قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور منير البرش، إن الوضع الصحي في شمال القطاع “مرير للغاية” بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للشهر العاشر على التوالي، واقتحام القوات الإسرائيلية المستشفيات وتدميرها، ومنع إدخال الأدوية، وسفر الجرحى.
وتحدث البرش عن استخدام الاحتلال أسلحة تسبب حروقا شديدة بأجسام الضحايا، مُشيراً إلى أنّ “المنظومة الصحية في شمال القطاع خسرت الكثير من الكوادر المهنية الرئيسية بفعل حالة النزوح القسري إلى جنوب القطاع، وهو ما تحاول الوزارة تعويضه عبر الاستعانة ببعض الوفود الخارجية، ولا سيما في تخصصات دقيقة كجراحة المخ والأعصاب والتجميل والمسالك البولية”.
وأوضح، أن نحو ألف كادر صحي فقط موجودون في شمال القطاع من أصل نحو 12 ألفا بفعل سياسة النزوح القسري التي فرضها الجيش الإسرائيليّ، وهو ما زاد العبء على المنظومة الطبية بشكل خطير.
وبيّن أن المشافي بحاجة ماسة إلى الوقود، والأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الطبية، وقطع غيار المولدات الكهربائية التي تعمل منذ أكثر من تسعة أشهر بشكل مستمر، عدا عن ضرورة إعادة الكوادر الطبية إلى أماكن عملها في شمال القطاع.
وأشار إلى أن “المشافي تضطر لإخراج جميع المنومين، وخاصة الذين أجريت لهم عمليات جراحية مؤخرا لتتمكن من استيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى والجرحى الجدد”.
وأكد وجود أكثر من 25 ألف طلب تحويل للعلاج خارج قطاع غزة لم يحصل سوى 5 آلاف منهم على الموافقة من الجانب المصري خلال الأشهر الماضية، قبل احتلال القوات الإسرائيلية معابر غزة وإغلاقها منذ أكثر من 80 يوما.
وسبق أن قالت منظمة أطباء العالم الفرنسية، إنها لاحظت خطورة الإصابات الناجمة عن القصف الإسرائيلي على غزة مؤخرًا.
وأضاف أن “الحالات تشبه الإصابات التي تتسبب فيها القنابل العنقودية الخطيرة، لأنها تحتوي على عبوات صغيرة عالية الانفجار يمكن أن تنفجر بعد الهجوم”.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن قوات الاحتلال تستخدم قذائف من النوع المحرم دوليًا، حيث إن الشظايا تخترق الجسم وتحدث انفجارات بداخله، وحروقًا فظيعة تؤدي لإذابة جلود المصابين بها وفي بعض الأحيان إلى الموت.
وأوضحت أن الشظايا تحدث أيضاً انتفاخاً غريباً وتسمماً في الجسم، وهو ما لاحظه الأطباء في أجسام الشهداء أو الجرحى، حيث يعاني عدد كبير منهم من حروق وإصابات خطرة بعضها شظايا شفافة لا تظهر في صور الأشعة.
وأشارت إلى أنها أعدت تقريراً حول هذه الانتهاكات وآثار الإصابات المرعبة والغريبة، لافتة إلى أنه تم التواصل مع المنظمات الدولية لمعرفة طبيعة السلاح المستخدم لإحداث تلك الحروق، وضرورة إيجاد حلول علاجية لها. (عربي21)