كيف يمكن أن يتفادى بايدن حرباً عالمية ثالثة؟

16 أغسطس 2024
كيف يمكن أن يتفادى بايدن حرباً عالمية ثالثة؟

ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أن “الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم أمام فرصة نادرة. فبعد أن قرر الانسحاب من السباق الرئاسي، لا بد أن يصب جام تركيزه على الفوز في الحرب العالمية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد الغرب. إن حرب روسيا ضد أوكرانيا تتحول إلى حرب عالمية ثالثة أوسع نطاقا، ومحور الشر المتحالف ضد واشنطن وبروكسل يستجمع صفوفه بسرعة. إن الديمقراطية تتعرض للهجوم، ويتعين على البيت الأبيض أن يسعى إلى الفوز. في موازاة ذلك، تتعرض تايوان لتهديد متزايد من الصين، وتعمل القوات شبه العسكرية التابعة لمجموعة فاغنرالروسية على إسقاط الديمقراطيات في منطقة الساحل في إفريقيا. أما إسرائيل فتواجه 19 مجموعة مدعومة من إيران، وتحاول طهران ذات الطموح النووي إضافة جبهة جديدة ضد تل أبيب في الأردن”.

 

وبحسب الصحيفة، “بدأ أعداء “الحرب على الإرهاب” القدامى في إعادة تشكيل أنفسهم. داعش والقاعدة يزعزعان استقرار سوريا والعراق، ومع التهديد الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي في مكان حفل تايلور سويفت في فيينا، فإن داعش عازمة على إنشاء خلافة فتاكة على الإنترنت لتطرف الشباب الأوروبي والأميركي وتسليحهم. ولا يوجد مكان أكثر سخونة من هذا الحريق العالمي المتنامي كما هو الحال في أوكرانيا، فقد تجاوزت القوات المسلحة الأوكرانية كل الخطوط الحمراء التي وضعها بوتين منذ بدء “عمليته العسكرية الخاصة” في شباط 2022″.

 

وتابعت الصحيفة، “إن الدفاع عن الديمقراطية لأطول فترة ممكنة لم يعد خيارا. إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجنرالاته على استعداد لخوض هذه المعركة الوجودية لصالح واشنطن وبروكسل. وإسرائيل مستعدة إذا لزم الأمر للتعامل بشكل استباقي مع إيران ووكلائها. إن هزيمة روسيا أولاً في أوكرانيا من شأنها أن تساعد في حل العديد من تحديات الأمن القومي التي تواجه الناتو وحلفاء واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. حينها، سيتم احتواء موسكو وسوف يتم عزل إيران مرة أخرى. ومع ذلك، للوصول إلى هذه النقطة، يتعين على بايدن تجاوز السياسات الحزبية وحسابات السياسة الانتخابية التي غالبًا ما تعيق الأمن القومي الأميركي بشكل خطير”.

 

وأضافت الصحيفة، “لن يتحدد إرث بايدن على أساس من سيفوز في تشرين الثاني، إنما سيحكم عليه المؤرخون في المستقبل بناء على ما إذا كان على استعداد لتهيئة الظروف للفوز بالحرب العالمية الثالثة، أو أنه بدلا من ذلك تعثر وسمح لبوتين وشي بتدمير القوة الأميركية. إن أوروبا الشرقية والشرق الأوسط أشبه ببراميل بارود تنتظر الانفجار، وفتيل الاتهامات يشتعل بالفعل بشكل خطير. لقد وضع بوتين بلاده في حالة حرب شاملة، ويتم الآن إنفاق 30% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا على جيشها، مقابل 2.7% في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال أميركا في عهد بايدن في إجازة صيفية”.

 

وبحسب الصحيفة، “على نحو مماثل، نجح شي في تعزيز سلطته في الصين، كما أنه يتعمد توجيه الاقتصاد الصيني لتسهيل التوسع السريع لجيش التحرير الشعبي على الأرض، وفي البحر، وفي الجو، وفي الفضاء الخارجي، وهو ما ينذر بالسوء. ولكي يفوز بايدن بالحرب العالمية الثالثة ويدافع عن الديمقراطية العالمية، يتعين عليه أن يواجه نقطتي بداية واضحتين: أوكرانيا وإسرائيل. لقد أثبتت كييف ببراعة في كورسك ما يمكنها القيام به عندما يُسمح لجيشها بالمناورة بموجب مبدأ حرب الأسلحة المشتركة، والقتال والتفوق على الجيش الروسي الثابت الأحادي البعد. تحتاج واشنطن إلى زيادة قدرات الأسلحة الهجومية والذخائر إلى أوكرانيا وإزالة أي قيود متبقية على استخدامها”.

 

وتابعت الصحيفة، “أما في ما يتعلق بإسرائيل، فعلى بايدن اعتبار حماس عدوّ، ويجب أن يكون يحيى السنوار، الرئيس السياسي الجديد لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، في مرمى واشنطن وألا يُنظر إليه على أنه شريك في وقف إطلاق النار. كما وقد حان الوقت أيضًا لكي يتعامل بايدن مع التهديد الإيراني بجدية أكثر. في الواقع، إذا فشل بايدن في تأمين الفوز لكل من أوكرانيا وإسرائيل، فالحرب العالمية الثالثة سوف تطال الولايات المتحدة أيضًاً”.