أعلن المرشح الرئاسي المستقل، روبرت كينيدي جونيور، تعليق حملته لانتخابات الرئاسة ودعم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه سيسحب اسمه من بطاقات الاقتراع في الولايات المتأرجحة.
وقال كينيدي إن استطلاعاته الداخلية أظهرت أن وجوده في السباق سيضر بترامب ويصب في مصلحة المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، رغم أن الاستطلاعات العامة الأخيرة لا تشير بوضوح إلى تأثير كبير له على دعم أي من مرشحي الحزبين الرئيسيين.، وفق وكالة أسوشيتد برس.
خلال كلمته، أشار كينيدي إلى قضايا حرية التعبير والحرب في أوكرانيا و”حرب على أطفالنا” كأسباب دفعته لمحاولة إزالة اسمه من بطاقات الاقتراع في الولايات المتأرجحة.
وقال: “هذه هي الأسباب الرئيسية التي أقنعتني بمغادرة الحزب الديمقراطي والترشح كمستقل، والآن لدعم الرئيس ترامب”.
والولايات المتأرجحة “Swing States” هي الولايات التي تلعب دوراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنها لا تصوت بشكل ثابت لصالح حزب معين (الديمقراطيين أو الجمهوريين)، مما يجعل نتائج التصويت فيها غير محسومة، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وجورجيا وأريزونا ونورث كارولينا ونيفادا.
وسحبت حملة كينيدي طلبها للحصول على تصريح للترشح في أريزونا، وفق ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” وقدّم محامي الحملة إشعاراً في بنسلفانيا يفيد بأن كينيدي سينسحب من هناك.
ومع ذلك، في ميشيغان، قال مسؤولو الانتخابات إن الأحزاب الصغيرة لم تعد قادرة على سحب مرشحيها.
وقال مسؤولو الانتخابات في ولايات أخرى، بما في ذلك نيفادا ونورث كارولينا ويوتاه وكولورادو، إنهم لم يتلقوا طلباً من الحملة أو حزبه السياسي لسحب اسمه من ورقة الاقتراع.
استياء
قرار كينيدي أثار استياء وسط أنصاره، وفق صحيفة “الغارديان”.
وعلى موقع فيسبوك، حيث حشدت مجموعات مؤيدة لكينيدي آلاف المؤيدين في مختلف أنحاء البلاد، أعرب البعض عن خيبة أمل. ففي نظرهم، كان كينيدي وسيلة لمقاومة، بل وحتى كسر، نظام الحزبين في الولايات المتحدة، ورغم أن تعليق حملته الانتخابية كانت مؤلمة، “إلا أن قرار دعمه أحد المرشحين من الحزبين الرئيسيين يُنظَر إليه باعتباره أسوأ بكثير”، بحسب التعليقات.
وفي تعليقه حول قرار كينيدي، قال المحلل السياسي الأميركي، خالد صفوري، إن الرجل عهد “حب الظهور” وإن حديثه بشأن تعليق حملته في بعض الولايات “مبهم”، ويوحي بأنه لم يحسم في الواقع أمره.
وفي حديث لموقع الحرة، شدد صفوري على أن السر وراء ذلك هو رغبته في الاستمرار في لعب دور في هذه الانتخابات حتى لا ينقطع عن الإعلام.
وقال: “قبل نحو سنة، عندما أعلن كينيدي قراره الترشح كمستقل، تهافتت عليه وسائل الإعلام، لكن بعد ذلك تراجع ظهوره بشكل كبير” وهو “السر”، وفق صفوري، وراء رغبته (كينيدي) في إبقاء وضعه غير محسوم.
ولفت صفوري إلى أن كينيدي كان قد حصل على نسب مقبولة خلال الفترة التي كان فيها الرئيس، جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، لكن الوضع لم يعد كذلك بعد ترشيح نائبته، كامالا هاريس، لمواجهة ترامب، “هذا سر رغبته في لعب أي دور في هذه الانتخابات”.
وبخصوص تركه اسمه على بطاقات الاقتراع في بعض الولايات دون أخرى، قال صفوري إن كينيدي يحاول إبقاء حظوظه لنيل منصب إذا ما فاز ترامب، وذلك عن طريق إبقاء “ورقة لعب في يده” قد يفاوِض بها ترامب أو حتى هاريس “هذا سر عدم حسم موقفه في كل الولايات”، يقول صفوري.
وكان كينيدي قال في خطابه، الجمعة: “سيظل اسمي موجودا على ورقة الاقتراع في معظم الولايات، إذا كنت تعيش في ولاية زرقاء، فيمكنك التصويت لي دون الإضرار بالرئيس ترامب أو نائبة الرئيس هاريس أو مساعدتهما، وفي الولايات الحمراء، سينطبق الأمر ذاته”.
المقابل؟
وكانت وسائل إعلام أميركية زعمت أن روبرت كينيدي قد يتولى “بعض الإشراف” على واحدة من الوكالات الحكومية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في نوفمبر.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن كينيدي تحدث مع ترامب عن تأييد حملته وتولي وظيفة في إدارته، للإشراف على مجموعة من القضايا لا سيما “الصحية والطبية”، وفق تعبير الصحيفة.
والشهر الماضي، قالت نفس الصحيفة إن كينيدي وترامب اتفقا على الاجتماع في ولاية ميلووكي خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
وجاء في تقرير الصحيفة “كان ترامب مهتماً بكينيدي حتى رغم انتقاده العلني له”، وفق ما نقلته عن أشخاص مطلعين على الأمر.
وكشفت أن المناقشات بين الرجلين “تضمنت مناصب محتملة يمكن أن يمنحها كينيدي في إدارة ترامب ، سواء على مستوى الوزارة أو المناصب التي لا تتطلب تأكيداً من مجلس الشيوخ”.
في السياق، قال المحلل صفوري إن اختيار كينيدي لترامب على حساب هاريس يعود لكون حملة الأخيرة رفضت وعده بأي منصب، بينما “ترامب المعروف بوعوده فعل كذلك”.
وكشف صفوري أن ترامب يبحث من خلال الحصول على تأييد كينيدي دعم حظوظه فقط، وقد لا يمنحه أي منصب إذا فاز.
وقال إن هذه الحيثية جعلت كينيدي يفضل التريث وعدم الانسحاب في كامل الولايات، وقد يقرر قبل نحو أسبوعين من يوم الاقتراع كيف سيتعامل مع الوضع، وفق صفوري.
ولفت صفوري إلى أن ترامب أيضا يلعب على حبل الوعود تماما كما فعل مع حاكم نيوجرسي وعمدة نيويورك حيث وعدهما بمناصب في إدارته السابقة لكنه لم يفعل.
وأنهى الانسحاب الجزئي لكينيدي ما بدا في البداية وكأنه أحد أكثر المحاولات الرئاسية الواعدة التي خاضها حزب ثالث في التاريخ الحديث الأميركي، والتي اجتذبت الناخبين الساخطين إلى سليل إحدى أكثر العائلات الديمقراطية المحبوبة في أميركا.
وكينيدي هو نجل السياسي الديمقراطي الراحل روبرت إف كينيدي، وابن شقيق الرئيس الأسبق جون كينيدي. (الحرة)