تناول موقع middle east eye في مقال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الإثنين رغم سلسلة من المناوشات الدبلوماسية بينهما منذ حرب غزة.
ووفق الموقع، لن يكون للزيارة أي تأثير كبير على العلاقة الفعلية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن لقاء بايدن ونتنياهو سيحدث في وقت تباعد فيه الزعيمان.
Advertisement
في الوقت الحالي، فإن قاعدة الناخبين الديمقراطيين لبايدن لا توافق على نهجه تجاه إسرائيل والحرب على غزة. في الوقت نفسه، انتقد نتنياهو وأعضاء ائتلاف حكومته مرارًا وتكرارًا إدارة بايدن وعداءها لحكومته.
جددت هجمات 7 أكتوبر روابط بايدن مع إسرائيل، وكان مؤيدًا قويًا وحماسيًا للحرب على الرغم من قتل إسرائيل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة.
وقال فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس باراك أوباما، لموقع middle east eye: “يرى بايدن إسرائيل وكأنها عائلته، ويمكن لنتنياهو أن يرتكب أخطاء ويتحدى بايدن، ويمكنه إحباطه، وفي نهاية المطاف، يرى الرئيس إسرائيل كعائلة، وسوف يغفر لها وسيمنحها فرصة أخرى”.
“وتجاهلت إسرائيل أمورًا كان بايدن قد طلب عدم القيام بها من دون أي خوف من العقاب، وإستفاد الإسرائيليون من ذلك، ما أدى إلى حالة من الإحباط لدى بايدن”.
ومع إعلان بايدن إنسحابه، سيتعين على نتنياهو التعامل مع حزب ديمقراطي أصبح أكثر عداءً للحكومة اليمينية في إسرائيل.
“يأتي نتنياهو كالبطل الذي فرض على إدارة بايدن أن تقبله، وأن تسمح له بالتحدث في الكونغرس. لقد تغلب على كل المقاومة داخل الإدارة، ولذلك يأتي إلى الولايات المتحدة كفائز”، كما قال مناحم كلاين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، لموقع middle east eye.
المشاجرات العلنية
عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر، قدم بايدن دعمه لها، إلى حد الترويج لمزاعم غير مؤكدة بأنه رأى صورًا لأطفال اسرائيليين مقطوعي الرأس، مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين بالآلاف، وشكّك في صحة عدد القتلى الذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
كما تحركت إدارته بسرعة لتسريع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وهو قرار أدى إلى إستقالة مسؤول وزارة الخارجية جوش بول.
كما زار بايدن إسرائيل وإلتقى مع نتنياهو وحكومته الحربية، وهي رحلة تفاخر بها ، قائلاً إنه أول رئيس أميركي يزور إسرائيل أثناء الحرب.
“إنها تتجاوز السياسة الواقعية بكثير، إنها إرتباط عاطفي”، قال كلاين.
ومع ذلك، على مدى الأشهر القليلة الماضية، وجّه بايدن عدة إنتقادات للعمليات الحربية الإسرائيلية، قائلًا إن عدد القتلى الفلسطينيين مرتفع جدًا وداعيًا إسرائيل إلى عدم إستهداف المدنيين.
ثم كان هناك الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل سبعة عمال من المنظمة الخيرية الدولية “مطبخ العالم المركزي”، مما أثار غضبًا كبيرًا في العالم الغربي وأدى إلى توبيخ شديد من بايدن.
كما دعا بايدن علنًا إسرائيل إلى عدم غزو مدينة رفح، قائلًا إنها “خط أحمر” وستؤدي إلى تعليق بعض شحنات الأسلحة.
تحدّت إسرائيل واشنطن من خلال عملية رفح، التي وصفها بالمحدودة، وقال نتنياهو: “إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى الوقوف بمفردها، فإنها ستقف بمفردها”.
كما قال بايدن إن الولايات المتحدة ستوقف شحنة واحدة فقط من الأسلحة، من بين أكثر من مئة، وهو ما قوبل بالغضب من قبل نتنياهو.
وبدليل على سيطرة إسرائيل على أميركا، أعاق نتنياهو علنًا جهود إدارة بايدن لتحقيق جوهرة سياستها الخارجية: تأمين إتفاقية تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
“لقد قال بايدن مراراً إن مثل هذه الإتفاقية، التي ستبني على إتفاقيات مشابهة تم التوصل إليها في عهد الرئيس ترامب، كانت قريبة من التحقق خلال فترة ولايته.
ومع ذلك، فقد صرح نتنياهو علنًا بمعارضته لدولة فلسطينية، وهو ما قالت الرياض إنه شرط أساسي لأي إتفاق تطبيع.
وقال لوينشتاين: “لقد شعرت إدارة بايدن بالإحباط في بعض الأحيان لأن نتنياهو ذهب إلى حد القول علنًا بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية وأنهم لن يسمحوا للسلطة الفلسطينية بالدخول إلى غزة”.
بايدن ضعيف سياسيًا
تضع تداعيات السياسة المحلية بايدن في موقف غير مواتٍ، ومع تركيزه الكبير على بقائه السياسي خلال الشهر الماضي، لم تكن حرب إسرائيل على غزة من أولوياته الرئيسية.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي سابق لموقع MEE: “بايدن ضعيف سياسيًا لدرجة أنه لن يرغب في مواجهة الإسرائيليين على الإطلاق”.
قال كلاين إن الوقت قد فات على الإدارة الحالية لإصدار موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، وأن الدعم الذي قدمه بايدن خلال الأشهر الماضية سمح لنتنياهو بمواصلة شن الحرب حتى بعد سقوط حكومة الحرب.
وختم كلاين: “بايدن يواجه مشكلة في إستخدام العصا ضد إسرائيل. لكن كان يجب أن تكون هذه سياسة البيت الأبيض لتعليم نتنياهو درسًا.
ومع إستحالة حدوث ذلك، يواصل نتنياهو تحدّيه للإدارة الأميركية.