لماذا قد يقرر الكرملين إقالة بوتين من منصبه؟
ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أن “خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية كانت بسيطة: سوف تتوغل الدبابات الروسية في كييف، في حين تستولي القوات الخاصة على المباني الرئيسية وترفع العلم الروسي، والعملية لن تستغرق سوى حوالى ثلاثة أيام، وحينها سيشعر الغرب بالرعب بطبيعة الحال. ولكنه، عاجلاً أم آجلاً، سوف يعترف على مضض بهذا الواقع الروسي الجديد العظيم. ولكن بعد عامين ونصف العام من غزوه الشامل، فإن العرض المنتصر الذي تصوره بوتين في شارع خريشاتيك في كييف لم يحدث بعد. لقد أصبح واضحاً أن النصر بعيد المنال”.
Advertisement
وبحسب الصحيفة، “بعد انسحابها من محيط العاصمة في ربيع عام 2022، تتقدم القوات الروسية في منطقة دونيتسك الشرقية، ويبدو أن بوتين قد استعاد زمام المبادرة. أما التكتيك الذي يتبعه فهو قصف المدن والقرى المدمرة وتدميرها. وبحسب حساباته فإن الحرب ستنتهي في نهاية المطاف بشروط روسيا، وسوف تضطر أوكرانيا إلى التخلي عن الأراضي التي خسرتها بالفعل. إنما الأيام الاثني عشر الماضية حطمت افتراضات الكرملين الاستراتيجية، والتي تنبع من حقيقة مفادها أن روسيا تمتلك جيشاً أكبر وأكثر قوة.ففي 6 آب، شنت أوكرانيا غارة مفاجئة عبر الحدود على منطقة كورسك الروسية، وكان هذا أكبر توغل أجنبي في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية. ففي الواقع، لم تكن موسكو تتوقع حدوث شيء مماثل”.
وتابعت الصحيفة، “حتى الآن، حققت العملية نجاحاً مذهلاً في كييف، فاق التوقعات. وحققت المجموعات الأوكرانية المتنقلة تقدمًا سريعًا، وهي تسيطر الآن على حوالي 80 مستوطنة، بما في ذلك بلدة سودجا الحدودية. وتباطأت وتيرة تقدمها في الأيام القليلة الماضية، لكن روسيا لم تكن قادرة على وقف هذا الغزو الاستثنائي.
بالنسبة لبوتين، كانت هذه الأحداث غير المتوقعة بمثابة إذلال شخصي له. حتى الآن، تجاهل معظم الروس الحرب، واعتبروها شيئًا بعيدًا. أما اليوم، فقد وصل الصراع إلى عتبة بابهم”.
وبحسب الصحيفة، “يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجنرالاته لديهم أهداف متداخلة. الأول عسكري ويتمثل في إجبار موسكو على تحويل قواتها من الشرق وتخفيف الضغط على مدينة بوكروفسك الأوكرانية وغيرها من المناطق المعرضة للخطر على خط المواجهة الحالي الذي يبلغ طوله 977 كيلومتراً. أما الهدف الآخر فهو تعزيز موقف كييف التفاوضي قبل المفاوضات المحتملة.ويطالب بوتين بأربعة أقاليم أوكرانية، بما في ذلك مدينة زابوريجيا وأجزاء أخرى من الأراضي التي لا تسيطر عليها قواته”.
وتابعت الصحيفة، “مما لا شك فيه أن العملية عززت الروح المعنوية الأوكرانية بعد فترة مظلمة صعبة وهجوم مضاد فاشل في عام 2023، كما وأسعدت شركاء أوكرانيا الدوليين أيضا. وهناك شكوك في المستقبل، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني وعودة دونالد ترامب المحتملة. وفي الواقع، مهما كانت النتيجة النهائية للهجوم، إلا أنه أدى إلى أضعاف أسطورة بوتين “الذي لا يقهر”. وفي الوضع الراهن، تسير الحرب بشكل سيء بالنسبة له”.
وختمت الصحيفة، “لا أحد يعلم كيف ستنتهي معركة كورسك. وقد يرى البعض من داخل الكرملين أن إحدى الطرق لإخراج روسيا من هذه الفوضى المكلفة هي إقالة بوتين”.