يقول أحمد: “نجمع الحجارة من المنازل المهدمة ثم نفتتها ونبيع الدلو مقابل شيكل ( 0,25 سنتا من اليورو)”.
ويضيف الطفل الذي لونت شمس قطاع غزة الحارقة وجهه وتركت الحجارة آثار جروح على يديه، إنه يبيع تلك الحجارة للعائلات الثكلى “لبناء القبور”.
لكنه يبدو غير راض عن المردود المادي من عمله المضني هذا، ويقول: “بالكاد نستطيع أن نحصل على 2 أو 3 شواكل لا تكفي لشراء البسكويت… نحلم بأشياء كثيرة، لكننا لا نستطيع الحصول عليها”.
ومنذ اندلاع الحرب، أدى الدمار الواسع فضلاً عن النزوح المستمر تنفيذا لأوامر الجيش بالإخلاء المتكرر لسكان غزة الذين يحاولون البقاء في مأمن من الضربات الإسرائيلية، إلى فقدان مئات الآلاف وظائفهم وتدمير أو تضرر أكثر من 60% من المباني مع الانقطاع الدائم للماء والكهرباء.
يتنقل خميس القدرة (16 عاماً) وشقيقه الأصغر سامي (13 عاماً) في الشوارع بين حطام المنازل وأزقة مخيمات النزوح لبيع العصير.
ويقول خميس: “أصابتنا ضربة شمس ومن كثرة الركام في الشوارع دخلت في قدم أخي شظية تسببت له بالتهاب”.
ويضيف أن شقيقه عانى من الحمى و”ظهرت على جسمه حبوب وحتى الآن يعاني لعدم توفر أدوية لعلاجه”.
يشرح خميس كيف تشتتت عائلته بسبب الحرب بقوله “خسرنا منزلنا ومن بعدها خيمتنا ونزحنا 9 مرات”.
ويوضح الشاب: “دفعنا 300 شيكل (73 يورو)” لنقل حاجياتنا قبل أن نستقر في مواصي خان يونس قرب شاطئ البحر.
ودفعت الحرب بجميع أفراد العائلة للعمل لإعالة الأسرة لكن خميس يقول إنهم أحياناً لا يستطيعون شراء “كيلوغرام من الطماطم سعره 25 شيكلاً”.
أما معتصم زيدان (13 عاماً) الذي نزح إلى مواصي خان يونس ويجلس في الشارع ليبيع القهوة وأحيانا الزعتر والفستق أو السمنة، فيقول إنه ينجح أحياناً في جمع 30 شيكلاً، لكنها لا تكفي لطعامنا وخبزنا فالأسعار مرتفعة جداً، ولا تلبي الاحتياجات الأساسية”.
ويضيف زيدان أنه يشعر بالقهر “من هذه المعاناة … أقضي ساعات تحت حرارة الشمس لجمع بعض المال الذي نصرفه في دقيقة واحدة … خرجنا من منازلنا بما علينا واليوم نستلف من الجيران صحنا وملعقة، هذا ليس سهلاً … حتى الماء لا نحصل عليه بسهولة”. (24.AE)