جاء في “سكاي نيوز”: تعرضت شركة “فاغنر” الروسية لهزيمة كبيرة على يد الحركات الأزوادية في مالي، وذلك بعد سلسلة انتصارات مكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد، وقد يدفع هذا الإخفاق موسكو إلى التفكير في نشر قواتها المنشأة حديثا “الفيلق الأفريقي” لإنقاذ تلك المكاسب.
واعترفت فاغنر، الاثنين، إن مقاتليها وجنودا ماليين تكبدوا خسائر خلال قتال شرس مع متمردي الطوارق في بلدة تينزواتن قرب الحدود مع الجزائر، بعدما حاولوا التقدم للسيطرة عليها.
وفي هذا السياق، رأى المحلل الاستراتيجي الإيطالي دانييلي روفينيتي، أن ما حدث في مالي أضرار جانبية تقدرها موسكو باعتبارها محتملة، والكرملين لديه المهارات اللازمة للتهوين مما حدث.
وأضاف روفينيتي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الفيلق الأفريقي يتواجد بشكل عملياتي في أفريقيا، ويتعامل مع ملف دول الساحل والصحراء، ويحل تدريجيا مكان “فاغنر”، ضمن استراتيجية موسكو لإعادة ترتيب دورها في القارة وذلك لأجل تجنب ما حدث مع بريغوجين ووضع وزارة الدفاع (ومديرية المخابرات الرئيسية) في المسؤولية.
ويعتقد المحلل الإيطالي أن ما حدث في مالي لن يضعف الدور الروسي، بل يمكن لموسكو أن تطلب من باماكو المزيد من الامتيازات، فروسيا تبني اختراقها الأفريقي من خلال إقناع نفسها بأنها أكثر فعالية وكفاءة من الانتشار الغربي الذي طردته السلطات المحلية.
بدوره، يقول الخبير في شؤون غرب إفريقيا تشارلز أسيجبو، أن بقاء قوات فاغنر في مالي أو الدول الأخرى التي تنتشر فيها أصبح محل شك، بعد الهزيمة التي تعرضت على الحدود الجزائرية ضد متمردي أزواد قليلي التسليح مقارنة بها والجيش المالي، وربما يفتح هذا الباب أمام تولى الجيش الروسي زمام الأمر مباشرة عبر الفليق الإفريقي.
وأضاف أسيجبو، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن دخول الفيلق على الخط سيجعل الجيش الروسي منخرطا بشكل مباشر في الصراعات في القارة، وربما هذا الأمر يصب في مصلحة الحكومات الانقلابية التي تستعين بـ”فاغنر”، لأن الفيلق سيستعين بقدرات الجيش الروسي سواء القدرات التكتيكية أو الاستخبارية وسيكون أكثر فائدة من الشركة.
وكانت بدأت المعارك بعد تقدم الجيش المالي و”فاغنر” نحو آخر معقل للأزواديين، وذلك في محاولة لاستكمال السيطرة على الأراضي الأزوادية بعد سقوط كيدال نهاية العام الماضي، ويسعى الجيش المالي إلى بسط سيطرته على الإقليم الغني بالمعادن، خاصة الذهب، تلبية لتعهداته لفاغنر وروسيا وتركيا، التي تزوده بطائرات مسيرة كان لها دور كبير في التفوق العسكري المالي.
كما شهدت المعارك يوم الخميس قتالا على نطاق واسع، حيث أعلن الجيش المالي سيطرته على بلدة “إن أفراك” التجارية، والتي تقع على بعد 122 كيلومترا شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.
بدوره، قال ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، أن الانتصار على القوات المالية وفاغنر لن يكون الأخير الأيام والأسابيع القادمة ستكون حبلى الأحداث، ورغم الفارق الكبير في العدة والعتاد الذي يصب لصالح الخصوم، إلا أن القوات التابع للحركات الأزوادية تمكنت من تحقيق النصر في المعركة. وأضاف الفردي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ما وصفه بـ”ظلم الروس وأعوانهم المالين وتعديهم على أعراض الناس وممتلكاتهم وتشريدهم في الصحاري” في هذا الوقت شديد الحرارة جعل المقاتلين يستميتون في الدفاع عن آخر نقطة بالقرب الحدود الجزائرية، تجمع فيها منذ شهور أكبر عدد من المواطنين الأزواديين الفارين من “بطش ووحشية الروس في منكا وغاوة وكيدال”، حسب تعبيره.
وتابع: “معنويات المقاتلين الأزواديين عالية جدا، وما جرى انتصار تاريخي للمقاومة الأزوادية ضد قوة بحجم روسيا”. (سكاي نيوز)