تواصلُ وسائل الإعلام التركيز على الساحة اللبنانية وإمكانية اندلاع حربٍ ضمنها بين إسرائيل و “حزب الله” لاسيما بعد هجوم طال بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المُحتل والذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 30 آخرين بجروح.
وطرحت التقارير تحليلات بشأن مدى إمكانية توسع الجبهة بين الطرفين المذكورين بعدما بدأت الأحداث يوم 8 تشرين الأول الماضي إبّان اندلاع حرب غزة.
ونشرت صحيفة “رأي اليوم” مقالاً تحدث عن إمكانية توسع نطاق الحرب في لبنان، معتبراً أنَّ “أي إضعاف لقوة حزب الله والمحور الإيراني مهما صغُر، سيصبُّ في نهاية المطاف في مصلحة أميركا”.
كذلك، تطرّق التقرير إلى الصاروخ الذي سقط على قرية مجدل شمس، مُبيّناً أن هذه الحادثة أتت في سياق افتعال الأحداث وفبركتها وتوجيهها.
بدورها، ترى صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن “حزب الله” أظهر تضامنه مع حركة “حماس” وذلك عبر شنّ هجمات عشوائية يومية بالصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار، ما أدى إلى تشريد نحو 80 ألف إسرائيلي، وأضاف: “البعض أجبروا على الرحيل وهم لا يحملون إلا الملابس التي يرتدونها، واضطروا إلى الاعتماد على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحصول على المأوى والملابس، وحتى الطعام، أثناء إقامتهم في الفنادق أو شقق الغرباء”.
ويؤكد التقرير أنّ “هذه الهجمات تتسبب في معاناة إنسانية وتدمير لا يمكن تصورهما منذ بدء الحرب، لكن استمرار الهجمات على كل من الشمال والجنوب أثر على الاقتصاد الإسرائيلي”.
من جهتها، قالت منصة “بلينكس” الإماراتية إنّ هناك “خطاً أحمر” يقيد الرّد الإسرائيلي ضدّ لبنان بعد حادثة مجدل شمس، وأضاف: “12 شخصا بينهم أطفال قتلوا في مجدل شمس في الجولان المحتل، وبعدها بدأ الحديث عن رد إسرائيل التي تتهم حزب الله بالوقوف وراءه، فيما ينفي الأخير مسؤوليته”.
وتابع: “حدود الرد الإسرائيلي تقلق الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي حذرت من استهداف حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت التي ربما تكون بالنسبة له “خط أحمر”. أما الخط الأحمر الإسرائيلي فقد حدده وزير الدفاع يوآف غالانت عقب استهداف مسيرة حوثية لتل أبيب ما أدى إلى مقتل إسرائيلي ومقتل إسرائيلي، وبعدها ردت وقصفت الحديدة”.
وأردف: “لكن من قتلوا، بحسب مراسل القناة 12 الإسرائيلية، ليسوا إسرائيليين، فأهل الجولان يرفض معظمهم حمل الجنسية الإسرائيلية”.
وبحسب التقرير، فقد قال مسؤولٌ دفاعي إسرائيلي كبير لـ”رويترز”، الإثنين، إنَّ “إسرائيل تريد إيذاء حزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة”، بينما قال مسؤولان آخران إن “إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع قتال لعدة أيام”.
وحذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل من ضرب أهداف لحزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت، بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي لموقع “أكسيوس”.
كذلك، رجّحت الإدارة الأميركية أن “يخرج الوضع عن السيطرة حال حدوث ذلك”.
وقال مسؤول إسرائيلي إنَّ كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، تحدث يوم السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وأعرب عن قلقه من أنه إذا ضربت إسرائيل بيروت، فإن حزب الله سيرد بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، مما قد يؤدي على الأرجح إلى مزيد من التصعيد.
على الجانب الآخر، قال مسؤول أميركي إن توجيه الجيش الإسرائيلي ضربة لبيروت يشكل خطاً أحمر محتملاً بالنسبة لحزب الله.
وأكد مسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون لصحيفة وول ستريت جورنال أن المسؤولين الأميركيين تواصلوا مع نظرائهم في إسرائيل ولبنان وتبادلوا الرسائل مع إيران في محاولة لتهدئة الموقف.
وأشارت جميع الأطراف، بحسب الصحيفة، إلى أنها غير مهتمة بتوسيع الصراع، لكن احتمالات حدوث خطأ في التقدير لا تزال مرتفعة.
ليسوا إسرائيليين.. جدل بسبب القناة 12
على القناة 12 الإسرائيلية، كان مراسلها أفيري جلعاد يتحدث ليثير ضجة بالقول إن دروز هضبة الجولان ومنهم أهل مجدل شمس ليسوا مواطنين إسرائيليين، لتثور عاصفة من الانتقادات والجدل.
وقالت صحيفة “معاريف”، الأحد، إن مراسل قناة “12” أفيري جلعاد قال، خلال تغطيته تصريحا لمتحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بشأن حادثة بلدة مجدل شمس بالجولان السبت، إن “الدروز ليسوا مواطنين إسرائيليين”.
وبينما كان هاغاري يقول: “المواطنون الإسرائيليون من بلدة مجدل شمس الدرزية”، قاطعه جلعاد بالقول إنهم “ليسوا مواطنين إسرائيليين”، دون أن يعلم أن سماعة ميكروفونه مفتوحة.
وبحسب موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، انتقد نشطاء دروز من الجولان وإسرائيليون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعليق جلعاد، واتهموه بازدراء الطائفة الدرزية.
وكتب الناشط الإسرائيلي آلون ليف، عبر منصة “إكس”: “في اليوم الذي يموت فيه 12 طفلا، ليس من الضروري توضيح مَن منهم إسرائيلي ومَن ليس إسرائيليا”.
وتعقيباً على هذه الانتقادات، قال جلعاد عبر “إكس”: “عندما قال هاغاري في بث من مكان المجزرة إن القتلى مواطنون إسرائيليون، قلت إنهم ليسوا مواطنين إسرائيليين”.
وتابع: “لم أعلم أن الميكروفون مفتوحا والجميع يستمعون، لكن هذه هي الحقيقة ببساطة”.
وأردف: “معظم سكان مجدل شمس ليسوا مواطنين إسرائيليين، ولكن هذا لا يقلل من الألم المرير لموت الأطفال الأبرياء الذين يلعبون كرة القدم”.
أهل الجولان.. من هم؟
تقع هضبة الجولان جنوب غربي سوريا، وهي ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وتحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، وضمتها إليها عام 1981 بموجب ما تسميه “قانون الجولان”، في خطوة لم تلق اعترافا من الأمم المتحدة، التي تعترف بهذه الأرض جزءا من سوريا.
ويتمسك معظم دروز الجولان المحتل بهويتهم السورية في حين أن عدداً كبيراً منهم لا يحمل الجنسية الإسرائيلية، بل يحمل هويات إقامة دائمة (هويات زرقاء) تشبه تلك التي يحملها الفلسطينيون في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وإبان رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة (2017-2021)، اعترفت واشنطن في مارس 2019 بما ادعت أنها سيادة إسرائيلية على الجولان، وهي الدولة الوحيدة التي قامت بهذه الخطوة.
ويبلغ إجمالي عدد الدروز في الجولان نحو 20 ألف نسمة، يعيشون إلى جانب نحو 50 ألف مستوطن إسرائيلي يهودي، بحسب تايمز أوف إسرائيل التي تشير إلى أن عدد من يحملون الجنسية الإسرائيلية من دروز الجولان حوالي 4300 شخص، بحسب “بلينكس”.