قال المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، إن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يسعى لإجراء مصالحة مع القيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان، وذلك من أجل فتح الطريق له للعودة إلى غزة.
وقال المحلل الإسرائيلي، في مقابلة تلفزيونية، إن عباس أرسل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، إلى لقاء نائب دحلان سمير المشهراوي، مُشيراً إلى أن “دحلان يعمل بعد طرده من الأراضي الفلسطينية، مستشاراً أمنيا لرئيس دولة في الإمارات، محمد بن زايد”.
وأضاف أن عباس طلب من روسيا وليس من الصين تنظيم مؤتمر للمصالحة، بين التيارات المختلفة داخل حركة فتح، مؤكداً أن “رئيس السلطة الفلسطينية لن يستطيع دخول غزة بدون الدعم الشعبي الذي يستطيع أن يوفره أنصار محمد دحلان، داخل غزة، والدعم الذي ستوفره الإمارات لدحلان هناك بعد انتهاء الحرب”.
وقال نيسان إنّ “دحلان لديه شروط لإجراء مصالحة مع عباس، من بينها أنه سيترشح ضد الأخير على منصب الرئاسة في أقرب انتخابات آتية”.
من هو محمد دحلان؟
– قيادي سابق في حركة فتح من مواليد 1961، شغل منصب الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في غزة، وكان معروفا بمعارضته للرئيس محمود عباس، وقاد فصيلاً منشقاً عن الحركة يسمى كتلة “الإصلاح الديمقراطي”.
– نشأ دحلان في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عضواً مؤسساً وزعيماً لحركة الشبيبة التابعة لحركة فتح عندما كان طالبًا في جامعة غزة.
– قامت إسرائيل بترحيله في كانون الثاني 1987 إلى الأردن، ومن هناك انضم إلى ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.
– بعد عودته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1994 كجزء من اتفاقيات أوسلو، تم تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الوقائي في غزة بتفويض لقمع المعارضة المحلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
– بحلول منتصف التسعينيات، كان دحلان يقود قوة منظمة تنظيماً جيداً قوامها حوالي 20 ألف عضو، مما منحه صلاحيات كبيرة داخل غزة وعلاقات قوية مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والإقليمية.
– تم اتهام قوات دحلان بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في ذلك الوقت، خاصة ضد أعضاء حماس، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب وقتل المتظاهرين في 18 تشرين الثاني 1994، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
– في عام 2003، شغل منصب وزير دولة للشؤون الأمنية لفترة قصيرة في عهد رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس حتى استقالة الأخير.
– بعد وفاة عرفات في تشرين الثاني 2004، أعاد عباس تعيين دحلان، وهذه المرة وزيراً مسؤولاً بشكل مباشر عن التنسيق مع إسرائيل.
– شغل هذا المنصب حتى انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عندما تم انتخابه لتمثيل خان يونس.
– بين عامي 2006 و2007، بصفته رئيسا لمجلس الأمن القومي، قاد دحلان الاستعدادات لجهد عسكري مدعوم من الولايات المتحدة من قبل قوات فتح الأمنية للإطاحة بحكومة حماس في غزة، وقد تم استباق ذلك من خلال ما عرف بـ “انقلاب حماس” في حزيران 2007، وأدى إلى سيطرة الحركة بشكل كامل على القطاع بعد اشتباكات دامية.
– في ذلك الوقت، فر دحلان إلى الضفة الغربية لكنه اختلف مع عباس وغيره من قادة فتح، الذين ألقوا عليه باللوم فيما وصف بـ”كارثة غزة”.
– في عام 2016، جرد عباس دحلان من حصانته البرلمانية، وفي الشهر نفسه، أدانته محكمة جرائم الفساد التابعة للسلطة الفلسطينية باختلاس 16 مليون دولار وحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة ثلاث سنوات، في اتهامات ينفيها.
– انتخب دحلان لعضوية اللجنة المركزية لفتح في عام 2009، لكن التوترات المتزايدة مع عباس أدت إلى طرده في عام 2011. (عربي21 – BBC)