الأنظار تتجه نحو الدوحة…واتهامات لنتنياهو بتطيير المفاوضات

15 أغسطس 2024
الأنظار تتجه نحو الدوحة…واتهامات لنتنياهو بتطيير المفاوضات


لا يزال المشهد الإقليمي معقّداً جداً، ورغم كل الحراكات الديبلوماسية يبقى الحديث عن نجاح المفاوضات والتوصّل الى صفقة أو الذهاب الى حرب شاملة أمراً غير محسوم، فكلّ الاحتمالات تسير بالنّسب ذاتها في ظلّ أيام حاسمة ستحدّد مصير المنطقة والمعارك على عدّة جبهات. 

لكنّ السؤال الأبرز في هذه المرحلة هو لمصلحة من الذهاب الى حرب شاملة ومفتوحة؟ 
ترى مصادر عسكرية مطّلعة أنّ ليس لدى “محور المقاومة” أي مصلحة في هذه الحرب، إذ إنه لا يرى أن التوقيت مناسب لمعركة كبرى وذلك لأسباب عدّة أولها أن الولايات المتحدة الاميركية لم تنغمس بعد في الملفات اللا شرق أوسطية بشكل كامل، أي في ملفّي الصين وروسيا. كذلك فإنّ إيران لم تصل بعد الى مستوى من القوة والرّدع الكافيين يمنع أعداءها من تنفيذ أي تهديد كبير، لذلك فإن لحظة الحرب الاقليمية لم تَحِن بعد الا في حال لو فُرِضت على “المحور” وهذا كلّه من وجهة نظره. 

من جهة أخرى فإن لا مصلحة للجانب الاميركي باتساع رقعة الحرب بشكل قياسي، لأنّ الغرق في الشرق الاوسط كلّف الولايات المتحدة الاميركية الكثير منذ العام 2001 وحتى اليوم، وبالتالي فهي ترغب بالتفرّغ لمنافسة الصين ومنعها من أي توسّع اقتصادي كبير. 

وتلفت المصادر الى أن اسرائيل أيضاً ليس لديها مصلحة فعلية في الذهاب الى حرب شاملة، إذ من الواضح أنها مستنزفة بشكل كبير على مختلف الاصعدة لا سيّما على المستوى العسكري، ويبدو، وفقاً لحسابات اسرائيلية، من الأفضل لها أن تُعيد ترميم بنيتها وأخذ العبر من الحرب الحالية. لكنّ هذا الأمر لا ينطبق على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يرغب بشدّة بتوسيع رقعة الحرب بهدف تحقيق مكاسب سياسية وشخصية وهذا الامر، وفقاً للمصادر، يجعله متحمّساً للانزلاق نحو حرب مدمّرة. 

وتشير المصادر الى أن ثمة حالة غليان في الشارع الاسرائيلي واتهامات لنتنياهو من قِبل شخصيات اسرائيلية “بتأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين”، اضافة الى محاولاته إفشال المفاوضات قبل انطلاقها، وذلك من خلال طرحه لشروط جديدة قد تؤدي الى تطييرها على اعتبار أنه يسعى الى شراء الوقت للحصول على غطاء اميركي.

 حتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك أفقا للحلّ، وذلك عشيّة المفاوضات المُرتقبة في قطر، فهل تستطيع “الجلسة المفصلية” إنقاذ مفاوضات انهاء الحرب على غزّة؟