هل حشد السفن الأميركية في الشرق الأوسط سيردع إيران؟

13 أغسطس 2024
هل حشد السفن الأميركية في الشرق الأوسط سيردع إيران؟

تواصل الولايات المتحدة الأميركية تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإرسال المزيد من الوحدات البحرية إلى المنطقة، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، التي تتوعد بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية على أراضيها.

 

وتريد واشنطن امتلاك قوة عسكرية في الشرق الأوسط بمستويات تمكنها من ردع إيران ومنعها من توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، ويظهر ذلك في الإعلان عن إرسال سفن مختلفة كان آخرها ما أعلن عنه وزير الدفاع الأميركي لويد أستون، أمس الإثنين، الذي أمر مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، المجهزة بطائرات “إف 35″، بالإبحار بشكل أسرع إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى نشر غواصة الصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا”.

 

 

تآكل الردع الأميركي

 

شهدت العقود الماضية استخدام الولايات المتحدة استراتيجية عسكرية تقوم على ردع خصومها في العديد من المناطق حول العالم، وهي استراتيجية تعتمد على حشد قوة عسكرية ضخمة يمكنها إجبار الخصم على تغيير خططه العسكرية حتى بدون حرب، في بعض الحالات.

 

لكن في الوقت الحالي، يبدو أن قوة الردع الأميركي تآكلت لدرجة أن تحريك حشودها العسكرية إلى بعض المناطق حول العالم أصبح بلا تأثير يذكر نتيجة لتغير موازين القوى والظروف الاستراتيجية المرتبطة بتحالفات استراتيجية جديدة وتنامي القدرات العسكرية لبعض الدول مقابل تراجع القدرات القتالية للجيش الأميركي، والأزمات الداخلية التي يعاني منها، بحسب تقرير لـ”سبوتنيك”. 

 

 

وتناول التقرير كيف أصبحت قوة أميركا العسكرية محل تساؤل حتى من حلفائها، الذين أصبح بعضهم يرى أنها مجرد نمر من ورق أو إمبراطورية أصابها الوهن.

 

كما شككت وسائل إعلام أميركية، في وقت سابق، في جدوى الاعتماد على استراتيجية الغرب العسكرية في الحروب الحديثة، مشيرة إلى أنه بإمكان مجموعات مسلحة أن تقوض قوة الجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأميركي، بثمن زهيد.

 

ففي جنوب البحر الأحمر، نموذج فشل الاستراتيجية العسكرية الأميركية، التي تعتمد على امتلاك تقنيات عسكرية فائقة التطور لتحقيق نصر عسكري حاسم، ويؤكد ذلك عجز الأساطيل الأمريكية عن مواجهة “أنصار الله”، التي تستخدم صواريخ وطائرات مسيّرة رخيصة التكلفة لمواجهة أغلى الأسلحة الغربية.

 

ويؤكد ذلك تصريحات الأدميرال جورج ويكوف، قائد الأسطول الخامس الأميركي، الذي يتولى مهام التصدي لـ”أنصار الله”، التي قال فيها إن “الأساطيل الحربية العملاقة التي تضم حاملات طائرات نووية غير قادرة على وقف التهديدات التي تشكلها “أنصار الله” اليمنية للسفن العابرة للبحر الأحمر”.

 

الوضع في الشرق الأوسط

 

تأتي التحركات الأميركية في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لهجوم إيراني وعدت به، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في مقر إقامته بطهران، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتياله رسميا. (سبوتنيك)