نشر موقع “24” الإماراتي تقريراً تحت عنوان: “هل تباغت إسرائيل إيران مجدداً متسلحة بالدعم العسكري الأميركي؟”، وجاء فيه:
بينما يترقب المجتمع الدولي الرد الإيراني على إسرائيل، وسط مساع دولية حثيثة لثني طهران عن أي خطوة من شأنها تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، ربما تفاجئ تل أبيب العالم بضربة جديدة لطهران وحلفائها في المنطقة.
ويرى محللون أن هذا السيناريو مطروح، في ظل مناداة بعض الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية بعدم انتظار هذا الرد، وترك الإسرائيليين في أسر الحرب النفسية متحسبين لهذا الرد وطبيعته.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، بأن ثمة من يدفع باتجاه أن تأخذ تل أبيب بزمام المبادرة، عبر توجيه ضربة استباقية لإيران ومصالحها في المنطقة.
وربما يجد هذا الطرح صدى كبيراً في ظل الدعم العسكري الأميركي المعلن واللامحدود لإسرائيل، وتسريع وتيرته بشكل ملحوظ بعد الإعلان عن تزويد واشنطن لتل أبيب بأسلحة معظمها ذات طابع هجومي خلال الأيام الماضية.
وتأتي هذه التطورات في وقت لم تكف فيه إيران عن التهديد، بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران قبل نحو أسبوعين، وهو الحادث الذي يشار فيه بأصابع الاتهام لتل أبيب رغم عدم تأكيدها أو نفيها المسؤولية عن عملية الاغتيال.
ويرى مراقبون أن حكومة بنيامين نتنياهو التي تخوض حرباً متعددة الجبهات منذ أكثر من 10 أشهر، استغلت التهديدات الإيرانية في حشد الدعم لها من قبل حلفائها وعززت قدراتها بشكل يسمح لها بمواصلة عملياتها لاستهداف مصالح إيرانية وقيادات لحزب الله في لبنان، تكريساً لسياسة “اليد الطولى” التي تتباهى بها تل أبيب.
ويأتي هذا بينما صدرت عن طهران بعض الإشارات أمس الثلاثاء، التي ربما تفسر على أنها تراجع عن موقفها المتصلب الذي شددت فيه على حتمية الرد على اغتيال هنية، وتطابقت تقارير إخبارية في هذا الصدد مع تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن، رجح فيها تراجع إيران عن الرد حال نجحت مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويوماً بعد يوم تزداد الشكوك في رغبة طهران وقدرتها على توجيه ضربة قوية لتل أبيب، فبعيداً عن مناورات عسكرية تجريها أو مواصلة استهداف حزب الله مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان بشكل يومي، لم ترصد أي تحركات غير عادية تشي بالرد القوي الذي توعدت به طهران.
وفي المقابل، تتأهب إسرائيل وتناور هي الأخرى معززة بدعم كبير من قبل الولايات المتحدة لتقوية الموقف الإسرائيلي، لاسيما في ظل الإعلان مؤخراً عن تسريع توجيه حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” المعززة بسرب طائرات “إف 35″، وغواصة الصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا” التي تعمل بالطاقة النووية إلى المنطقة.
وتمثل أحدث أوجه الدعم الأميركي في إعلان وزارة الدفاع (بنتاغون) عن موافقة وزارة الخارجية، على صفقة محتملة لبيع صواريخ جو – جو متوسطة المدى متطورة لإسرائيل.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، موافقتها على حوالى 20 مليار دولار من مبيعات الأسلحة المحتملة لإسرائيل، بما في ذلك أكثر من 50 طائرة مقاتلة وصواريخ جو-جو متطورة، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
وذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وافق على بيع محتمل لطائرات ومعدات من طراز إف15- بقيمة تقارب 19 مليار دولار، على أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2029.
وقالت الوكالة إن “بلينكن وافق أيضاً على بيع محتمل لخراطيش دبابات تبلغ قيمتها حوالى 774 مليون دولار، ومركبات عسكرية تبلغ قيمتها حوالى 583 مليون دولار”.
وجاء في البيان “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ومن الضروري للمصالح الوطنية الأميركية مساعدة إسرائيل على تطوير قدرة قوية وجاهزة للدفاع عن النفس والحفاظ عليها، وهذا البيع المقترح يتسق مع تلك الأهداف”.
وكانت إيران قد انتظرت 12 يوماً للرد على مقتل 7 مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان الماضي، وردت طهران في 13 نيسان بإطلاق 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل، وأعلن الجيش الإسرائيلي وقتها إسقاط 99% منها، ووصف الرد الإيراني حينذاك بالمحدود.
ويرى محللون أن عدم رد إيران وحلفائها حتى الآن على اغتيال هنية، يندرج في إطار ما يسمى “الصبر الاستراتيجي”، تجهيزاً لضربة قوية سواء بشكل جماعي أو بشكل منفرد، مضيفين أن طبيعة هذا الرد ستكون هي الفيصل في اندلاع حرب واسعة النطاق من عدمه، إذ توعدت إسرائيل بأنه حال تعرضها لهجوم “غير مسبوق”، فسيقابل ذلك برد “غير مسبوق” أيضاً.
وفي ظل إعلان الجانبين الإيراني والإسرائيلي مراراً أنهما لا يسعيان للانزلاق نحو حرب إقليمية واسعة، يتوقع أن يكون الرد الإيراني محدوداً على غرار ما حدث في نيسان الماضي، إلا أن المنطقة تشهد استنفاراً كبيراً تحسباً لخروج الأمور عن نطاق السيطرة وتوسع الصراع. (24)