هل نجحت الديبلوماسية في ثني إيران عن ضرب إسرائيل؟ تقرير يكشف

19 أغسطس 2024
هل نجحت الديبلوماسية في ثني إيران عن ضرب إسرائيل؟ تقرير يكشف


منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 حزيران الماضي في العاصمة الإيرانية طهران في ظروف لم يكشف عن حيثياتها بدقة، وسط تضارب السيناريوهات، أبقت الحكومة الإيرانية العالم في حالة ترقب بعد أن هدد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، ساعات بعد مقتل ضيفه بالثأر له من إسرائيل.

في هذا الصدد قال الكاتب الصحافي الإيراني “كيان شريفي” أنّه في الأسبوعين الماضيين، وُصفت هجمات إيران على إسرائيل بأنها “وشيكة”، وتحت تأثير هذه التوقعات، انتشرت تقارير كثيرة يشوبها القلق والخوف على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هجمات إيران وحلفائها، بمن فيهم حزب الله اللبناني، “في الساعات المقبلة”.

ويرى الباحث البارز لشؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، راز زيمت: “أنهم يستمتعون بهذا الوضع، أي مشاهدة إسرائيل في حالة ترقب وما ينتج عنها من تكاليف اقتصادية ونفسية باهظة”.

ولكن هذا الترقب سلاح ذو حدين، إذ تتضرر منه أيضا الحكومة الإيرانية و وكلاؤها في المنطقة.

ونقلت “إذاعة فردا” عن رئيس قسم الأمن في مؤسسة “لوبيك إنترناشيونال” الاستشارية ومقرها البحرين، مايكل هورويتز، قوله: “إن المضاعفات السلبية لهذا الوضع بما في ذلك الضغط على الدفاع المدني، تعبئة القوات المسلحة والتكاليف الاقتصادية، لن تكون محصورة على إسرائيل فقط، بل هذا الترقب له عواقب أيضا على إيران ولبنان”.

ويعتبر المحللون والخبراء، الفكرة القائلة بأن إيران تؤجل الهجوم لتستغل التبعات النفسية، ما هو إلا ذريعة وليس استراتيجية محسوبة، ويرون أن النقاشات المكثفة والجادة داخل الحكومة الإيرانية بشأن التنسيق مع الوكلاء الإقليميين، والتفكير بالرد المضاد الإسرائيلي-الأميركي المحتمل على الهجوم الإيراني وتقدير المخاطر الناجمة عنه يفسر تأخير الهجوم الانتقامي وتردد طهران بهذا الخصوص.

التخوف من الحرب الواسعة مع إسرائيل وأميركا
ويرى راز زيمت أن الحكومة الإيرانية “تواجه خيارا صعبا ومعقدا”، رغم أن المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني يريدان استعادة قوة الردع الإيرانية ضد إسرائيل، إلا أن بعض الجهات الأخرى في الحكومة تخشى أن يؤدي الهجوم الكبير على إسرائيل إلى جر إيران إلى حرب مع إسرائيل وربما مع الولايات المتحدة.

لذا حتى لو كانت طهران قد اتخذت قرارًا بشأن كيفية الرد على اغتيال إسماعيل هنية، فإن التنسيق مع حزب الله اللبناني وأعضاء آخرين في شبكة الوكلاء والحلفاء الإقليميين التي تعرف باسم “محور المقاومة” وفقا لأدبيات إيران السياسية يتطلب وقتا طويلا.

والعامل الآخر الذي قد يؤثر على قرار إيران هو تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة أكثر من الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني غير المسبوق بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في 12 أبريل من هذا العام والذي سمّته “الوعد الصادق”.

ويقول مايكل هورويتز للإذاعة الأميركية الناطقة بالفارسية إن: “الرد الأميركي مقارنة بالأسابيع التي سبقت هجوم نيسان سيكون أكبر بكثير، والوجود العسكري الأميركي الأوسع ربما يكون إشارة إلى حسابات واشنطن بخصوص حجم الهجوم الإيراني، لأنهم، المسؤولون الأميركيون، يعتقدون أن رد إيران قد يكون أكبر من الهجوم الذي حدث في أبريل”.

وأضاف: “الولايات المتحدة بإرسالها معدات وقوات دفاعية، وأيضا قوات لديها قدرة هجومية محتملة، وجهت رسالة تفيد بأن هدفها هو مواجهة واحتواء أي تهديد، وفي الواقع مجرد إرسال مثل هذه الرسالة في الوضع الحالي، يعد مهما ومؤثرا”.

ومن ناحية أخرى ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بلغ “الحذر” للقادة الإيرانيين خلال اتصال هاتفي.

بالتوازي، رفضت طهران بشكل قاطع طلبات القوى الغربية لضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدة مرارا أن الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران هو حقها المشروع.

وحسب التقرير فإن الاتصالات العديدة من قبل قادة دول مختلفة، بما في ذلك القوى الأوروبية، مع الرئيس الجديد مسعود پزشکیان، ووزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني، في الأيام القليلة الماضية قد أثارت تكهنات تشير إلى أن الجهود الدبلوماسية قد أخرت الهجوم الإيراني وربما تلغيه طهران بالكامل. (العربية)