كيف تناول الإعلام الأميركيّ حادثة إغتيال اسماعيل هنية؟

6 أغسطس 2024
كيف تناول الإعلام الأميركيّ حادثة إغتيال اسماعيل هنية؟


ذكر موقع “عربي 21″، أنّ وسائل الإعلام الأميركية سلّطت الضوء على عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضدّ قادة حماس وحزب الله، والتي قد تثير اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط.

ونشر موقع “موندويس” تقريرا عن كيفية تناول الإعلام الأميركي لتلك العمليات “باعتبارها أعمالًا بطولية للدفاع عن النفس، متجاهلة دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخفية في استمرار الحرب للحفاظ على حياته السياسة”.

وقال الموقع إن “اغتيال إسرائيل الاستفزازي للقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر أثار خطر اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط قد تنجر إليها الولايات المتحدة، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية تفشل بشكل مميز في تغطيتها مع استثناء واحد مفاجئ”. فصحيفة نيويورك تايمز وغيرها لا تشرح السياق والتاريخ والدوافع المحتملة وراء هذه الاغتيالات، ومن بينها أن بنيامين نتنياهو ربما يكون قد أمر بتنفيذ الهجمات لأسباب سياسية أنانية ولإرجاء محاكمته بتهمة الفساد، بينما لا تتردد وسائل الإعلام الأخرى في الربط بين الأمرين، بما في ذلك صحيفة رائدة داخل إسرائيلي، والأكثر من ذلك أن الكثير من التغطيات الأميركية تؤطر عمليات القتل الإسرائيلية على أنها أعمال بطولية للدفاع عن النفس، بدلًا من حقيقة أن الاغتيالات هي انتهاكات للقانون الدولي وتهديد هائل للأمن العالمي.

وبدأ الموقع بصحيفة نيويورك تايمز، التي انتظر أحد تقاريرها الطويلة حتى الفقرة التاسعة ليوضح “أن عمليات القتل تهدد بإغراق الشرق الأوسط في حرب أوسع نطاقًا”. ولكن لا يوجد أي ذكر على الإطلاق لدوافع نتنياهو الشخصية.

والأسوأ من ذلك هو تأكيد رونين بيرغمان في مقال آخر أن هنية قُتل في الواقع بقنبلة زُرعت قبل أشهر، وليس بغارة جوية أو غارة بطائرة مسيّرة على طهران. ولم يستطع بيرغمان، الذي تعتبر علاقاته بالمخابرات الإسرائيلية سرًا مكشوفًا، إخفاء ابتهاجه بنجاح عملية الاغتيال، فقد كانت لهجته طوال الوقت تمدح الجرأة الإسرائيلية.  وقد بدا التقرير وكأنه سيناريو فيلم سينمائي، ولم يذكّر بيرغمان القراء في أي مكان بأن الحكومات التي تقتل الناس في البلدان الأخرى تنتهك القانون الدولي.

والأكثر من ذلك أن إسماعيل هنية كان كبير مفاوضي حماس في المحادثات الجارية حول إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار. وأشار الكثيرون إلى أنه إذا كنت تحاول التوصل إلى اتفاق جاد فلا يجب عليك قتل كبير مفاوضي الطرف الآخر.

ولم تركز وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية أيضًا بشكل كافٍ على أن الاغتيالات الإسرائيلية، ولا سيما اغتيال هنية، جاءت على ما يبدو كمفاجأة للحكومة الأميركية، رغم وجود جنود أميركيين في المنطقة يمكن أن يصبحوا أهدافاً إذا ما انتقمت إيران.

وبعد عدة أيام من هذه الممارسة الإعلامية الخاطئة وترسيخ السردية السائدة في وسائل الإعلام، شعر أحدهم في صحيفة التايمز بوخز الضمير. كان العنوان الرئيسي لستيفن إرلانجر بالأمس: “نتنياهو، المتحدّي، يبدو أنه أصبح مارقًا، ويخاطر بحرب إقليمية”. وفي أسفل الفقرة 6، اعترف إرلانجر بأن تحدي نتنياهو “يغذي الشكوك بأنه يُبقي البلاد في حالة حرب ليحافظ على مكانه في السلطة”، رغم أنه أغفل الشكوك القديمة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد أيضًا استدراج الولايات المتحدة إلى الحرب.

وأشار الموقع إلى أن واشنطن بوست كانت أفضل قليلاً، فقد نقلت الصحيفة على الأقل عن معين رباني، الذي أشار إلى أن الاغتيالات الإسرائيلية السابقة لشخصيات فلسطينية قيادية كان لها تأثير محدود على قدرات حماس وتطورها، وأن قتل القادة لا يعادل القضاء على الحركة. وفي الوقت عينه، لم تتردد صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في نشر خبر بعنوان “هل تتعمد إسرائيل إثارة التصعيد الذي قد يجر الولايات المتحدة إلى الصراع؟”. (عربي 21)