مشاهد فظيعة لعملية اغتيال الضيف.. تفاصيل تروي ما جرى!

17 يوليو 2024
مشاهد فظيعة لعملية اغتيال الضيف.. تفاصيل تروي ما جرى!

 

وإثر ذلك، استشهد العشرات من الفلسطينيين وجرح المئات في المنطقة المحيطة بالمجمع، الذي كان مكاناً لسوق ومصدر للمياه ومطبخاً للحساء يطعم النازحين المدنيين، بحسب السلطات الفلسطينية.  

وسقطت القنابل حوالي الساعة 10.30 من قبل ظهر السبت، وفق الجيش الإسرائيلي. بدوره، وصف محمود أبو عمر الذي قال إنه كان يقف على مسافة مئة ياردة، المشهد على أنه “حزام ناري”، وأضاف: “رأيت أشخاصاً يسقطون أمامي”.

وقالت إسرائيل إنها هاجمت مجمعاً مسيجاً، تستخدمه حماس ومسلحون، وإنها اتخذت احتياطات كي تحد من الإصابات بين المدنيين.

 

 

واعترفت تل أبيب بأن المنطقة كانت محاطة بمدنيين، لكنها أضافت أن المسؤولية عن مقتل المدنيين، تقع على عاتق الضيف ومقاتليه، الذين يسعون إلى الاختباء بينهم.  

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قائد كتائب خان يونس في حماس رافع سلامة في الضربة، فيما لا يزال المسؤولون يقيمون ما إذا كان الضيف قد قتل، على رغم من أنهم بدوا متأكدين من مقتله، في وقت أشار فيه سكان محليون إلى مقتل عدد آخر من مقاتلي “حماس”. 

 

وأوضح مسؤول عسكري أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تراقب المجمع، لأن سلامة يستخدمه، لافتاً إلى أن الضربة تقررت في ساعتها، عندما أشارت معلومات استخباراتية “دقيقة جداً جداً”، إلى أن الضيف موجود هناك.

 

ولعب الضيف دوراً رئيسياً في هجمات 7 تشرين الأول على إسرائيل، والتي أدت إلى مقتل 1200 شخص، بحسب ما يقول مسؤولون إسرائيليون.   

 

ورفع الجيش الخطة بالتسلسل إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحُمّلت مقاتلات إف-35 بقنابل ثقيلة. في المقابل، فإنّ “حماس” قالت إن الضيف لم يقتل في الهجوم، وأكدت أنه لم يكن الهدف، مشيرة إلى أن إسرائيل تستخدم مثل هذه الأعذار لتبرير قتلها عشرات المدنيين.  

 

الطبيب بهاء أبو ركبة، الذي يعيش في مخيم المواصي قرب المجمع، قال إنه سمع صفيراً غير عادي يصم الآذان، واعتقد أنه صاروخ يخترق الأجواء.  

 

وأوضح أنه بدأ يصور بكاميرا هاتفه بينما الذخائر تنفجر، تتلوها انفجارات متتابعة. وفي تلك اللحظات، انهمرت القذائف على المنطقة بينما ملأ الدخان الهواء. عندها، هرع أبو ركبة وصديق له إلى المكان لتقديم الإسعافات الأولية وتفقد العائلة، وأضاف: “وجدنا المكان مثل مسلخ”؟

 

وقال مدير وكالة الأونروا في غزة سكوت أندرسون، إنه زار مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، ورأى مصابين ممددين على الأرض بسبب عدم وجود أماكن، فضلاً عن أطفال جرحى بينهم من كان مبتور الأعضاء بينما هناك نقص في التجهيزات.

 

وفي رسالة من المستشفى، قال أندرسون: “رأيت مشهداً من أفظع المشاهد في غزة منذ 9 أشهر”.  

حفر هائلة

وكانت إسرائيل حددت المنطقة الأوسع كمنطقة إنسانية، وأبلغت المدنيين بالتوجه إليها خلال أوامر إجلاء سابقة.  

 

كذلك، خلفت الانفجارات حفراً هائلة، حيث كان المجمع يقع ذات مرة وسط منطقة غابات.

 

وقال ويس بريانت، الخبير البارز المتقاعد من سلاح الجو الإسرائيلي، إن الفيديوهات من المنطقة تشير إلى استخدام عدد من القنابل  زنة 2000 رطل، مشيراً إلى أنه ليس مستغرباً استهداف شخصية بارزة بقنبلتين في المكان الواحد.

 

وذكر أن “سلاح الجو الإسرائيلي عمد إلى ضرب أهداف عدة في المنطقة داخل المجمع للتأكد من أن المنطقة بكاملها قد دمرت، وبأن المستهدفين قد قتلوا”.

 

وكان على الجيش الإسرائيلي التحرك بسرعة، وأكد أنه لا يوجد رهائن في المكان. وبحسب نائب قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي الذي عمل على اغتيالات سابقة، فإن الخبراء في سلاح الجو بدأوا سريعاً بالعمل على خطة تتضمن كيفية قتل الرجلين بكل الوسائل الأكثر قوة ودقة.

 

وقال إن هذه هي المرة الثامنة التي تحاول فيها إسرائيل قتل الضيف، الذي يقود الجناح العسكري لحماس، ويعود له الفضل في تحويله من جماعة متمردة إلى قوة قتالية متمكنة، منذ توليه السلطة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو يحتل المرتبة الثانية على لائحة المطلوبين بعد زعيم حماس في غزة يحيى السنوار. (24)