تواصل صحفٌ إسرائيلية الحديث عن الضربة الجويّة التي نفذتها إسرائيل ضدّ ميناء الحُديدة في اليمن، يوم السبت، كاشفة عن تفاصيل عسكرية جديدة تتعلق بالضربة التي جاءت رداً على إطلاق الحوثيين طائرة مُسيرة قبل أيام قليلة باتجاه مدينة تل أبيب.
Advertisement
صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نشرت تقريراً ذكرت فيه إن “سلاح الجو الإسرائيلي استطاع مُهاجمة ميناء الحديدة في اليمن على مسافة 1700 كلم، ما يمكنه من مهاجمة أهدافٍ في إيران على مسافة 1500 كلم”.
ومنذ بداية الحرب، أطلق الحوثيون مئات الطائرات من دون طيار والصواريخ من أنواع مختلفة نحو إسرائيل. ومع ذلك، كان “هناك شيء غير عادي” بشأن الطائرة من دون طيار التي ضربت تل أبيب، مما أسفر عن مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة آخرين، بحسب الصحيفة.
ووفقاً لـ”جيروزاليم بوست”، فقد حددّ سلاح الجو الإسرائيلي الطائرة في المرحلة الأخيرة من دخولها البحر الأبيض المتوسط لكنه لم يصنفها على أنها تهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومن الممكن أن نظام التحكم ظن أنها طائرة مدنية أو طائرة بدون طيار مصرية أو أميركية وبالتالي لم يسارع لإسقاطها.
واعتبرت الصحيفة أنه أثناء الطيران والهجوم، الذي إستمر لعدة ساعات، أثبت الحوثيون ليس فقط قدرتهم بل أيضاً إبداعهم، ناقلة عن موقع “واللا” الإسرائيلي قوله إنّ “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب خيارات الرّد يوم الجمعة، فيما أجرى مُشاورات مع رؤساء الأجهزة الأمنية بشأن الضربة ضد اليمن، وعندما أدرك أن هناك توصيات بردٍّ مُعتدل، طالب برد عدواني، فاجتمع عندئدٍ المجلس المُصغر الذي وافق على الهجوم الشامل”.
مع ذلك، تُشير الصحيفة إلى أنَّ “الجيش الإسرائيلي حافظ على الغموض بشأن عدد الطائرات المشاركة في الهجوم، لكن الحقيقة أن المقاتلات وصلت إلى مسافة 1700 كلم تكفي لإظهار القوة الجوية”.
وكان الجيش الإسرائيلي استعدّ للهجوم منذ عدة أشهر، والفترة القصيرة بين القرار والتنفيذ تشير إلى الإستعداد العالي لسلاح الجو والمخابرات. وهنا، تقولُ “جيروزاليم بوست” نقلاً عن موقع “واللا” إنه “قبل الحرب بوقت طويل، كان الجيش الإسرائيلي على علم بنوايا الحوثيين وبدأ في جمع معلومات إستخباراتية عن شحنات الأسلحة، البنية التحتية، والنشاط العدائي الذي يهدد بإستمرار سفن إسرائيل”.
وبحسب الصحيفة، فإنهُ “عندما شنت الولايات المتحدة لأول مرة هجمات على أهداف إرهابية في اليمن، إستندت إلى معلومات إستخباراتية إسرائيلية”، وأردفت: “إسم العملية الذي جاء (الذراع الممدودة) هو بمثابة رسالة لجميع أعداء إسرائيل بقيادة إيران مفادها أنه عليهم أن يعلموا بمجرد حساب بسيط إنه إذا كان سلاح الجو يهاجم ميناء الحديدة في اليمن، على مسافة 1700 كلم، فيمكنه بالتأكيد مهاجمة أهداف في طهران، على مسافة 1500 كلم”.
وعن القدرات العسكرية، كشفت الصحيفة أن “الطائرات المقاتلة التي تحلّق على هذه المسافة تحتاج إلى التزود بالوقود، ومستوى عالٍ من الجاهزية، كما يتم حمايتها من قبل البحرية، وقد حصلت قدرة التنسيق بين كل وحدات القوات الإسرائيلية على مستوى عال من الدقة”.
وختمت: “يبقى أن نرى ما التأثير الذي سيحققه الهجوم في اليمن.. هل سيكبح جماح الحوثيين، أم سيؤدي إلى توسع الهجمات، التي حتى الآن تم إيقافها ليس فقط من قبل الجيش الإسرائيلي ولكن أيضاً من قبل قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة”.
“أبعد هجوم”
من جهته، يقول تقريرٌ نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الخطوة التي قامت بها إسرائيل في اليمن تُمثل “أبعد هجومٍ عن الأراضي الإسرائيلية ينفذه الجيش الإسرائيلي على الإطلاق”، مشيرة إلى أن الأخير أصرّ على تنفيذ العملية من دون مساعدة أميركية أثناء قيامه بتدريبات مُتخصصة في اليونان.
وكشفت مصادر للصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي هاجم حوالي 10 أهداف خلال الضربة على ميناء الحديدة لم يعلن عنها بعد”، وتضيف: “لقد شاركت عشرات الطائرات المختلفة في الهجوم المشترك، بما في ذلك طائرات إف-35 الإسرائيلية (أدير) وطائرات بوينغ 707 (رام) المسؤولة عن تقديم الوقود في الجو للمقاتلات، لكن إسرائيل كان قلقة من رحلة المغادرة التي تمت على علو منخفض”.
وأكملت: “لقد تم إجراء التدريبات قبل نحو شهر ونصف الشهر في اليونان، للحفاظ على القدرة على الضربة بعيدة المدى في حالة حاجة الجيش الإسرائيلي إلى العمل في ما يسمى “دول الدائرة الثالثة”.
وبحسب الصحيفة، فإنه “مع سقوط أولى القنابل على ميناء الحديدة، حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي اليمنية على إرتفاعات منخفضة وواضحة، وقد شارك في العملية محاربون من ذوي الخبرة، بما في ذلك كبار الضباط وجنود الإحتياط”.
وفي السياق، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولٍ أمني قوله: “إنّ القدرة التي تم تطويرها على مدار سنوات، والتي تعادل ضرب أقصى نقطة شرق إيران، تم تحقيقها في عملية في وضح النهار، ربما ليست المرة الأخيرة. أصرّينا أمام شركائنا الأميركيين في المنطقة على أن الجيش الإسرائيلي سينفذ العملية بمفرده، على الرغم من التنسيق المسبق”.
وتابعت الصحيفة: يأمل القادة الأمنيون في إسرائيل من أن يتمكّن الحوثيون من إستيعاب تكلفة الأضرار بحال هاجموا إسرائيل مرة أخرى”.
مع هذا، فقد قدّرت الصحيفة بأن جماعة الحوثي ستقلل من عمليات إطلاق الطائرات بدون طيار من اليمن، حتى لو إختارت شن هجمات إنتقامية محدودة او واسعة النطاق”.