بتصريحات موجزة من المكتب البيضاوي، حث فيها الأميركيين على التفكير في خطابهم السياسي، مشيراً إلى أن محاولة الاغتيال “تدعونا جميعاً إلى التراجع خطوة إلى الوراء وتقييم ما وصلنا إليه وكيف نمضي قدماً من هنا”، وأضاف: “كلنا نعلم أن الخطاب السياسي في هذا البلد أصبح ساخناً للغاية.. حان الوقت لتهدئة الأمور.. يجب ألا تكون السياسة أبداً ساحة معركة فعلية، أو ساحة للقتل”. (24)