علم “لبنان24” أن موفداً حكومياً بريطانياً سيزور لبنان الخميس للاجتماع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتكليف من رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر، ومن المقرر أن يصل الى بيروت مساء الاربعاء قادماً من الدوحة.
في المقابل، تحركت الاتصالات الدبلوماسية أمس عقب تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتحوّل دراماتيكي في المواجهات بالشمال والتي أتت بعد زعم العدو الإسرائيلي مقتل 11 إسرائيليين “إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مجدل شمس في الجولان وتوجيه الاتهامات الى حزب الله”، في حين، تقول المعلومات، أن الذين سقطوا هم من أبناء مجدل شمس ومن الطائفة الدرزية التي تؤيد الدولة السورية.
وهناـ تقول أوساط سياسية بارزة إن العدو الإسرائيلي يحاول العمل على احداث شرخ بين اللبنانيين وإثارة الفتنة، لا سيما وان دعم وتأييد القوى السياسية الدرزية كافة لما يقوم به حزب الله من مساندة غزة ودفاعا عن جنوب لبنان لم يرق للإسرائيلي الذي لطالما عمل على إشعال الفتن في لبنان والمنطقة، وهو اليوم حاول من خلال حادثة مجدل شمس أن يؤلب الرأي العام ضد الحزب، الا ان الردود والمواقف التي صدرت عن المكونات السياسية الأساسية في البلد أسقطت مشروعه مجدداً.
ونفى “حزب الله” نفياً قاطعاً، في بيان، “الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس”، مؤكدًا أن “لا علاقة للمقاومة الاسلامية بالحادث على الإطلاق، نافيا نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص.
مصادر مقربة من حزب الله أشارت لـ”لبنان24″ إلى أنَّ الصاروخ من مفردات فشل نتنياهو الذي سمع في واشنطن من الديمقراطيين والجمهوريين معا ضرورة وقف الحرب على غزة.
وتضيف المصادر أن هناك معلومات تشير الى أن الأميركيين يعلمون أن الصاروخ هو إسرائيلي أطلقته القبة الحديدية لكنه أخطأ مساره وانفجر في مجدل شمس، ويريد الإسرائيليون استثمار هذا الخطأ لتحميل الحزب المسؤولية من أجل تبرير عمل تصعيدي في الشمال.
وتقول المصادر إن نتنياهو لن يقدم على أي تصعيد طالما ان واشنطن لم تمنحه الضوء الأخضر لتوسيع الحرب، فالضوابط الأميركية لا تزال تمنع التصعيد الإسرائيلي، مع تأكيد المصادر أنّ أي حرب في حال عمد العدو الى توسيعها لن تتعدى الليطاني، لكن الحزب لن يقف يتفرج وسوف يرد بقوة على اي عملية عسكرية إسرائيلية وأبلغ قوات اليونيفيل بذلك.
وقال العميد الركن حسن جوني لـ”لبنان 24″ إنّ صاروخ مجدل شمس حادث خطير في الزمان والمكان والنتائج، وحتى الآن تتضارب المعلومات حول ما حصل وسط تأكيد حزب الله في بيانه أنه لم يستهدف هذه المنطقة ولا المدنيين فيها.
واعتبر أن الجو الإسرائيلي يضغط باتجاه التصعيد ويحاول المسؤولون الإسرائيليون الإيحاء بأن الضحايا وإن كانوا غير يهود (دروز) يعتبرون بالنسبة للقيادة الإسرائيلية مواطنين مثل اليهود وأن الدولة ستنتقم لهم.
رغم كل هذا التوتر والتهويل، يقول جوني، أن قرار الحرب لم يتخذ، و الأسباب التي منعت اسرائيل من شن حرب شاملة على لبنان حتى الآن لا تزال قائمة، وهي متعددة من الردع إلى الانهاك الذي أصاب الجيش الإسرائيلي وصولاً إلى عدم الموافقة الأميركية.
ولا يعتقد العميد جوني أن ما حصل في الجولان يمكن أن يغير في هذه الأسباب ويؤدي إلى بدء الحرب الشاملة ولو كان احتمال تنفيذ رد قاس نسبياً يبقى احتمالاً وارداً.
وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان، عن “إدانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”، وفق ما نقل المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وشددت الحكومة على أنّ “استهداف المدنيين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية في الجنوب، ولهذه الغاية تلقى اتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، أكد خلاله أنّ “لبنان وبالرغم من هذه الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أنه ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين”. وقال: “وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل”.
واعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، أنّ “اليونيفيل على اتصال بالجهات لمحاولة خفض التوتر”.
واشارت مصادر مطلعة لـ”لبنان24″ إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تحرك أمس تجاه لبنان وإسرائيل من خلال اتصالات أجراها مع الجانبين لضبط النفس ومنع التصعيد وانزلاق الأمور.
وتقول المصادر هناك قلق أميركي من أن يكون ما حصل في مجدل شمس الشرارة التي تفتح الباب على الحرب الشاملة، الا انها اشارت الى ان الجهات الدولية والاميركية التي نجحت في الأشهر الماضية من ضبط الوضع ضمن ما يسمى قواعد الاشتباك، سوف تكثفت اتصالاتها التي بدأتها أمس من أجل التهدئة.
وتلقّى الرئيس الاسبق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً من هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس.
وقد جدد جنبلاط التشديد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، مؤكداً تضامنه في مواجهة هذا العدوان مع كل اللبنانيين، وأشار جنبلاط إلى أن لا فرق بين الشهداء في جنوب لبنان والجولان وفلسطين الذين يسقطون جراء هذا العدوان، لافتاً إلى أنه مستمر في موازاة ذلك بالجهود لمحاولة عدم اتساع الحرب ضمن ما هو متاح.
وأشار السفير الإيراني لدى لبنان محتبى أماني، إلى أنه “بغض النظر عن المسرحية التي افتعلها النظام الصهيوني قبل ساعات لا زالت ال “لاءات الثلاث” تختصر موقفنا إزاء التهديدات بتوسع الحرب على لبنان والمنطقه”.