زعم سايمون مكارثي جونز، أستاذ علم النفس السريري في كلية ترينيتي في دبلن، أن إصابة دونالد ترامب الطفيفة يمكن أن تخفي ضررا عقليا أكبر بكثير ناجما عن إطلاق النار عليه.
ويوضح البروفيسور مكارثي جونز: “مثل هذه التجارب يمكن أن تحطم افتراضات الناس بأنهم يعيشون في عالم آمن ومفهوم ويمكن السيطرة عليه، ما يجعلهم يشعرون بعدم الجدارة وعدم الأمان وعدم اليقين. وقد يعيد الناس تجربة الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس. وقد يعانون أيضا من خفقان القلب أو التعرق أو ضيق التنفس عند تذكيرهم بالحدث”.
وكشف مكارثي جونز في حديث لموقع “The Conversation” أن الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة قد يحاولون تجنب التذكير بالحدث، ويفقدون الاهتمام بالأنشطة ويشعرون بالخدر والانزعاج والغضب.
وأضاف أنهم ربما يراقبون باستمرار التهديدات، ويواجهون صعوبة في التركيز، ويعانون من نوبات غضب ويشعرون باضطراب المشاعر.
وقد تكون المشكلة أسوأ بالنسبة لترامب لأنه معروف بسرعة غضبه، لذلك قد لا يتمكن من فهم انفعالاته أو السيطرة عليها.
وفي الواقع، يمكن للسمات الشخصية للأفراد أن تؤثر على كيفية استجابتهم لحدث مؤلم مثل الإصابة بطلق ناري.
وقد يعاني أصحاب الشخصية المنفتحة أو المنبسطة (Extraversion) – وهي سمة شخصية تتميز بالإثارة، والتواصل الاجتماعي، والثرثرة، والمقدار الكبير من التعبير العاطفي – من ضغوط أقل وأعراض أقل لاضطراب ما بعد الصدمة.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعانون من “انخفاض القبول، وانخفاض الاستقرار العاطفي” قد يعانون من أشكال أكثر خطورة من هذه الحالة.
ويشرح البروفيسور مكارثي جونز أن أولئك الذين لديهم مستويات عالية من النرجسية، والتي اتُهم ترامب بإظهارها، قد ينتهي بهم الأمر إلى الرد حتى على التهديدات البسيطة بعدوانية غير متناسبة. ومع ذلك، يمكن للآخرين تجربة “نمو ما بعد الصدمة”.
وقال البروفيسور مكارثي جونز: “إن الطريقة التي يفهم بها شخص ما الصدمة التي تعرض لها يمكن أن تكون حاسمة بالنسبة لعواقبها. ويرتبط الشعور بالخجل أو الغضب تجاه الآخرين بعد التعرض لجريمة عنيفة باحتمالية أكبر للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. إذا كان الشخص قادرا على فهم سبب وقوع الحدث أو استخلاص شيء إيجابي منه، فيمكن توقع نتائج أفضل”. (روسيا اليوم)