حملة ضد ترشيح جوش شابيرو لمنصب نائب الرئيس.. ما الأسباب؟

5 أغسطس 2024
حملة ضد ترشيح جوش شابيرو لمنصب نائب الرئيس.. ما الأسباب؟

بينما تستعد كامالا هاريس للكشف عن اسم مرشح لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية الاثنين أو الثلاثاء، تصاعدت الحملة المعارضة لاختيار حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو الذي تم تداول اسمه في القائمة النهائية.

وبحسب وكالة رويترز، فإن هاريس نائبة الرئيس الأميركي المرشحة لخوض انتخابات الرئاسة تجري الأحد مقابلات مع ثلاثة مرشحين بارزين هم تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا، ومارك كيلي عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن أريزونا، وجوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا، في مقر إقامتها في واشنطن العاصمة قبل أن تحسم قرارها بشأن من ستختاره نائبا لها على بطاقتها الانتخابية.

ومن المتوقع أن تعلن هاريس عن اختيارها بحلول الاثنين، قبل ظهورها العلني الأول مع المرشح لمنصب نائب الرئيس الثلاثاء في فيلادلفيا، وفقا لما ذكرته رويترز التي كان لها السبق في ذلك.

“لا لجوش الإبادة الجماعية”

 

وقال مسؤولون مطلعون على الترتيبات لرويترز إن حملة هاريس تخطط أيضا لإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه مع الشخص الثاني في حملتها.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، صعدت حملة تسمى “لا لجوش الإبادة الجماعية”، من جهودها لعرقلة ترشيحه لمنصب نائب الرئيس في حملة هاريس.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن المجموعة التي لها حساب على منصة “أكس” يقودها مجموعة متنوعة من الناشطين اليساريين والمؤيدين للفلسطينيين.

وتستهدف الحملة شابيرو بسبب مقارنته بين بعض المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الحرم الجامعي وبين جماعة “كو كلوكس كلان” الأميركية المتطرفة، فضلاً عن معارضته لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وبحسب المجموعة، فإن “من مصلحة هاريس والديمقراطيين أن يضمنوا أن يدعم مرشحهم لمنصب نائب الرئيس أغلبية الديمقراطيين والأميركيين الذين يريدون العدالة الاجتماعية والاقتصادية للعمال ووقف إطلاق النار الفوري في فلسطين”.

كانت هاريس قد عقدت اجتماعا مع فريق التدقيق لديها السبت بمن فيهم وزير العدل السابق إريك هولدر، الذي فحصت شركته القانونية (كوفينغتون آند بيرلينغ) الأمور المالية والسيرة الذاتية للمرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس.

 

وذكرت مصادر مطلعة أن هولدر ومكتبه قدما تقارير مفصلة عن كل مرشح من المرشحين النهائيين، بحسب وكالة رويترز.

والتقت هاريس بوزير النقل بيت بوتيجيج لمدة 90 دقيقة يوم الجمعة. وقالت المصادر إنه سيتم إبلاغ المرشحين مساء غد الاثنين أو صباح الثلاثاء بقرار الاختيار.

ويعد اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس أحد أكثر القرارات أهمية في مسيرة هاريس السياسية، حيث تسارع الخطى لحشد حملتها لمواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.

وتتضمن قائمتها المختصرة جميع الرجال البيض الذين لديهم سجل في الفوز بأصوات الناخبين الريفيين أو البيض أو المستقلين.

ويؤثر قرار هاريس أيضا على الاتجاه المستقبلي للحزب الديمقراطي، إذ يدفع بالمرشح الذي سيقع عليه الاختيار إلى مقدمة الصف للتنافس مستقبلا على منصب الرئيس.

 

وشابيرو هو أحد أبرز المرشحين للفوز بالمنصب لكنه يواجه انتقادات حادة من اليسار، ولا سيما من الجماعات التقدمية والناشطين المؤيدين للفلسطينيين، بسبب دعمه لإسرائيل وطريقة تعامله مع الاحتجاجات في الجامعات التي أثارتها الحرب في غزة، بحسب قولهم.

وبحسب صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل”، فإن شابيرو تطوع سابقا في الجيش الإسرائيلي عندما كان يبلغ من العمر عشرين عاما.

ونقلت الصحيفة عن مانويل بوندر المتحدث باسم حاكم بنسلفانيا: “أثناء وجوده في المدرسة الثانوية، طُلب من جوش شابيرو القيام بمشروع خدمة، والذي أكمله هو وعدد من زملائه في الفصل من خلال برنامج أخذهم إلى كيبوتس في إسرائيل حيث عمل في مزرعة وفي مصايد الأسماك، لكنه لم يشارك في أي أنشطة عسكرية”.

وتقول “نيويورك تايمز” إن “شابيرو، وهو يهودي ملتزم يتحدث بصراحة عن إيمانه، اتخذ موقفا بشأن الحرب لا يختلف كثيرا عن أي من الديمقراطيين الآخرين الذين يُنظر إليهم كمرشحين لمنصب نائب الرئيس، أو عن موقف هاريس”.

وتضيف أن “الحاكم البالغ من العمر 51 عاما وقف إلى جانب حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وأدان المظاهر العلنية لمعاداة السامية وسط الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. ولم يعتذر عن حبه لإسرائيل؛ فقد زارها كثيرا وحتى أنه تقدم بطلب الزواج من زوجته هناك. كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه “أحد أسوأ الزعماء على الإطلاق”.

لكن الحملة المضادة لترشحه تشير إلى رأيه في أبريل بأن الناس لن يتسامحوا مع “الأشخاص الذين يرتدون شعارات أو ملابس “كو كلوكس كلان”، وبالتالي لا ينبغي لهم أن يتسامحوا مع معاداة السامية في الحرم الجامعي أيضا”.

وأيد شابيرو إقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا، إليزابيث ماجيل، وسط اتهامات بأنها تسامحت مع مناخ يعادي الطلاب اليهود. كما قام مؤخرا بتحديث مدونة قواعد السلوك لموظفي الدولة لمنعهم من الانخراط في سلوك “فاضح أو مخز”، وهي الخطوة التي تم تفسيرها على أنها تستهدف المؤيدين لحقوق الفلسطينيين.

وقالت نينا تورنر، الرئيسة المشاركة لحملة بيرني ساندرز الانتخابية لعام 2020 “يجب أن يكون هناك تصحيح للسياسات بشأن غزة ويجب أن يكون هناك برنامج سياسي مؤيد للطبقة العاملة، يشمل جدول أعمال للسود”.

وأضافت “اختيار شابيرو حاكم (ولاية بنسلفانيا) لمنصب نائب الرئيس ينذر بإغلاق هذا الباب”.

في المقابل، تواجه الحملة التي تطالب باستبعاد شابيرو من الترشح على منصب نائب الرئيس الديمقراطي، بسبب دعمه لإسرائيل، مقاومة شديدة من جانب أعضاء الكونغرس اليهود من مختلف الأطياف السياسية، بحسب موقع “أكسيوس”.

ووفقل لموقع “يو أس أيه توداي”، فإنه إذا تم اختيار شابيرو، فسيكون ثاني يهودي يمارس الشعائر الدينية يترشح لمنصب نائب الرئيس بعد السناتور الراحل من ولاية كونيتيكت جو ليبرمان، الذي كان زميلا لآل غور في عام 2000.

شكوى التحرش الجنسي

 

وأثيرت مخاوف كذلك حيال طريقة تعامل شابيرو مع شكوى بالتحرش الجنسي ضد أحد كبار مساعديه، كما انتقدته جماعات عمالية منها نقابة (عمال السيارات المتحدون) بسبب دعواته لتوسيع نطاق برامج القسائم للسماح بتدفق أموال الضرائب العامة على المدارس الخاصة.

وبحسب “نيويورك تايمز”، فقد وافقت الولاية على دفع 295 ألف دولار في سبتمبر الماضي لتسوية شكوى ضد مايكل فيريب، رئيس الشؤون التشريعية لشابيرو آنذاك وأحد أقرب مستشاريه.

وكانت إحدى موظفات فيريب قد اتهمته بتقديم عروض جنسية متكررة وواضحة ثم انتقاد أدائها الوظيفي بعد أن رفضت طلباته. وقالت في شكواها المكتوبة إنها استقالت بدلاً من الاستمرار في العمل معه، وهو خيارها الآخر الوحيد.

واحتفظ فيريب (57 عاما)، بمنصبه لمدة ستة أشهر بعد أن زعمت متهمته سوء السلوك لأول مرة. واستقال فقط بعد أن حصل المراسلون المحليون على نسخة من شكوى الموظفة، بعد أسابيع من التوصل إلى تسوية سرية. وأشاد مكتب الحاكم بفيريب على “خدمته المخلصة” عندما غادر منصبه، بحسب “نيويورك تايمز”.

ونجا شابيرو من التدقيق في الخريف الماضي بشأن استجابة مكتبه للقضية، ولكن الأمر تجدد في الأسابيع الأخيرة عندما أصبح المرشح الأوفر حظا للانضمام إلى نائبة الرئيس هاريس في الانتخابات.

وطلبت رابطة الدفاع عن المرأة الوطنية، وهي مجموعة غير حزبية تأسست في أعقاب حركة “مي تو” من حملة هاريس الأسبوع الماضي النظر في القضية، قائلة إن مكتب شابيرو “كان يجب أن يقوم بعمل أفضل” في منع التحرش الجنسي والتعامل مع الشكوى.

وشددت حملة “لا لجوش الإبادة الجماعية”، على أنه يتعين على نائبة الرئيس هاريس اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس من شأنه أن يساعد في كسب ثقة الناخبين من الطبقة العاملة والتقدميين والشباب. (الحرة)