هل صمود السنوار ونتنياهو وقتاً أطول يضمن اتفاقاً أفضل؟

28 أغسطس 2024
هل صمود السنوار ونتنياهو وقتاً أطول يضمن اتفاقاً أفضل؟


باتت الموجة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، والخلافات حول النقاط الشائكة، والمناشدات، كلها أمورا مألوفة الآن في أنحاء العالم، إلا أنها تحجب حقيقة قاتمة حول الجهود التي استمرت شهورا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وتحرير الأسرى.

إن أي اتفاق يتطلب توقيع رجلين: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حماس يحيى السنوار.

وبعلم الطرفان جيدا أن نتائج المحادثات سوف تسجل في تاريخهما بشكل عميق. وفي حالة السنوار، قد يعني ذلك حياة أو موتا. وكلاهما لديه حوافز قوية لإنهاء الحرب. لكن كلاهما يعتقد أنه سيستفيد من الصمود لفترة أطول قليلا، وأن الحرب أفضل من التوصل إلى اتفاق لا يلبي مطالبهما.

من جانبه، وعد نتنياهو بتحقيق “النصر الكامل” على حماس وإعادة جميع الأسرى المحتجزين من غزة، وهما هدفان يعتقد كثيرون أنهما غير متوافقين.

يتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من عائلات الأسرى وقطاع كبير من الإسرائيليين لحمله على التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى، حتى لو كان ذلك يعني استمرار وجود حماس.

وبدورها تضغط واشنطن، التي قدمت مساعدات عسكرية ودعما دبلوماسيا كبيرا لإسرائيل، من أجل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

لكن الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو يعتمد على وزراء يمينيين متطرفين يريدون إعادة احتلال غزة بشكل دائم، وقد هددوا بإسقاط الحكومة في حال قدم نتنياهو تنازلات كبيرة.

إذا، كلما طال أمد الحرب، كلما زاد احتمال تحقيق إسرائيل لما يشبه الانتصار: قتل السنوار وتحرير المزيد من الأسرى، وكلما أتيحت لنتنياهو فرصة أكبر لإصلاح وضعه السياسي.

لكن طول أمد الحرب يحمل معه أيضا مخاطر، حيث يرتفع عدد الجنود القتلى يوميا تقريبا، وتتزايد عزلة إسرائيل دوليا بسبب وحشية تعاملها مع الفلسطينيين.

أما السنوار فيريد إنهاء الحرب ولكن بشروطه.

إن ورقة المساومة الوحيدة التي يملكها السنوار هي حوالي 110 أسرى ما زالوا محتجزين في غزة، يعتقد أن حوالي ثلثهم قد مات. وهو بحاجة إلى أكثر من مجرد توقف مؤقت للقتال إذا كان يأمل في تحقيق ما يشبه الانتصار جراء هجوم 7 تشرين الأول الذي ساهم في التخطيط له.

وتبدأ مطالبه بضمانات بألا تستأنف إسرائيل الحرب بمجرد إطلاق سراح بعض أو جميع الأسرى. كما يطالب بانسحاب إسرائيل من قطاع غزة بأكمله لضمان ألا تكون نتيجة هجوم 7 تشرين الأول هي إعادة احتلال دائم للقطاع. كذلك فإن إطلاق سراح الشخصيات البارزة بين الأسرى الفلسطينيين هو قضية مقدسة بالنسبة للسنوار، الذي كان هو نفسه سجينا قضى فترة طويلة في سجون إسرائيلية، وأطلق سراحه في صفقة تبادل. كما يطالب بضمانات بأن يتمكن الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم وإعادة بنائها.

يرى المحلل السياسي اللبناني نبيه عواضة، وهو مقاتل سابق قضى سنوات في سجن إسرائيلي مع السنوار، أن “السنوار مهتم للغاية بتحقيق المفاوضات لنتائج، سواء كانت تتعلق بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، لأنه في كلتا الحالتين سيكون هو الفائز”.

إلا أن هناك مخاطر بالنسبة للسنوار في حال طال أمد المفاوضات، إذ من المرجح أن يلقى المزيد من الرهائن حتفهم، أو أن تستعيدهم إسرائيل بطريقتها. كما سيستمر الموت والدمار والمعاناة في غزة، ما قد يؤدي إلى تأجيج سخط واستياء الفلسطينيين تجاه حماس، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سياسية في المستقبل. (العربية)