أنهت شركات إسرائيلية متخصصة في الصناعات الحربية ومنها IAI وElbit الربع الثاني بأرباح قياسية بلغت مئات الملايين من الدولارات، مستفيدة من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
ووفق موقع “كالكاليست” فإنه حتى لو تم التوقيع على صفقة من شأنها أن توقف الحرب، فإن التهديد بالطائرات بدون طيار، وسباق التسلح الجديد في أوروبا، والخوف من عقوبات الولايات المتحدة بعد الانتخابات، يضمن زيادة أرباح هذه الشركات.
وفي التفاصيل، فإنه بعد أشهر من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “على بعد خطوة واحدة من النصر” على حماس، بحسب مزاعمه، استمرت حالة التأهب القصوى للجيش الإسرائيلي تحسباً لاندلاع حرب مع حزب الله وإيران في نهاية الأسبوع الماضي أيضاً، وحافظت الصناعات الحربية، على الإنتاج على مدار الساعة بسبب النقص الحاد في الأسلحة في جميع أنحاء العالم، والمخاوف من حظر الأسلحة على إسرائيل وسيناريوهات الانتقال إلى توسيع رقعة الحرب.
ويلفت “كاكاليست” إلى أنه بعد طوفان الطلبات الذي اجتاح شركة “إلبيت سيستمز” في أعقاب الحروب المستمرة في إسرائيل وأوكرانيا يوضح الكنز الدفين الذي وقع بين يديها عندما اشترت شركة TIS من الدولة في نهاية عام 2018. وهناك الآن يعملون على مدار الساعة، تزويد الجيش الإسرائيلي بقذائف الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون ومجموعة متنوعة من الأسلحة، في الوقت نفسه الذي يتم فيه ضخ المليارات إلى “إلبيت”، التي زادت إيراداتها في الربع الثاني بنسبة 12% لتصل إلى 1.162 مليار دولار، مع تراكم قياسي قدره 21 مليار دولار، وفي الأشهر الأخيرة فقط، سلمتها وزارة الحرب الإسرائيلية طلبات ضخمة بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 4.5 مليارات شيكل لأسلحة تعتبر بسيطة (الدولار 3.67 شواكل).
كذلك، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين، والذي فرض سباق تسلح على أوروبا لم تشهد مثله منذ عقود، إلى ظهور سيل من الطلبات، إذ اشترت هولندا منها صواريخ دقيقة بمبلغ 1.1 مليار شيكل؛ وقبل ذلك بقليل طلب الجيش الدنماركي صواريخ ومدافع بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 260 مليون دولار وقبل حوالي أسبوع ونصف أبلغت شركة إلبيت عن طلبية أخرى لصواريخ تم تسلُّمها من دولة أخرى بقيمة 270 مليون دولار.
إلى جانب ذلك، طلبت وزارة الحرب، نهاية الشهر الماضي، من العملاق الذي يسيطر عليه مايكل فيدرمان (44%) قنابل هاون من النوع الفولاذي بحوالي 190 مليون دولار.
كذذلك، حققت شركة صناعة الطيران (IAI) أيضاً أداءً استثنائياً في الربع الثاني والنصف الأول برقم قياسي بلغ 22.2 مليار دولار في الطلبات المتراكمة؛ وبنحو 80% صافي ربح مقارنة بالنصف الأول من عام 2023 والذي بلغ 296 مليون دولار.
وIAI هي المطور والشركة المصنعة للصواريخ المضادة للصواريخ Hazt 2 و Hazt 3 والتي لعبت، منذ اندلاع الحرب، دوراً رئيسياً في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على إسرائيل من اليمن وإيران، إضافة إلى صواريخ جديدة من طراز Barak MX على متن السفن البحرية، في إطار حماية منصات الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة صفقة كبيرة أخرى مقابل ملياري شيكل وقبل حوالي أسبوع ونصف الأسبوع أعلنت صفقة ضخمة بقيمة حوالي ملياري دولار لتزويد نظام أسلحة لعميل أجنبي. كذلك، أعلنت الشهر الماضي دخول صفقة أخرى، بقيمة حوالي مليار دولار، حيز التنفيذ، تتعلق، بحسب منشورات أجنبية، ببيع قمر صناعي للتجسس ليستخدمه الجيش المغربي.
وعلى خلفية تحديات الحرب، أصبح “استقلال الإنتاج” شعاراً في وزارة الحرب وإدارة المشتريات، وذلك بسبب أزمة الأسلحة مع الولايات المتحدة في أعقاب تأخير شحنات بعض القنابل التي طلبتها إسرائيل، في عام 2015. في ظل مخاوف الإدارة الأميركية من اتساع نطاق قتل المدنيين في غزة، تبحث وزارة الحرب عن حلول محلية مع فتح خطوط الإنتاج التي ستتجاوز قيود الرئيس جو بايدن، والقيود المستقبلية التي قد يفرضها الرئيس القادم.
وكانت IAA وElbit دائماً شركتين موجهتين إلى التصدير، ولكن بعد الحرب كان هناك اتجاه لتوسيع مبيعاتهما إلى السوق المحلية. وفي الربع الثاني من عام 2024، بلغت مبيعات IAA لوزارة الحرب أكثر من 33% من إجمالي مبيعات بلغت قيمتها 444 مليون دولار، مقارنة بنحو 27% من مبيعات هذا السوق قبل الحرب.
وفي حالة “إلبيت”، قادت إسرائيل نموها في النصف الأول من العام بمبيعات بلغت 896 مليون دولار تشكل 28.2% من إجمالي إيراداتها، وهذه قفزة بنسبة 80% تقريباً على أساس سنوي.
وفي نهاية الشهر، ستنشر شركة Rafael أيضاً نتائجها للربع الثاني، بعد أن انتهى الربع الأول بنمو بنسبة 31% في المبيعات بلغت ما يقرب من 4 مليارات شيكل مقارنة بالربع المماثل، وبزيادة 83% في صافي الربح الذي بلغ -232 مليون شيكل.
وعلى أساس منحة بايدن الخاصة لإسرائيل، والتي تبلغ حوالي 14 مليار دولار، ستعمل شركة رافائيل على تسريع معدلات إنتاج منظومتي الدفاع الجوي ديفيد سلينغ والقبة الحديدية، وفي الوقت نفسه أيضاً تطوير المنظومة الحربية باستخدام ليزر “ماغان أور” القوي، والذي من المفترض أن يبدأ العمل خلال عام تقريباً.
وستعمل صناعة الطيران على زيادة معدلات إنتاج صواريخ آرو وبرق، وفي الوقت نفسه مضت شركة تومر الحكومية قدماً بالفعل ووسعت بنيتها التحتية باستثمارات ضخمة لزيادة إنتاج محركات هذه الصواريخ. (العربي الجديد)