كتب موقع “الحرة”: لا تزال التقارير متضاربة حول مسار مفاوضات الهدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، حيث تواصل الولايات المتحدة الحديث عن اقتراب التوصل لاتفاق، فيما تشير تقارير إلى وجود “تقدم متواضع”، بينما تقول مصادر أخرى إن المحادثات أصبحت “أكثر تعقيدا”.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة، لمواصلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق، في وقت يجتمع فيه مفاوضون في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل تذليل العقبات المتبقية أمام اتفاق طال انتظاره.
وأعلن البيت الأبيض في بيان، أن بايدن تحدث مع رئيس مصر وأمير قطر بشكل منفصل، لمناقشة “الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.
وجاءت المحادثتان بعدما وصف البيت الأبيض المفاوضات الجارية في القاهرة بأنها “بناءة”، ودعا بايدن خلال المكالمتين الهاتفيتين جميع الأطراف إلى “التعاون” من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المقترح.
وتظل أبرز القضايا التي تمثل أزمة في المفاوضات، هي إصرار إسرائيل على بقاء قوات لها على طول محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بجانب الاحتفاظ بقوات في ممر نتساريم الذي يفصل شمالي قطاع غزة عن جنوبه.
تفاؤل أميركي
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن المؤشرات الأولية في القاهرة تشير إلى أن المباحثات “بناءة”، مشيرا إلى أنه من المقرر استمرارها.
وأضاف: “الأمور في تقدم”، نافيا بعض التقارير الإخبارية التي أفادت بأن المحادثات على وشك الانهيار.
وذكر تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن الولايات المتحدة “بالغت” في الترويج لمدى اقتراب الأطراف من التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن إعلان واشنطن أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار المقترح، “فاجأ المفاوضين الإسرائيليين، الذين لم يكونوا قد توصلوا إلى حل بشأن القضايا العالقة بشأن وجود عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا”.
كما انتقدت حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، التصريحات الأميركية، معتبرة أنها “إذعان” لمطالب إسرائيل، مما يزيد من صعوبة إقناع المفاوضين للحركة بالتوقيع على أي اتفاق، وفق الصحيفة.
كما نقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والقطريين، أنهم “لا يثقون في نتانياهو كما يفعل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ويشعرون بأن نية رئيس الحكومة هي استمرار الحرب”.
وقال فرانك لوينشتاين، وهو أحد المفاوضين في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن “نتانياهو كان واضحا تماما لأشهر، بأنه لا يمتلك أي نية تنفيذ اتفاق المراحل الثلاث بالكامل، والذي يعني إنهاء الحرب”.
وأضاف لواشنطن بوست: “على الرغم مما قاله للوزير بلينكن، يبدو جدا أنه لا يرغب حقا في وقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الرهائن”.
والجمعة، ذكرت هيئة “البث الإسرائيلية”، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا يتعلق ببعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تدور مفاوضات حوله منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، دون تحقيق انفراجة.
ووفقا لمصادر الهيئة، فإن المقترح الأميركي، الذي قالت إنه سيشكل “الأساس لقمة الأحد في القاهرة”، يتضمن “تقليص عدد القوات الإسرائيلية التي ستتواجد في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بشكل ملحوظ، بحيث يبقى عدد قليل من نقاط المراقبة”.
كما يشمل “زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم (من قبل حركة حماس) كل أسبوع”.
وكان “المقترح الأصلي ينص على إطلاق سراح 3 رهائن أسبوعيا، بينما في الاقتراح الحالي ارتفع العدد إلى 4″، حسب هيئة البث الإسرائيلية، وذلك “مقابل تخفيض كبير في عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والذي سيكون لإسرائيل حق النقض عليه”.
تقدم متواضع أم مفاوضات أكثر تعقيدا؟
وفي تقرير آخر لإذاعة الجيش الإسرائيلية، قال مصدر مطلع على المفاوضات في القاهرة، إنها كانت “بناءة”.
وأوضح التقرير الذي نقلت تفاصيله صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، واعتبرت أنه يحمل إشارة “تقدم متواضع”، أن المفاوضات شهدت تقدما فيما يتعلق بتقليل الفجوات بين إسرائيل ومصر بشأن معبر رفح، الذي توقف عن العمل منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في مايو.
وأكد نتانياهو مرارا على أنه يجب أن يكون هناك “وجود إسرائيلي في محور فيلاديلفيا، لمنع إعادة تسليح حماس”، فيما ترى الأخيرة ومصر أيضًا أنه يجب أن تنسحب القوات الإسرائيلية من تلك المنطقة بالكامل.
وعلّق بلينكن والوسطاء من مصر وقطر آمالهم على اقتراح أميركي يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين في الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، بعد توقف المفاوضات، الأسبوع الماضي، دون تحقيق تقدم.
أما صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فقالت في تقرير لها، إن المفاوضات الجارية حاليا حول وقف إطلاق النار “تزداد تعقيدا”، خصوصا بعد استعادة 6 جثث من غزة، حيث يزيد من إلحاح عملية التوصل إلى اتفاق، لكن في نفس الوقت يثير مخاوف من أن حماس “قد لا تفي بشروط الاتفاق المقترحة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه تمكن من انتشال 6 جثث لمختطفين من داخل نفق في خان يونس وسط قطاع غزة.
وقالت حملة منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل، الخميس، مستندة إلى تقارير تشريح حديثة، إن جثث الرهائن الـ6 الذين أعيدوا من غزة وُجد بها طلقات رصاص، وفق رويترز.
وأفاد الجيش الإسرائيلي لوكالة بأنه انتشل 4 جثث أخرى إلى جانب جثث الرهائن، يعتقد أنها لمقاتلين من حماس، وأن تلك الجثث لم تظهر عليها علامات جروح ناجمة عن أعيرة نارية.
ويعتقد أن إجمالي عدد الرهائن المتبقين في غزة يبلغ 109، وأن نحو ثلثهم لاقوا حتفهم فيما لا يزال مصير الباقين مجهولا.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن انتشال الجثث الست، “يثير مخاوف من عدم وجود عدد كاف من الرهائن الأحياء التي بها تفي حماس بمتطلبات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المقرح، حيث يتم إطلاق سراح 33 رهينة من غير الجنود الذكور”.