حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية من أن جهات فاعلة “سيئة” تغمر المشهد الإعلامي بمعلومات “كاذبة ومضللة” قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، مستهدفة بشكل غير متناسب المجتمعات الملونة.
وقالت المنظمة في تقرير لها نشر، إن سيل المعلومات المضللة يثير المخاوف من أنه قد يغير أنماط التصويت وربما يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية وغيرها.
والمعلومات المغلوطة هي انتشار غير مقصود لمعلومات كاذبة بدون نية واضحة للإضرار، بينما المعلومات المضللة هي معلومات كاذبة، لكنها تهدف إلى تضليل الناس بشكل متعمد.
وأضافت “هيومن رايتس ووتش” أن المعلومات المغلوطة يمكن أن تتضمن معلومات مشوشة أو غير صحيحة عن عملية التصويت، مشيرة إلى أن مجتمعات السود والبنيين والمهاجرين تتأثر بالمعلومات المضللة والمغلوطة، التي تستغل أحيانا الصدمات المشتركة بين هذه المجتمعات للتأثير على الناخبين.
وتابع التقرير: “غالبا ما يجد المهاجرون الذين يعتمدون على محتوى مترجم، أنفسهم عرضة لترجمات خاطئة في مجموعات (واتساب) ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث يكون الإشراف على المحتوى باللغة الإسبانية محدودا”.
ولم تكشف المنظمة الحقوقية عن الجهات التي وصفتها بـ “السيئة”، التي تحاول التأثير على الانتخابات الأميركية.
ومن الصعب الكشف عن المعلومات المضللة والمغلوطة المرئية والمسموعة ومن ثم تصحيحها، وفق المنظمة، التي أشارت إلى أن هذه التهديدات تتضخم بفضل صعود الذكاء الاصطناعي.
وقالت إن “الذكاء الاصطناعي لا يستخدم فقط لإنتاج معلومات مضللة ومغلوطة بشكل واقعي وسريع ومنخفض التكلفة، بل يمكن للجهات السيئة أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المجتمعات الملونة بدقة أكبر”.
وأضافت أنه “تم إنشاء بعض هذه الصور بواسطة مجموعات إعلامية محافظة وأخرى بواسطة أفراد. كما هناك من يقومون بإنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمعلومات كاذبة للناخبين السود”.
وطالبت “هيومن رايتس ووتش” المسؤولين المنتخبين ووسائل الإعلام والمجموعات المجتمعية، العمل معا لتوفير مصادر معلومات دقيقة وموثوقة وسهلة الوصول للجميع، خاصة للمجتمعات التي لديها شكوك مسبقة تجاه العملية السياسية.
وأضافت أن “المنصات الإلكترونية تتحمل مسؤولية احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في التصويت، وأن هذه الضمانات ضرورية لضمان انتخابات حرة ونزيهة التي تشكل جوهر النظام الديمقراطي الأميركي”.