نقلت صحيفة “واشنطن بوست”، عن مصادر مطلعة على تحقيقات محاولة اغتيال دونالد ترامب أن السلطات استخدمت تقنية متطورة وسريعة لاختراق هاتف مطلق النار في الحادثة، وذلك في إطار الجهود المكثفة لفهم دوافع الشاب البالغ من العمر 20 عاما.
وأكد مسؤولون، الاثنين، نجاحهم في الوصول إلى محتويات هاتف توماس ماثيو كروكس، المنحدر من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا، دون الإفصاح عن تفاصيل التقنية المستخدمة في العملية.
ويستكشف المحققون احتمال استخدام مطلق النار لهاتفين، بعد أن عثر العملاء على هاتف محمول في منزل كروكس ببطارية فارغة، وفقا لأشخاص مطلعين رفضوا عدم الكشف عن هويتهم لوصف تفاصيل تحقيق جار.
ووقعت الحادثة، السبت في بنسلفانيا، حيث أطلق كروكس النار من سلاح من طراز “AR” على ترامب من سطح قريب من تجمع انتخابي.
وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة ترامب في أذنه. وتم القضاء على المهاجم من طرف قناص تابع لجهاز الخدمة السرية.
ورغم حجم التحقيق والاهتمام الإعلامي الكبير بالقضية، لا تزال دوافع كروكس ومعتقداته غامضة، وفقا للصحيفة.
وتركز التحقيقات حاليا على حياته الأسرية وعلاقته بوالديه، اللذين يعانيان من مشاكل صحية. ويبدو أن الوالدين، رغم محبتهما لابنهما، لم يكونا على دراية كاملة بتفاصيل حياته في الفترة السابقة للحادث، وفقا للصحيفة.
ووفقا لمصادر مطلعة، تم نقل الهاتف إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي في كوانتيكو، فيرجينيا، الأحد. وهناك، استعان المحققون بتقنية متطورة من شركة “Cellebrite”، المعروفة في أوساط إنفاذ القانون بقدرتها على استخراج البيانات من الأجهزة المصادرة في التحقيقات الجنائية.
وأشار خبراء التكنولوجيا إلى أن الهاتف كان من طراز حديث نسبيا، مما يجعل اختراقه أكثر صعوبة مقارنة بالأجهزة القديمة بسبب تحديثات البرمجيات.
وعادة ما تستغرق عملية فتح هواتف المشتبه بهم في التحقيقات الفيدرالية ساعات أو حتى أشهر، لكن في حالة كروكس، التي اعتبرت أولوية قصوى، تمكن فريق Cellebrite من اختراق الجهاز في أقل من 40 دقيقة.
ولم يسفر فتح الهاتف عن حل فوري للقضية. ووفقا للمصادر، قدم الجهاز بعض الخيوط للتحقيق، لكنه لم يحتو على أدلة مباشرة حول الدافع أو ما يصفه المحققون بـ “المعلومات السلبية”، أي أدلة أو إشارات على خطط إجرامية أو شركاء.
ولم يستجب العديد من أفراد عائلة المهاجم لطلبات المقابلة من صحيفة واشنطن بوست منذ يوم الأحد.