ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من الحرب الروسية على أوكرانيا؟

21 أغسطس 2024
ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من الحرب الروسية على أوكرانيا؟

ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أنه “مرة أخرى، تعلمنا أوكرانيا كيفية التعامل مع العدوان، فقد كان توغلها المفاجئ في روسيا، واحتلالها مؤقتاً 400 ميل مربع من الأراضي الروسية، سبباً في قلب الطاولة على غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا. ومن خلال هذا الغزو المضاد لروسيا، أظهر الرئيس فولوديمير زيلينسكي والجيش والشعب الأوكراني مرة أخرى شجاعتهم ومهارتهم وإبداعهم في الدفاع عن وطنهم وهويتهم الوطنية المستقلة. وكثيراً ما استسلم شركاء أوكرانيا الأمنيون، بقيادة الولايات المتحدة، للعدوان الروسي، واعتبروا أنه لا يستحق المقاومة.وعلى الرغم من وعد الناتو بالعضوية النهائية لجورجيا وأوكرانيا، فإن إدارة جورج بوش لم تفعل شيئا عندما غزا بوتين جورجيا في عام 2008، واعترضت إدارة باراك أوباما عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا في عام 2014”.

 

وبحسب الصحيفة، “في شباط 2022، أعلنت روسيا والصين دعمهما المتبادل للنوايا العدوانية التي يبديها كل منهما ضد جيرانهما، والتي تتمثل بانتقام بوتين في أوروبا الشرقية ومطالبة شي جين بينغ بتايوان. وبفضل تلك “الشراكة الاستراتيجية التي لا حدود لها”، حشدت روسيا قواتها على طول الحدود الأوكرانية في حين طلب زيلينسكي المساعدة من الغرب. وقد روجت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتقييمها الاستخباراتي بأن الغزو الروسي الأخير كان وشيكاً بالفعل، وحذرت من أنها سترد بإجراء “حاسم”، لكن بايدن رفض طلب أوكرانيا بإقامة منطقة حظر جوي، مستشهدا بمخاوف من اندلاع “حرب عالمية ثالثة”. وبمجرد بدء الغزو، أثار بوتين مخاوف بايدن من خلال التهديد المتكرر باستخدام الأسلحة النووية”.

 

وتابعت الصحيفة، “على مدى العامين ونصف العام التاليين، قادت واشنطن فرقة من أعضاء الناتو الذين أرعبتهم تهديدات بوتين بالتصعيد. وحجبت الولايات المتحدة وألمانيا الأسلحة التي احتاجتها أوكرانيا لصد الغزو الروسي، مثل الدبابات القتالية والصواريخ البعيدة المدى، خشية “استفزاز” بوتين ودفعه إلى الهجوم وإشعال حرب أوسع نطاقا. وحتى عندما سلمت واشنطن، متأخرة، أنظمة الأسلحة الأكثر قدرة، فقد قيدت استخدامها بشكل صارم من قبل أوكرانيا، مما يضمن عدم إمكانية إطلاق تلك الصواريخ على روسيا.وفشل الهجوم المضاد الذي خططت له أوكرانيا منذ فترة طويلة في الربيع الماضي إلى حد كبير بسبب غياب الأسلحة الغربية المطلوبة”.

 

وأضافت الصحيفة، “لكن على الرغم من تردد إدارة بايدن، فإن إرادة الأمة في المقاومة ورغبتها في العيش لم تضعف قط. وكان هذا هو الدرس الأول الذي علمته أوكرانيا للغرب: أن التزام بايدن الخطابي بالديمقراطية على الاستبداد يتطلب التضحية. وفي حال فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئاسة في تشرين الثاني، فإن وعده المتكرر والغامض بوقف الحرب “في غضون 24 ساعة” من شأنه أن يضمن سيطرة بوتين على جزء كبير من الأراضي التي استولى عليها في عامي 2014 و2022. والآن، بفضل خطوة زيلينسكي الجريئة، تستطيع أوكرانيا أن تعيد الأراضي الروسية، التي لم تكن تنوي الاحتفاظ بها على أي حال، في مقابل إعادة كل أو جزء كبير من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا”.

 

وبحسب الصحيفة، “بالإضافة إلى ذلك، فإن أوكرانيا التي تعاني من نقص في القوى البشرية لديها الآن مئات من القوات الروسية لمقايضتها مقابل إطلاق سراح الأوكرانيين المحتجزين. كما أظهرت أوكرانيا للعالم كيف تعامل دولة متحضرة أسرى الحرب بما يتفق مع قوانين الحرب، على النقيض من جرائم الحرب والفظائع التي ترتكبها روسيا”.

 

وختمت الصحيفة، “في الواقع، إن الدرس الذي يمكن تعلمه من الحرب الروسية على أوكرانيا هو أن التهديد بفرض عقوبات اقتصادية ليس كافياً لردع دولة قوية عازمة على العدوان ومستعدة لدفع ثمن معقول لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية. وما من شيء يمكن أن يوقف بوتين سوى التدخل العسكري الأميركي، وهذا وحده هو الذي سيردع الصين عن مهاجمة تايوان”.