كيف ستحاول هاريس وضع ترامب في موقف الدفاع؟

23 يوليو 2024
كيف ستحاول هاريس وضع ترامب في موقف الدفاع؟


مع حصول نائبة الرئيس الأميركي، كمالا هاريس، على الدعم اللازم للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل،ينصب التركيز على التكتيكات التي سيلجأ إليها الديمقراطيون لمواجهة الخصم الجمهوري دونالد ترامب، ووضعه في “موقف الدفاع”.

وقالت هاريس، مساء الإثنين، إنها “فخورة” بحصولها على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وتعتبر صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن الحزب الديمقراطي يرى في هاريس “فرصة لتحويل انتباه الناخبين مرة أخرى، للتركيز على نقاط ضعف الرئيس السابق دونالد ترامب (78 عاما)”، بعد أن كان الحزب يكافح خلال حملة الرئيس جو بايدن، من أجل “تركيز الانتباه على السباق بصفته فرصة للاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذريًا، بدلاً من كونه استفتاء على عمر بايدن وقدراته”.

وأعلن بايدن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، إثر ضغوط تتعلق بمخاوف بشأن قدرته على منافسة ترامب. كما أعلن دعمه وتأييده لترشيح هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني المقبل.

وحسب “نيويورك تايمز”، يأمل الديمقراطيون بأن تتمكن هاريس (59 عاما)، المدعية العامة السابقة التي تصغر ترامب بنحو عقدين، من استخلاص مجموعة جديدة من التناقضات والاستفادة من الحجج التي كانت بعيدة عن متناول بايدن (81 عاما)، بشأن منافسها الجمهوري، بدءا من قضية السن ووصولا إلى المسائل السياسية والشخصية.

ومن بين هذه القضايا، حقوق الإجهاض، التي “طالما كان بايدن يشعر بعدم الارتياح عند مناقشتها، أو حتى عند قول كلمة إجهاض”، وفق الصحيفة، وذلك على النقيض من هاريس التي “تتحدث بسهولة وبصراحة عن الصحة الإنجابية”.

من جانبهم، يخطط الجمهوريون، وفق “نيويورك تايمز”، للقول إن هاريس “لا تزال تركز على القضايا التي لا تهم الناخبين، كما كان سجل بايدن”.

وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب “يتمتع بمزايا كبيرة في العديد من القضايا الأكثر أهمية للناخبين مثل التضخم والهجرة، بخلاف حقوق الإجهاض”، حسب “نيويورك تايمز”.

لكن في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة، عبر مقابلات مع أعضاء بالحزب الديمقراطي، إلى “حرصهم على جعل السباق يدور حول الشخصية والخبرة، بما في ذلك خلفية هاريس في مجال إنفاذ القانون، بالمقارنة مع قائمة المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب”.

ونقلت الصحيفة عن مارسيا فودج، وزيرة الإسكان السابقة في إدارة بايدن، قولها: “إنها (هاريس) مدعية عامة سابقة وهو (ترامب) مجرم مدان. إذا كان هناك خيار كبير على الإطلاق، فهذا هو”.

وتسبب “الأداء البائس” الذي قدمه بايدن في المناظرة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، إلى تراجع التركيز على إدانة ترامب بارتكاب 34 جريمة جنائية، حسب “نيويورك تايمز”، حيث كان يأمل العديد من الديمقراطيين في “إمكانية استخدام الوضع الجنائي لترامب لصالحهم، لكن هذا لم يحدث، بينما حاول بايدن مواجه الضغوط الديمقراطية ضد ترشحه”.

وأدين المرشح الجمهوري في 30 أيار الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية عام 2016.

لكن الآن، ومع انسحاب بايدن واقتراب هاريس من الفوز بتذكرة الترشيح، يتحرك الديمقراطيون للاستفادة من الوضع الجنائي لترامب، حيث يصفون هاريس بأنها مرشحة “سيادة القانون”، و”التأكيد على أن ترامب سعى إلى قلب نتائج انتخابات حرة في 2020”.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس، فيرونيكا إسكوبار، قولها: “ما هو مهم بشكل خاص، وتحديدا في هذه القضية، هو تاريخها كمدعية عامة تدافع عن القانون والنظام”.

وتضيف إسكوبار أن “ترامب مجرم مدان، لا ينتهك القانون فحسب، بل يعتقد اعتقادا راسخا بأن القانون لا ينطبق عليه وعلى أنصاره”.

وقبل انتخابها لمجلس الشيوخ في 2016، عملت هاريس كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو ومدعية عامة لولاية كاليفورنيا، حيث كانت تكافح لمناقشة تاريخها في إنفاذ القانون وأمور العدالة الجنائية أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما كان العديد من الديمقراطيين يدفعون إلى كبح جماح سلطات الشرطة، وفق الصحيفة.

وقال المتحدث باسم حملة هاريس، عمار موسى، إن نائبة الرئيس ستؤكد على “التباين” بينها وبين ترامب.

وأضاف في بيان: “لقد احتجزت نائبة الرئيس كمالا هاريس، المجرمين طوال حياتها المهنية، ولن يكون دونالد ترامب مختلفا. لقد كرست هاريس حياتها المهنية لتحسين حياة العماّل، بينما يهتم ترامب بنفسه فقط”.

وفي بيان له، حاول المتحدث باسم ترامب،  ستيفن تشيونغ، تقويض مصداقية هاريس، من خلال اتهامها بتبني “سياسات مؤيدة لجرائم ومتسامحة مع جرائم أخرى”.

كما يأمل الجمهوريون في “طمس” أي اختلافات سياسية بين هاريس وبايدن، وفق الصحيفة، إذ قال تشيونغ إن “سجل هاريس الكئيب هو سجل الفشل التام وعدم الكفاءة التامة”.

ويضيف: “سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح”.

وحتى قبل انسحاب بايدن، كان لدى حملة ترامب “خطة لمهاجمة هاريس إذا أصبحت المرشحة.. وربطها بالأجزاء الأقل شعبية في سجل الرئيس”، وفق الصحيفة الأميركية.