سقوط بوتين أصبح الآن مسألة وقت فقط

26 أغسطس 2024
سقوط بوتين أصبح الآن مسألة وقت فقط

ذكرت صحيفة” The Telegraph” البريطانية أن “الاستخبارات الأوكرانية تمكنت من تحديد نقاط ضعف الروس، وكان الهجوم على منطقة كورسك في السادس من آب مثالًا نموذجيًا لما يطلق عليه الاستراتيجيون مناورة كل الأسلحة. في البداية، بدا الأمر وكأنه غارة محدودة عبر الحدود. كما وتم إجراء الاستعدادات في سرية تامة لدرجة أن حلفاء أوكرانيا بدا وكأنهم غير مطلعين على الهجوم. لقد تعلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دروس الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في عام 2023، عندما استغلت روسيا فترة الإخطار الطويلة لبناء حزام بعمق ثلاثة أميال من الألغام الأرضية والأسلاك الشائكة ومواقع المدافع”. 

وبحسب الصحيفة، “لكن هذه المرة، فاجأت أوكرانيا الروس على حين غرة، فقد استولت على نحو 400 ميل مربع، وأسرت ما يقدر بنحو 2500 مجند روسي، وربما 3000 آخرين الآن محاصرين إلى الجنوب من نهر سيجم. ولم يكن الأوروبيون والأميركيون أقل ذهولاً من سرعة التقدم التي فاجأت الروس. وفي الواقع، هذا هو الانتصار الأوكراني الأكثر أهمية منذ عامين. فالبنية الأساسية الروسية تتدهور، والجسور تنهار، ومنشآت الغاز تتعرض للقصف، والآن أصبحت المزيد من المطارات والمصافي ومستودعات الإمدادات في مرمى النيران. كما تم قطع خطوط السكك الحديدية عن مصنع الغاز في سودزا، وأصبحت محطة الطاقة النووية في كورسك معرضة للخطر. كما نزح نحو 130 ألف مدني روسي. ولكن ما هو الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا؟” 

ورأت الصحيفة أن “للهجوم هدفا رئيسيا وعدة أهداف ثانوية. فكان الهدف الرئيسي هو تغيير الحسابات داخل روسيا، وجعل الحرب أقل جاذبية وتحويل شخصيات رئيسية ضد الرجل الذي عزم على مواصلة الحرب بأي ثمن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في الحقيقة، يجب معرفة ما كانت تأمل أوكرانيا تحقيقه أيضاً. أولا، كانت حكومة زيلينسكي في حاجة إلى دفعة معنوية. فقد أدى فشل الهجوم المضاد في الصيف الماضي إلى القضاء على نجاحات حملتي خاركيف وخيرسون في الخريف السابق. ومنذ ذلك الحين، كان الزخم في صالح روسيا، التي كانت تعمل على توسيع منطقة سيطرتها في دونباس بشكل مطرد. والآن، وبضربة واحدة، ذكّر زيلينسكي شعبه بأنهم ما زالوا قادرين على الفوز”. 

وتابعت الصحيفة، “ثانياً، تم توجيه نفس الرسالة إلى حلفاء أوكرانيا في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث تساءل بعضهم عما إذا كان ينبغي لهم أن يدعموا بشكل مفتوح حرباً لا يمكن فوزها على ما يبدو. ويبدو الآن من الواضح أن أوكرانيا سوف تستمر في تحقيق المكاسب إذا سمح الحلفاء في حلف شمال الأطلسي صراحة باستخدام الصواريخ البعيدة المدى داخل روسيا. ثالثاً، يهدف الهجوم إلى سحب القوات الروسية من أوكرانيا. رابعا، يشكل أسرى الحرب الروس ورقة مساومة قيمة، وتريد أوكرانيا عودة متطوعي آزوف وغيرهم من القوات. خامسا، نجحت أوكرانيا بشكل كبير في ترجيح كفة طاولة المفاوضات لصالحها قبل أي محادثات تسوية نهائية. فعندما احتلت روسيا أجزاء من الأراضي الأوكرانية، لم يكن لدى زيلينسكي ما يتفاوض عليه. والآن فتح الباب أمام تبادل الأراضي”.  

وبحسب الصحيفة، “يدرك زيلينسكي أن الطريقة الأكثر أماناً لإنهاء الحرب هي الإطاحة ببوتين. إن استراتيجية أوكرانيا تتلخص في جعل الحرب غير مرغوبة لدى الروس، كما وتهدف أوكرانيا أيضاً إلى إقناع الجنرالات وأفراد الأمن بأن تكاليف الحرب باهظة”. 

وختمت الصحيفة، “لقد كشف تمرد يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر السابق، عن ضعف بوتين. وعاجلاً أم آجلاً، سوف يتصرف شخص آخر بحزم حيث تردد بريغوجين. وكل ما تفعله أوكرانيا يهدف إلى التعجيل في اقتراب حدوث هذا اليوم”.